كان يوماً استثنائياً، تلاحم فيه الشعب مع قواته المسلحة، وخرجت جموع الجماهير لتسطر عظمة وإعجاز هذا الشعب الأبي، وهو يلتف في ساعات المحن، ويحتوي بعضه البعض .. وكان المشهد في قمة الروعة، والشعب والجيش في خندق واحد ضد عدو مجنون، لا يعرف مصلحة نفسه .. الهتافات عمقت روح التلاحم فرحاً بانتصار قواتنا المسلحة في هجليج، وطردها لفلول الحركة الشعبية .. التي أعلن قادتها الانسحاب استجابة لبان كي مون .. الذي رفضوا من قبل التعليمات منه .. إنه انسحاب المهزوم، وانسحاب الذليل، الذي رضخ للغرب والصهاينة .. فتدافع المواطنون من كل حدب وصوب، فرحاً وتهليلاً وتكبيراً بالنصر .. بينما قوات الحركة وجنودها تجر أذيال الهزيمة. وشهدت ساحة القيادة العامة ومدخلها تدافعاً جماهيرياً وتلاحماً وطنياً بين الجيش وشعبه، وعلت الهتافات مطالبة قواتنا المسلحة بتطهير البلاد من الحركة الشعبية واتباعها، ولم تكن المسيرات العفوية قاصرة على الخرطوم فقط، فقد شهدت مدن بورتسودان ومدني وكوستي وكريمة، وكافة مدن الولايات، شهدت مظاهرات ومسيرات حاشدة، خرجت بها الجماهير مساندة لقواتها المسلحة، وهي تحقق النصر تلو النصر، وتلقن الأعداء درساً قاسياً.