يأتي مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن.. أنظر إلى كلمة «الثامن»، فهي خليط سنوات ما بين قيام هذه المؤتمر في ظل نظامين شموليين وهما مايو و الإنقاذ .. مع تخلل مراحل من بناء الحركة في ظل حقبة الديمقراطية الثالثة، بُعيد انتفاضة أبريل 1985م . ٭٭٭ ما كانت الحركة في حاجة لإنقلاب عسكري .. بيد أنها ظهرت في عهود الاستقلال .. حيث مناخات التحرر من الاستعمار.. ومعلوم أن الإستعمار هو أبو الاستبداد ..!. ٭٭٭ ثم ظهرت الحركة الإسلامية بقوة في مناهضة نظامي العسكر الأول «عبود» ، والثاني «نميري» .. فواجهت الأول ، حتى «استسلم» في أكتوبر 1964م .. وقاتلت الثاني ، عبر شعبان ، ويوليو 76 في مواجهة عسكرية دامية . ٭٭٭ إذن ... رصيد الحركة الإسلامية من أجل الحرية والديمقراطية، وافر وكبير . ٭٭٭ فما بالها ، تنكّبت الطريق ... ولجأت إلى خيار الصفويين ، كاليساريين ، في الاستيلاء على السلطة بليل..؟!. ٭٭٭ إن مؤتمر الحركة الإسلامية «الثامن» يأتي والبلاد في مفترق طرق .. وأوضاع على الأرض ، لا تحتاج إلى توصيف .. فقد ذهب جزء عزيز من بلادنا في «صفقة» نيفاشا .. ثم أشعل متمردون في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق حروباً .. فبدلاً من أن ينشغل ذراع الحركة السياسي ، وأعني «المؤتمر الوطني» بالبناء والرفاه.. فالإسلام يمقت الحرب ويكره الانقسام والتقسيم .. والدعوة إن لم تجد رقاعاً ، فأين ستنتشر..؟!. ٭٭٭ لقد انشغل المؤتمر الوطني بتأمين دولته ... وهو أمر مكلف في بلد فقير ... لذلك كان من الطبيعي أنْ ينعكس ذلك على مجمل حياة المواطن ، في معاشه وعلاجه وتعليم أولاده . ٭٭٭ رسالتي للحركة الإسلامية في مؤتمرها المهم هذا .. وفي عامها هذا ... وفي أرضها هذه .. أنْ تعلم أنّ اختطاف الطائرة كان خطأً استراتيجياً وتكتيكياً، لم يحالفه التوفيق .. بل خطأً كبيراً وخطيراً .. فيه مغامرة بحركة إسلامية معاصرة .. لو أنها صبرت على الديمقراطية الثالثة ، لكانت الآن هي «رائدة الربيع العربي» .. ولكن الاختطاف ... جعلها في منطقة رمادية ، أقرب للأنظمة التي ذهبت وتهاوت بفعل الربيع العربي . ٭٭٭ من الضروري جداً أن ينتشل المؤتمرون الحركة من خانة «الأوتوقراطية - الثيوقراطية - العسكرية» .. فالحكم الأوتوقراطي يعني «الديكتاتورية المدنية» ... والثيوقراطية ، وهو الحُكم باسم الدين .. و«العكسرتاريا»، وتعني الدولة المحكومة بالإنقلاب العسكري..!.. لا مكان لها في عالم اليوم ..!. حيث تحاصرهم قوانين ومبادئ الأممالمتحدة .. فضلاً عن مناخات الربيع العربي . ٭٭٭ ليس أمام الحركة الإسلامية إلا أنْ تتخلى عن «اختطاف الطائرة» . والمساومة التاريخية واردة .. الهبوط مقابل التصالح والتعايش ، في كنف نظام ديمقراطي ، بحق وحقيقة . رئيس التحرير [email protected] 0912364904