[email protected] خونة وعملاء! يمر الوطن بمنعطف دقيق، ويحتاج إلى جهد الجميع، والانتصار الذي تحقق، وراؤه الشعب كله، وهو يقف مع قواته المسلحة الباسلة، ويستعيد شعار أبريل الخالد «شعب واحد .. جيش واحد»، ولكن بدأت بعض الأصوات، في الداخل والخارج، تصدر صكوك الوطنية تارة، وتوجه اتهامات بالخيانة تارة أخرى، فإدانة العدوان، لا يحتاج لبيان، أو شهادة وجدان بحب الوطن . وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق الدفاع عن الوطن واجب، ولا يقبل أي سوداني أن يحتل شبر من أرضه من حلايب إلى هجليج، وهذا هو الموقف الذي لا جدال حوله أو مزايدة من أي طرف كان، قضايا الوطن المصيرية لا تعالج بمثل هذه الأساليب، أو توجيه الاتهامات أو النعوت والأوصاف، نفرح للوطن وانتصاره، ونحزن حينما يتناوش أبناؤه قبل أعدائه، ليس مقبولاً أن تكون المعارضة على حساب الوطن، فالثوابت الوطنية متفق عليها، تذهب الحكومات والأنظمة، ويبقى الوطن، نحتاج إلى الوحدة والتكاتف والولاء من أجل البناء والرفعة، وحان وقت التراضي على مشروع وطني، يشارك فيه الجميع، وبناء «دولة المواطنة» لا «دولة الحزب»، والتصالح مع الشعب ورد حقوقه في العيش الكريم، والمشاركة في القرار، ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، على أساس الكفاءة، لا الولاء، ومعالجة الأزمة الاقتصادية بمحاربة الفساد الذي استشرى كالسرطان، ومحاسبة المفسدين، ومحاربة الفقر، حيث بلغ عدد الذين يعيشون تحت خطه معدلات مخيفة. دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى يوم الساعة، والعدل أساس الحكم الرشيد، وهو ما نحتاجه، نعم عادت هجليج إلى حضن الوطن، ولكن المشكلة الوطنية لم تحل، نعم تحررت هجليج، فهل تحررنا من «دولة الحزب»؟، وهل سيتم محاسبة وإقالة من فرط في أرض الوطن؟، وفي الحالة الوطنية؟، أنقل ما كتبه أستاذي هاشم كرار بصحيفة الوطن القطرية:(لئن كان للهزيمة إفاقة، فإن للانتصار سكرة، وبعد كل سكرة تغيب، لا بد من أن تجيء الفكرة) .. والفكرة التي ينبغي أن تتجلى، وتترسخ في ذهن الرئيس البشير، أن هذا الانتصار الكبير، لم يحققه حزبه الحاكم .. وهو ما كان ليتحقق لولا أن الشعب السوداني كله، بمختلف أحزابه، وكياناته، وتنوعاته البديعة، قد التف حول جيشه الوطني، يشد من أزره، ويقوي من عزيمته، ويزيده على الثبات ثبات، وعلى المروءة مروءة. من هنا، يبقى على الرئيس البشير، أن يكافئ هذا الشعب بما يستحق .. وما يستحقه شعبه هو الحرية، والديمقراطية، والكرامة .. وما يستحقه هو حقوق الإنسان، حيثما كان، في السودان الذي كان بمساحة مليون ميل، ثم انكمش، في عهده، بالسياسات الآحادية، وسياسات الإقصاء، والتوزيع الظالم للسلطة والثروة! السودان أولاً. تلك هى الفكرة التي ألهمت شعب السودان، أن يقف كله هذه الوقفة المشهودة، جنباً إلى جنب، مع جيشه في معركة التحرير .. وتلك هى الفكرة، التي ينبغي أن يستلهمها الرئيس البشير، وهو «يرمي لي قدام».. إذن هي الحرية التي يحتاجها الشعب وقد اصطلى بنارها، وهي ما يصلح أمرنا، ونحن أيضا نرمي لي قدام ! .