«كثرة مآسينا نستنا أسامينا».. هذا هو بالضبط الذي يحدث للناس حينما تأتي المناسبات المعروفة ،والتي يكون يومها محدداً وتاريخها يعرفه الجميع، المسؤلون قبل الشعب.. يأتي شهر رمضان المعظم وتبدأ المعركة قبله بأيام، وكأننا مقبلون على حرب، والبداية بالسكر الذي يبدأ به «تجار الأزمات» الذين يخزنونه من أجل الربح ،والدولة تسوق لهم من حيث لا تدري بكثرة الحديث عن توفير سلعة السكر للمواطنين عبر مراكز البيع المخفض، والتي اتضح أنها أكبر «ماسورة» وأحياناً تكون أسعارها أكثر من البقالات على الرغم من قلة التكلفة فهذه المراكز غير مؤجرة ولا تدفع ضرائب ولا عوائد ولا زكاة ولا يحزنون. ثم يأتي العيد ويبدأ مسلسل الدقيق والسمن ومستلزمات الخبائز وأخيراً يوم الوقفة تزدحم الأسواق. وكأن العيد جاء فجأة ، ويبدأ التجار في رفع الأسعار تحت شعار «كان راجل اشتريني». وهناك من يشتري ومن يفقد رجولته ويعود أدراجه الى أولاده. بعدها تأتي المدارس وزنانة الشنط المدرسية و«هدوم المدرسة» والأحذية والرسوم والقيامة تقوم حتى يستقر العام الدراسي «بالفي والمافي». وأخيراً يأتي عيد الأضحية ولكل طموحاته التي تبدأ عند البعض بالسفر إلى الحج وتجهيز مسلتزمات العيد من خروف وملابس جديدة للأطفال وثوب المدام وتغير الذهب للعيد. الجانب الآخر حديثه فقط عن خروف العيد الذي إحتل العناوين الرئيسية في أغلبية الصحف هذه الأيام وأصبحت أسعاره «بورصة نيويورك». ناس حماية المستهلك عندهم سعر تحت مسمي «خروف شلقامي» وهو رئيس جمعية حماية المستهلك الذي أعلن أن سعر الخروف 500 جنيه فقط. وزير التجارة وتحت اسم «خروف عثمان عمر» حدد له سعر 450 جنيه.. وجماعة شعبة الصادر حددوا سعر ألف جنيه للخروف «مليون بالقديم» ولكنهم نسوا أن يحددوا المشترين لهذا الخروف على الرغم من أنهم يعلمون بهم ويعرفونهم تماماً. وأخيراً اقترح أن تشترك كل سبع أُسر خروفاً مدججاً باللحوم والشحوم ويطبقوا نظرية «الفتة» أُم توم.. بشرط الاحتفاظ بكميات مهولة من المياه في براميل تحسباً لانقطاعها يوم العيد الصباح .. فكل شئ أصبح متوقعاً الاَن.