نظام نميري عليه رحمة الله.. كان عبرة في كل شيء. وإعمالاً لمنهج الإمام علي بن أبي طالب «ما أكثر العبر، وما أقل الإعتبار». نجتر جزئية مهمة، تزامنت مع شهر سبتمبر، هذا في ظل حقبة مايو 1969، وحتى 1985م. ٭٭٭ حيث انعطف عسكر مايو بمنهج الحكم اضطراراً من لينين إلى آمين. ليس بنية مخافة الله.. فإن مخافة الله إن لم تكن في معايش الناس، وعلاجهم وتعليم أبنائهم.. فإنها قطعاً لن تكون مخافة، وإنما مناورة رخيصة من أجل البقاء على كرسي الحكم. ذلك لأن رأس حكمة مخافة الله أن تتقيه في عباده، كما جاء في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا...».. ٭٭٭ لقد كانت قوانين سبتمبر المسماة زوراً - بالإسلامية - كانت مسخاً مشوهاً ونزعةً فرعونيةً لاستخدام الدين في أغراض «الدنيا» السلطوية.. فجسدت الاحتكار، وقننت للوصاية وأذلت الناس.. فمثلاً فإن الإسلام ينحاز للستر، ولكن محاكم الطوارئ والتي أحاطت نفسها بقدسية لئيمة، على غرار محاكم التفتيش المتدثرة بادعاءات ظل الله على الأرض، في القرون الوسطى. هذه المحاكم، كتلك كانت قائمة على تجاوز الستر، وتحطيم البيوت، وتهشيم الأسر. ٭٭٭ أما العار التاريخي الأكبر لقوانين الجور والعدالة العاجزة كان في محاكمة رمز إسلامي صوفي كبير.. وهو المفكر العظيم الأستاذ محمود محمد طه.. فقد حاكمه الجلادون.. لشيء في نفوسهم.. ولضعف في فكرهم.. ولخلل في حُججهم. ٭٭٭ لم يراعوا أنه تجاوز السبعين.. ولم يتذكروا عدل الإسلام؛ أن ناطق الشهادتين ليس بكافر.. مع أن قوة الدين لم تكترث حتى للكافرين «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر». ٭٭٭ لقد كان في قوانين سبتمبر، عظة كبيرة ورسالة قوية.. ومسؤولية عظيمة لأهل الفكر الإسلامي، ليتساءلوا: - هل هناك فكر إسلامي متكامل، يقوم على الاجتهاد ويناهض الإستبداد.. والوصاية والإحتكار..؟!. ٭٭٭ سؤال مهم ومُلّح وماثل.!. رئيس التحرير [email protected] 0912364904