جدد حزب الأمة القومي مطالبته بتغيير جذري لهياكل الدولة وسياساتها عبر مؤتمر سوداني جامع، وشن الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي هجوماً حاداً على الحكومة قبل أن يشبه الوضع الأمني بالبلاد بانهيار جهاز المناعة عند الإنسان، وقال في مؤتمر صحفي عقده بدار الحزب بأم درمان أمس إن الحزب الحاكم أظهر فراغاً قيادياً وتناقضاً في السياسات، مما يدلل على أن جهاز المناعة للأمن الداخلي يوضح الضعف والهوان، وألمح المهدي إلى أن داخل الحزب الحاكم ظواهر معارضة، وصفها بالكبيرة جداً، طارحاً مقترحاً للقوى السياسية المعارضة بالاعتصام والعصيان المدني والخروج إلى الميادين. ومن ثم الترتيب لعقد مؤتمر دولي لمساندة السودان، لافتاً في سياق متصل إلى أن السودان أصبح ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، وأن الحكومة متساهلة في نشر الفكر الشيعي، ومع الحركات التكفيرية. وأردف: إن الدولة فقدت زمام المبادرة في مناطق كثيرة وتخلت عن واجباتها تجاه مواطنيها، وأصبح محور اهتمامها استمرار النظام بأي ثمن. وأبدى الأمين العام للحزب دكتور إبراهيم الأمين تحفظه ناحية تكرار اعتداء إسرائيل على السودان، وأعلن رفض الحزب القاطع لتلك الاعتداءات وقال: صحيح أننا مع حق الدفاع عن النفس الذي تكفله كل الشرائح الوضعية والدينية متى ما لزم بضوابط عدم الاعتداء والبعد عن استهداف المدنيين، وشدد الأمين على ضرورة تكوين لجنة تحقيق قومية التكوين ومستقلة وذات صلاحيات لمعرفة ملابسات تكرار الضربات العسكرية الإسرائيلية على السودان، ومن ثم التوصية القومية حول ما يجب عمله في كل المجالات لضمان سلامة الأمن القومي. وعلى صعيد آخر رأى الأمين العام أن تحل قضايا السودان المعقدة قومياً في إطار حل قضية الحكم في ظل نظام ديمقراطي، وقال: لا يمكن أن تحل بالتجزئة، ولا بالاتفاقيات الثنائية، وأقترح تكوين لجنة حكماء بمواصفات مقبولة لطرفي النزاع في قضية أبيي لتقديم مقترح للحل. وفي غضون ذلك تمسك الإمام المهدي بضرورة كتابة دستور دائم يقوم على بيئة محددة يتم فيها وقف إطلاق النار وتحقيق السلام على أن تتوفر فيه الحريات حتى يتم التداول في جو حر شفاف يتم فيه الوصول لكل مكونات المجتمع السوداني لتشارك في ذلك الحوار، وسخر المهدي من الدستور الحالي وقال إن حزب المؤتمر الوطني «عملوا عشان يجيب سواسيو معاهو» وتابع «ترزية الإنقاذ شوهوا دستور التوالي».