لقد نجحت اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار، في تعميمها وبسطها وجعلها قومية، برسالة ورؤيا واهداف استراتيجية واضحة قادت الى وحدة وطنية، تعبت في بناء أمة سودانية موحدة، ولقد تناولت هذا الموضوع باسهاب في بداية إعلان الجمهورية الثانية بعد انفصال الجنوب، وقلت على بقية السودان، ان يتوحد وتتماسك ليبني دولة السودان الحديثة، حتى لا يجد الذين في قلوبهم مرض مساحات خالية ينفذون من خلالها سمومهم، بزرع سياسة أسيادهم (فرق تسد) ليصبح السودان شيعاً واسباطاً يسهل افتراسها، بدعوات ومسميات استعمارية قديمة ومتجددة، من غيرهم الذي ابتدع نظام المناطق المقفولة في الجنوب والانقسنا وجبال النوبة ومن من اغلقوها؟ وماذا فعلوا في داخلها جعلوها مختلفة في المأكل والملبس والجهل وعن طريق الارساليات التبشيرية شبعوها بافكار وللأسف الشديد الذين استطاعوا الهرب منهم، وايجاد فرص التعليم اغلبهم الآن يقودون حركات التمرد والنهب المسلح والاغتصاب وسط اهاليهم يتمارون بهم تحت مسميات التهميش وعندما شاركوا في الحكم انكشف أمرهم، وهم جاءوا ليدفعوا فاتورة الذين اعدوهم فماذا كان يريد (عقار) حاكم النيل الازرق وهي تشهد تعلية خزان الرصيرص والتنمية، وكان الخيرين من أهل النيل الازرق يبنون في ولايتهم وهو يبني في نفسه وحقده وكذلك الحلو وحتى ناس باقان وسلفا ومشار كل البترول عندهم ماذا فعلوا! أخذوا يصدروا المشاكل للشمال، وحشدوا جيوش الغدر والارتزاق وفلول بقايا جيش العدل والمساواة واحتلوا هجليج التي اشعلت النار وألهمت الغيرة والوطنية في كل الشعب السوداني الذي ما كان ينتظر أن يقابل الكرم بهذا اللؤم. وكانت هجليج الملحمة التي اقنعت شعب السودان بأجمعه أن المستهدف ليس النظام انما المستهدف السودان بأكمله وأن الطوفان لا يفرق بين الاخضر واليابس وادركوا أن في الوحدة صمام الامان، وان الامم تبنيها شعوبها لذا هب الشعب السوداني بكل طوائفه واحزابه واقاليمه واستطاع ان يقدم الرخيص والغالي من الولدان والمال والزاد والعتاد وتحررت هجليج اقتدار وعنوة وفروا القردة والخنازير والمرتزقة كأنهم حمر فرت من قسورة وعمت الفرحة كل أنحاء السودان وأرادوا أن يقتلوا الفرحة في تلودي، وقد صلى البشير الجمعة في مسجد تلودي العتيق وبإذن الله وعونه يصلي البشير الجمعة القادمة في كاودا رمزية تحالف الشر وما يحل الخريف إلا يكون أبناء الولاية قد كنسوا ومسحوا كل اراضيهم من المرتزقة والعملاء وارباب الاستعمار وتنزل الامطار في خريف الخير لتغسل أدرانهم. وقد سعدت جداً لاصدار الاخ المشير البشير قرار استمرار التعبئة والرجل يقرأ طبيعة الاعداء وأعوانهم ومؤامراتهم التي لا تسعى لتفتت السودان وحده ولكن المخطط لكل دول افريقيا وصدق حسه ان الشمطاء رايس التي ترأس مجلس الأمن كيف حبكت مع بقايا الساقطين من بلادهم في مجلس السلم الافريقي مؤامرة نقل القضية لمجلس الامن وقطع شك أن امثال رايس ودولتها الاستعمارية وربائبهم من البيض والسود يكيلون بمكيالين، يساون الجاني من المجني كل هذا استهداف خارجي يجب أن تتحرك عليه بقوة تكتيكية فاعلة في سرية تامة وأن لا تقف عن التعبئة والاستنفار، والاعداد ولا يهمنا فقد تعودنا على القرارات الجائرة والظالمة، ولو أن العالم كله اجتمع على أن يفرض علينا شيء يتعلق