الحقائق المجردة .. ونحن نتحدث عن شأن بلد بأكمله، سكان وأجيال وتاريخ .. الحركة الإسلامية بتقديرات ثبت خطلها .. استولت على السلطة بليل في 30 يونيو 1989م..!. وبعيداً عن التفاصيل المملة، ما إذا كان «ضباط الانقلاب» إسلاميين أم لا .. إلا أن الحقائق المجردة لا تخرج من الاتي: - الحركة الإسلامية فشلت في تقديم نموذج سياسي . - الرئيس البشير يمثل القوات المسلحة ،وباق في السلطة بدعم الجيش. من المهم جداً أن تعرف الحركة الإسلامية .. وهي تعرف ذلك جيداً .. أن «المشير» عمر البشير، لا ينسى ابداً .. بل ويستند بشكل واضح، على رأس ماله «المعتبر والكبير» في السلطة .. وأعني به «الجيش». ازاء هذا الوضع ... فإن الحركة الإسلامية «انصاعت» وليس لها من خيار اخر، للكلمة الفصل، والتي هي بيد «الرئيس البشير». ولا يخفى على أحد «نزوع» البشير الواضح ل «الضبط والربط والحزم واتخاذ القرار» . الحركة الإسلامية «ضحت» بمفكرها ومخططها وعرابها، «الشيخ» حسن الترابي انحيازاً للرئيس عمر البشير.. فالجيش يدعم منتسبيه، وينظر للسياسيين كلهم على أساس أنهم «ملكية»..!. الآن .. الآن .. فإن الحركة الإسلامية «منقسمة» على نفسها: - حيث ترشح معلومات تشير إلى «خلافة» علي عثمان لرئاسة الجمهورية. - طرف مدني داخل الحركة والحزب، ينفي «بقوة» هذا الاتجاه. التيار الداعم للفكرة الأولى، يرغب في «مدنية الدولة» ومواكبة التغيير الذي يحدث من حولنا، ولو على الطريقة السودانية .. لعله يخفف من الضغوط ، ويشكل بديلاً وسطاً ما بين الذهاب «النهائى» .. والأستمرار ب «السيرة الأولى» . أما التيار الآخر، والذي يعبر عنه البروفسيور إبراهيم أحمد عمر .. والذي برز بقوة ووضوح في معركة «اجلاء» الترابي، في مفاصلة رمضان الشهيرة.. هو ذات التيار الذي ينزع لاقتناص فرصة قيام مؤتمر الحركة الإسلامية ل: - إعادة ترشيح البشير للانتخابات القادمة .. - وبناءً عليه: تعديل الدستور، بما يسمح ب «إعادة الانتخاب». الأمران يسيران في خطين متوازين: - ترشيح البشير يعني أن الرئيس مسنود بالقوات المسلحة... وما الحركة الإسلامية إلا دعامة سياسية مدنية تنفع ولا تضر..!. وبالتالي تأتيك الإنقاذ في ثوبها الثالث..!. - أما لو خلف علي عثمان البشير، فإن ذلك يعني أن يتوكل الإسلاميون ويعودوا للديمقراطية الرابعة كطرف ضمن أطراف اللعبة السياسية.. فتنتهي حقبة الوصاية والاحتكار.. السؤال المهم: ما موقع السودان كله، من الاعراب ..؟!. الله أعلم. رئيس التحرير [email protected] 0912364904