أصدرت رئا سة الجمهورية قراراً جمهورياً بالرقم «103» للعام 2012م، بتكوين لجنة لدراسة الترتيبات الخا صة بإعادة ولاية غرب كردفان من تسعة أعضاء برئا سة اللواء حقوقي حاتم الوسيلة الشيخ ، وعمر جمّاع، مقرراً ،على أن ترفع اللجنة تقريرها الختامي في موعد أقصاه شهرواحد من تاريخ البدء الفعلي لأعمال اللجنة. وجاء بالقرار توجيهات واضحة وخارطة طريق تبين الاجراءات الدستورية والتنفيذية المطلوبة مع اقتراح جدول زمني منا سب لذلك. عودة ولاية غرب كردفان سوف تجعل ولاية شمال كردفان وولاية جنوب كردفان الحالية في حاجة إلى ترتيبات دستورية جديدة ، مما يعني صراحة إلغاء المؤسسات التشريعية في الولايتين مع إعفاء الولاة في شمال كردفان وجنوب كردفان، وتكليف حكام جدد، في شمال ،وجنوب وغرب كردفان ،الوليدة، لتسيير الفترة الانتقالية البالغة شهران من تاريخ التكوين ، ومن ثَمْ إجراء انتخابات للمجلس التشريعي للثلاثة ولايات ،ودوائر المجلس الوطني وذلك لتوفيق أوضاع الولاية التي ذابت بين الولايتين، هذا طبعاً وفقاً للقرار الذي أشار بكل وضوح إلى «الترتيبات الدستورية» وهي تعني : وضع دستوري جديد للولايات الثلاثة. ولاية شمال كردفان ربما تحتفظ بالوالي الحالي، معتصم ميرغني حسين زاكي الدين ، أو ربما تعيد انتخابه مرة أُخرى .أما ولاية جنوب كردفان فإنها وحسب المؤشرات الواضحة أنها سوف تأتي بإحدى أبنائها لشغل منصب الوالي المكلف وبما أن خارطة الطريق التي وضعها مجلس السلم والأمن الافريقي لحل القضايا العالقة مع الجنوب شملت الحوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، فربما تشارك الحركة الشعبية في وضع خاص بولاية جنوب كردفان، والتي اشتعلت الحرب فيها ، بناءاً على عدم قبولها لنتائج الانتخابات التي جرت مؤخراً. هذا التحليل ربما صريح ، ولكن هذه هي الحقيقة التي نغض الطرف عنها، فكيف يكون ميلاد ولاية جديدة من بين ولايتين !! ولا تخضع هذه المسالة برمتها إلى« ترتيبات دستورية »جديدة. وهذا ما أشار إليه قرار رئيس الجمهورية صراحة ، وهذا ما طلبه القرار من اللجنة. علي الولاة والمجالس التشريعية بالولايتين دراسة هذا القرار بكل تفا صيله والاستماع إلى اللجنة وعدم تغييب المواطن صاحب المصلحة الحقيقية وهذا ما نص عليه القرار:« الاستماع إلى وجهات النظر للسكان المحليين الذين لديهم انشغالات خا صة بهذا الأمر». عادة ما يقوم السيا سيين بفقه الضرورة ، وتفسير الماء بالماء، فهذا الأمر واضح ، وليس في حاجة إلى تفسير كالتوالي التي صعب تفسيرها.