استضافت مجلة أوراق جديدة قبل سبع سنوات وتحديداً في العام 2005م استضافت الشاعر / التجاني سعيد مبتدراً دفة الحوار الصحفي جمال حسن محاملاً استنطاقة وخروجه من مخبئة مسلطاً الضوء عليه والإجابة على عدة محاور متمثلة في النشأة ومراحل الدراسة وكتاباته الشعرية ودواوينه التي لم تر النور بعد الأسباب والمسببات ورجل بقامة التجاني سعيد حري بكل فرد أن يكون ملماً بتفاصيل حياته وآخر إسهاماته في الشعر وعن نشأته أبان بان ميلاده ومسقط رأسه مدينة أرقو بالولاية الشمالية وهي مدينة زاخرة بالخضرة والجمال وهي جنة الله في أرضه على -حد تعبيره-. أما عن الدراسة فقد درس الفلسفة وتجلى ذلك في كتاباته وإفاداته التجاني سعيد كتب قصيدتين كانتا من نصيب رائد الأغنية السودانية الفنان الراحل محمد وردي وهما بمثابة إضافة حقيقية لما تغنى به وردي قلت أرحل ومن غير ميعاد «إضافة نسبة لروعة النصوص وجمال اللحن ومتعة الأداء استطاعت تلك الأغنيتين أن تحجزا مكاناً مرموقاً في خارطة الأغنية السودانية آنذاك وإلى يومنا هذا. اكتفى شاعرهما بهاتين القصيدتين وعن سؤاله عن الاقلال وعدم الاستمرارية في رقد الساحة الفنية بمثل هذه الروائع أفاد بأن الدنيا لا تسع غير تجربتين وهو يعجب لاولئك النفر الذين يكتبون خمسون أغنية هل لديهم خمسون تجربة وهذا يعني بانه يكتب الشعر حسب التجارب وعندما يختمر الحدث في ذهنه. لديه عدة دواوين ومن ضمنها ديوانه بعنوان قصائد برمائية وعلى حسب تفسيري لهذا العنوان فهو يعني بأن هناك قصائد رأت النور مثل التجربتين السابقتين وبقية القصائد ظلت حبيسة المكتبة ومحتفظاً بها لنفسه وإن كانت القصائد التي رأت النور أجمل ما كتب فان ما خفي أعظم. وعن عدم إطلالته وبعده عن دائرة الضوء والأضواء عبر الأجهزة الاعلامية المسموعة والمرئية أبان بان المبدع الحقيقي لا يلهث وراء الاعلام بل الاعلام الذي يلهث وراءه. وتحدث عن مكتبته التي تزخر بأمهات الكتب لكتاب لهم باع طويل وملأت شهدتهم الآفاق ذاكراً بانه عندما يكون وسط كتبه وداخل مكتبته فانه يتحشم ولا يتجرد من كل ثيابه أدباً وتقديراً لاولئك النفر من مؤلفي الكتب فهم أناس يشكلون حضوراً من خلال إبداعهم لذا وجب الإحتشام عند المثول أمامهم ومن شدة شغفه وحبه للقراءة والاطلاع فقد أوصى بان يدفن معه كتاب في القبر لقد كان الحوار جميلاً والإفادات مقنعة ومفيدة وما سقته من سرد قليل من كثير مما طرح وخانتني الذاكرة وانتابني النسيان نسبة لطول المدة ويتساعد الزمان. إعجابي به حرضني لكتابة قصيدة في شخصه متناولاً اسلوبه الفنان واقلاله بالرغم من امتلاكه أدوات التعبير الجيدة ومدحته قائلاً: رسمتك ويرضى حسيتك .. وكانت روعة الإحساس عشان اسلوبك الفنان .. نظمتو درر وأصبح زي عقيد الماس قريت عنك حفظت قصايدك الاثنين .. حرمت الناس من إبداعك كمان باللقيا كنت حنين .. حرام يتواروا أمثالك كمان بررت اقلالك .. بانو الدنيا لا تسمح قصايد عدة بل اثنين تعال واتحفنا يا رائع .. كفايه أقول غيابك كم أتاح للغير .. يصول ويجول