سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تحلق بكم في أجواء مارسلاند نقف عند محطات الطيران الخاص ما به وما عليه
كابتن الرشيد: أصبحنا طيران عالمي ولنا إتفاقيات دولية
أنزلنا اتفاقية اديس الى أرض الواقع ب (5) رحلات الى جوبا
الطيران مثل العمل الدبلوماسي يجب التعامل معه بالمثل
كثيرة هي المجالات التي تجد فيها اسهامات القطاع الخاص ظاهرة للعيان لكنها غالباً ما تصب في الجانب الاقتصادي سواء كان إنتاج صناعي أو تبني مشاريع حيوية في نهاية المطاف، إما أن ترفد خزينة الدولة بمزيد من الايرادات أو أن تسد نقص في الخدمات تقع مسؤوليتها على كاهل الدولة، لكن هنالك مجال له أوجه عديدة من إلاتهامات ألا وهو قطاع الطيران الخاص، فبجانب إساهمه في رفد خزينة الدولة بإيرادات ذات قيمة ألا وهي استقطاب العملات الصعبة التي هي محور قياس قيمة إقتصادنا. فنجد هذا القطاع يروج لمجالات أخرى قد تعود بفوائد أكبر من الايرادات التي يرفدها لخزينة الدولة مباشرة فمثلاً يروج للسياحة ويحمل البلد عنواناً يبشر بجوانبه المشرقة التي لا يراها الآخرون كما هو مأمون على أشياء كثيرة تمثل سيادة الوطن والدليل على ذلك كثر حديث الناس عن اخفاقات الناقل الوطني وأصبحوا يبكون على مجده لأن (الفَرقة) التي كان يسدها كبيرة وأصبح ثغرة تهكم من الآخرين لأنه عنوان لتقدم الشعوب ولكنه عندما وصل الناقل الوطني ذروة تراجعه هنا اقتحم هذا المجال القطاع الخاص فجاء سنداً وعضداً واضافة حقيقية للناقل الوطني، ورغم أن الواقع كان يقول يجب أن يكون منافساً له لكن بدأ يأخذ بيده حتى بدأ الناقل الوطني الرسمي يتعافى تدريجياً ليشكلوا لوحة جمالية تعطي للبلد معنى وعنواناً لكن في المقابل هل سأل أحد عن قطاع الطيران الخاص ما به وما عليه، ولماذا جرد حسابه ظل في الخفاء رغم أنه يحلق في الأجواء.. فنسأل أنفسنا لماذا لا نقف على هذه التجربة لنعرف ما بها وما عليها ولماذا ننظر للزهرة دون أن نفكر في الارض التي أنبتتها بعد أن عانت ويلات التحضير سواء باحراقه للنظافة او تجريحها بالمحراث فحتماً الطيران الخاص عانى من أشياء مماثلة حتى كان له كل هذا الابداع، فواحدة من نموذج هذا الابداع شركة «مارسلاند»، هذه الشركة عندما استدعاني الأخ مدير عام هذه الإصداره بإجراء حوار مع مؤسستها نما لنفسي أنه نوع من الترويج، لكننا عندما جلسنا الى كابتن الرشيد عبدالعظيم عثمان رئيس مجلس إدارة «مارسلاند» أدركت بأن هنالك أسرار عظيمة وتجربة ذات قيمة يجب أن يقف عليها الرأي العام والسلطات، فمؤكداً عندما يطلعون على اسرار هذه التجربة على الأقل إذا لم تتم مكافأة الذين يقفون وراء هذا النشاط سيحفظ لهم الجميع هذا الجميل الذي صنعوه.. فمعاً لنحلق في أجواء كابتن الرشيد عبدالعظيم عثمان رئيس مجلس إدارة شركة «مارسلاند» للطيران ونقف على محطاته لنتزود بطموح تجربته التي بدأها دارساً لعلوم الطيران حتى أصبح يأمر بالتحليق فإلى غرفة السلامة: ٭ الاسم الرشيد عبدالعظيم عثمان اورتشي، درست الطيران ومارست المهنة في الطيران الكيني في الفترة من 1988-1990م ثم امتلكت وكالة سفر وسياحة في الفترة ما بين 1996-1999م وكنت وكيلاً لشركة الواحة التي تعتبر أول شركة بدأت طيران منتظم لكنه لفترة وجيزة ومنذ العام 1999بدأت الاجراءات عندما شعرنا أن البلد في حاجة للنقل الداخلي فوصلنا للسفريات المنتظمة في العام 2001م لكن واجهتنا عدة صعوبات أهمها الحصول على الطائرات نفسها بسبب الحظر على السودان المستمر حتى اليوم، فوجدنا ليس لدينا فرصة الا الطائرات الروسية «انتنوف» التي كانت تعمل بكفاءة عالية واسبيراتها متوفرة ووقتها كان الوضع في «سودانير» حرجاً ونحن كنا نغطي رحلات مثل الفاشر والجنينة ونيالا، ونحن دخلنا كسند ل«سودانير» وفي العام 2003م وقت الحرب قدمنا سنداً كبيراً حيث بدأنا سفريات منتظمة لمدينة جوبا وكنا الشركة الوحيدة في هذا الخط، ثم بدأتا تأهيل الكوادر المحلية في مجال الطيران وأول مجموعة كان عددها يتراوح ما بين (6-7) أفراد تم تدريبهم في الخارج وفي المرحلة الثانية نحن أول شركة طيران خاصة تدخل الطائرات النفاثة للسفريات الداخلية .. ومنذ العام 2008م انطلقنا انطلاقة عالمية وأصبحنا عضواً في «الاياتا» وأصبحنا الشركة