بسيادتنا، لا سبيل إلا أن ترق كل الدماء. في هذا الجو الذي يحمل النذر، والدول المجاورة لنا تشكو عدم الاستقرار والاصدقاء يتقلبون مع دورات الساعة لابد أن تعلو قيم الجهاد وجحا أولى بلحم توره لذا انني أرى أن حركة التنظيم السياسي (المؤتمر الوطني) ضعيفة جداً على مستوى القواعد في الأحياء والمناطق والمحليات إلا من محاولات خجولة ومتواضعة فيها الشوفونية ، ولا تخلو من العشوائية التي تنعدم فيها الخطة والبرنامج والهلامية، والذي نراه امامنا محاولات تنقراطية يقودها الوالي واجهزته التنفيذية أو المعتمد واجهزته التنفيذية وهذا لا يتواكب مع تنظيم عنده امانة دائمة مختصة بالتعبئة السياسة داخل الامانة السياسية لا من الخبرات والامكانات البشرية الطويلة التي أهلتها في ماضيات الايام من قيادة التعبئة في الحرب والسلم أمانة لا قناعات راسخة اكثر من غيرها بأن لن ترضى عنا اليهود والنصارى، فالامر لا يحتاج الى درس عصر فقط خطة وبرنامج وفاعلية. أن من ابجديات التعبئة القيام بعملية الاحماء أو التسخين مثلاً بليالي كبرى أو طابور سير للدفاع الشعبي ومنظمات المجتمع هذا على سبيل المثال. ثم المرحلة الثانية التأكد من وجود الهيكل التنظيمي الذي سيقود التعبئة، فنبدأ بعقد مجالس الشورى في المحليات والمناطق والأحياء بصفتها أعلى جهات في غياب المؤتمرات لزوم الاحاطة والتنوير ثم بعد ذلك عقد مؤتمرات تعبوية لكل أحياء المحلية في وقت واحد. وقد حدثت تجربة فريدة أيام الاخ الباشمهندس فايز عباس سلام الله يطراه بالخير والله العظيم لا زلت في صدمة سياسية (أن يختزل رجل مثله في ديوانية لكن أن يملأوها أي شخص آخر والتجربة كانت أيضاً في حضرة إخوة كرام معه في الأمانة التنظيمية الولائية الأخ قسم السيد/والأخ المجاهد خالد بن علي الامين السياسي الذي عملوا تجربة فريدة وهو عقد مؤتمرات تنشيطية سياسية في كل المحلية في يوم واحد واتذكر وأنا الامين السياسي لمحلية الخرطوم قد أقمنا مائة وواحد وستون لقاء نصري في يوم واحد، حشدت له الولاية المتحدثون من المكتب القيادي الاتحادي والولائي وقد كانت لقاءات ناجحة بكل المقايس الزم الكل بالحضور اليها وكانت هذه آخر ملاحم النشاط التنظيمي السياسي للدخول لمرحلة الانتخابات وللأسف الشديد، بعد هذه التعبئة المدروسة جاء اخوة لنا لقوها جاهزة فنجح السجل الذاتي هو السجل العام والانتخابات هذه هي التعبئة المدروسة ذات الرؤى والاهداف، وأي تعبئة غير مدروسة تعطيك نتائج غير مدروسة. المهم بعد الانتخابات دخلت الولاية بأكملها في عملية موازنات جاءت بأخوة لنا لاشك في مقدراتهم ولكنهم كانوا بعيدين عن أجواء اللعب لمدة طويلة، لذا أصبح التنظيم السياسي (في محك سر) صحيح في مكاتب وعربات وموظفين افندية مكاتب وحضور شخصي لزوم الشخصية تصوروا معي في مثل هذه الايام العصيبة وانت تحتاج لكل القيادات تبعد الشورى في كل المستويات واصحاب الحق يبعدون كل البعد عن ما يجري ما لكم كيف تحكمون. واستعاضوا عن كل هذا بفرق لزوم المنصرفات اتقوا الله في هذا التنظيم. وكم اسعدني كثيراً المحاولات الجادة للاخوة في الحزب الوطني الاتحادي الاصل وفي جميع عضويته في المحليات وخلق هيكل مجلس موازي لتقديم الخدمات والمتابعة وعندما نرحب بكل جهد هذا يعني أننا نقول إن المساحات الخالية في السياسة يملؤها الهواء.