الوحيدة التي لها اتفاقيات مع «200» شركة عالمية عن طريق « BSP» اياتا.. ثم نحن أول شركة سودانية خاصة تدخل طائراتها «البوينت» من طراز 737-500 وأصبح لنا خط الى نيروبي منذ 2007م، وازداد عدد الطائرات ووصل الى( 3) من «البوينت» وهي تعمل بكفاءة عالية ثم رفعنا نسبة تدريب الكوادر السودانية في مجالات الطيران المختلفة، ونحن الآن وللعام الثاني على التوالي نسيّر سفريات يومياً الى القاهرة ومنذ عام 2008م حصلت «مارسلاند» على رموز IATA/SITA» والتحويل الى نظام الحجز الإلكتروني المتوافق تماماً مع نظام «IATA» الدولي وفي العام 2002م انضمت مارسلاند الى شبكة الحجوزات العالمية «GDS» كأول شركة سودانية خاصة تنضم لهذه المنظومة والتي من ضمنها «Amadeus». ٭ ماهي علاقة مارسلاند بالمجتمع؟ - نحن في مارسلاند نهتم بقضايا المجتمع ومشاركته في كل ظروف حياته، ولدينا مشروع «بنك الدواء»، ويشارك مشروع مارسلاند لرعاية الطفل المجموعة السودانية للمسؤولية «تسخير» في مشروع «بنك الدواء» وهو الأول من نوعه على مستوى العالم وسيعمل على تغطية أدوية الامراض المزمنة والناردة والغالية الثمن، ويقوم على إدارة المشروع مجموعة من المختصين من الأطباء والصيادلة، وقد انطلقت المشاركة في التجمع الخيري للمشروع في الخامس من نوفمبر 2010م. ٭ ما هي معوقات هذا القطاع والمشاكل التي تواجهه؟ - هنالك معوقات كثيرة جداً، ونحن لا نجد أية تسهيلات من الدولة، نحن لا ننفصل عما يجري في بلدنا وبما أن أهم ما يشغل الناس مكاسبهم ومعايشهم بأن اتفاقية السلام في اديس ابابا يراد لها أن تجسد العلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان.. والتبادل التجاري والحركة بين الدولتين هي ثمار هذه الاتفاقية، فنحن أنزلناها على أرض الواقع بناءً على رغبة القيادة في البلدين، ولدينا خمس رحلات لجوبا برهان لإنزال الاتفاقية لارض الواقع، بل نعامل مثلنا مثل شركات الطيران الاجنبي، بل الطيران الاجنبي يميز علينا ويتم تحويل العملة الصعبة له بالكامل، ونحن بنك السودان لا يساهم معنا بأي نوع من التحويل ونعتمد على السوق الموازي رغم أننا مصدر إيرادات للعملة الصعبة لصالح الدولة، والاسوأ من ذلك مجبرين على شراء وقود بالعملة الصعبة حيث تكلف الرحلة الى القاهرة وقود بمبلغ ثلاثة عشر ألف دولار ذهاباً فقط، وأن أسعار الوقود مرتفعة مقارنة بأقرب محطة لنا القاهرة الجالون يقل بعشرين سنت، أما الطيران الاجنبي يجد دعماً من بلدانهم فلذلك يصعب علينا منافستهم، كما تواجهنا صعوبات للحصول على التصاديق للسفريات العالمية ونحتاج الى التصديق بإدخال محطات جديدة لأن الطيران مثل العمل الدبلوماسي يجب أن تتم المعاملة بالمثل، مثال لذلك الطيران السعودي له ألف كرسي لدينا ونحن لم نتجاوز المئتي وخمسين كرسي «سودانير لا تغطيها»، ورغم أننا تحصلنا على تصديق مبدئي من السعودية لكنه لم يكتمل بسبب التعقيد من سلطات الطيران المدني لدينا ولم تساعدنا في هذا الجانب ويجب أن تطالب نيابة عنا بالمعاملة بالمثل، فلذلك نرى أن تنتبه الدولة لقطاع الطيران الخاص وتقف الى جانبه لتذليل العقبات التي تواجهه لأننا نسهم في مجالات عدة منها السياحة ونحن سبق لنا أن سيرنا عدة رحلات سياحية ونعد داعماً إقتصادياً، فلذلك الوقوف معنا يحسن من أدائنا ويجعل اسهامنا أكبر لدعم وطننا ورفع شأنه دولياً ومحلياً ونحن نمثل عنوان هذا البلد ونعكس صورته الحضارية، ومثال لذلك استطعنا تغيير وجهة نظر الاخوة المصريين في خبراتنا برحلاتنا المنتظمة لمطار القاهرة، كما أننا لا نمانع في إخضاع تجربتنا للتقييم ، والاستفادة من السلبيات من أجل التطوير.. فنحن سند للمشروعات الوطنية. ٭ من المحرر بحوارنا مع الاخوة في مارسلاند نكون قد طرقنا باباً يمكن أن ينفتح واسعاً لنقلب كواليسه ونحسب أنه جدير بالوقوف عنده وطرحه للرأي العام وأهل الشأن، كما نفتح الباب واسعاً للخبراء والآراء الوطنية للإدلاء برؤيتها لتطوير هذه التجربة وأهم نقطة هي طموح الشاب الوطني الرشيد الذي لم يعرف اليأس ورغم هذه الصعوبات وتطويره لمجاله حتى أصبح صاحب مشروع عملاق يسمى (مارسلاند) يعد على مواصلة الرحلة رغم الاجواء الملبدة بالغيوم، فالى أن نلتقيكم في رحلة قادمة نترككم في رعاية الله وحفظه.