[email protected] دعت اللجنة الشعبية قبل سنوات خلت سيادة المعتمد لتشريف حفل الافطار المقام على شرفه، كانت التكلفة عالية لذلك فان أحدهم كان قد اعترض منذ البداية على الفكرة وبرر ذلك بأن تكاليف الحفل المزمع إقامته يمكن أن يغطي الصيانة للمدارس المستهدفة في خطتهم وطرح فكرة أن يتم تخصيص المال الذي تم جمعه للبدء فوراً في برنامج الصيانة الذي وضعته اللجنة لعدد من المدارس، وكفى الله المؤمنين القتال، لكن رئيس اللجنة الشعبية وعدد من أتباعه كان لديهم هدف شخصي آخر من وراء تلك الدعوة عارضوا تماماً الفكرة وأصروا على قيام الحفل والافطار لتحقيق مكاسب أكبر من الدعوة كانت تلك المكاسب غير المعلنة هي ما يهدف إليه نفر من أعضاء اللجنة الشعبية يساندون رئيسهم ويعملون حقيقة نواياه وكانوا يأملون أن يكون لديهم من (الكيكة) نصيب.. هكذا انتصرت فكرة دعوة المعتمد الذي وبمجرد تشريفه الحفل تم ذبح تور كبير أصر رئيس اللجنة الشعبية على المعتمد القفز من فوقه. تبادل الجميع الخطب التي تشيد بعبقرية المعتمد ونزاهته وتجرده وحبه للعمل العام ومساندته للمساكين والتزامه جانب المهمشين والضعفاء. جاء دور المعتمد الذي أشاد بساكني المحلية ودورهم التاريخي في محاربة الفساد ووقوفهم مع الثورة في أحلك الظروف العصيبة التي مرت بها وأن مواطني المحلية هم خليط من القبائل المختلفة يمثلون كل سحنات أهل السودان. «ملحوظة» ألقى سيادة المعتمد نفس هذه الخطبة ذات المضمون الواحد مع اختلاف العبارات على سكان محلية جبل أولياء عندما كان في وقت ما معتمداً للمحلية، كما ألقاها في محلية الحاج يوسف نيابة عن الوالي الذي كان يقضي فترة نقاهة في سويسرا وقد كلفه الوالي بمخاطبة الحشد الجماهيري لسكان الحاج يوسف. انفعل المعتمد بالموقف وأطلق العنان لوعوده لسكان أم بدة فهو لم يلتزم فقط بصيانة المدارس المستهدفة ولكنه أكد في خطبته أن برنامجهم (الموضوع) يستهدف بناء عدد من المدارس الثانوية النموذجية حتى تحوز محلية أم بدة قصب السبق في محليتي الخرطوم وأم درمان التي غالباً ما يكون أوائل الشهادة الثانوية من نصيبهما فهو أي المعتمد يريد أن ينتزع كأس الاوائل لمحليته ببناء مدارس نموذجية، إلى جانب تشييد مستشفى نموذجي تخصصي وإنشاء حديقه عالمية بمواصفات عالية لبرنامج سكان الامبدات من (السفر) لام درمان والخرطوم من أجل الترفيه. اسرف المعتمد في الوعود وقد نسى نفسه تماماً وهكذا انتهى الحفل وانتهت معه وعود المعتمد الذي لم يكن حينها يدري ما يقول او يحسب له أي حساب. جاء من يشكو المعتمد للوالي الذي لم يستطع أن يفعل شيئاً لرجل من (أهل بدر)، لكن قراراً صدر من جهات عليا بنقله لمحلية أخرى خارج ولايته تأسف المعتمد على قرار نقله من الخرطوم حيث الطراوة والباسطة والبقلاوة والحلاوة، ولكنه وجد في القرار حلاً من اشكالات وعوده التي التزم بها لسكان محلية أم بدة وغيرها من المحليات عندما أطلق العنان لافكاره وقد كان يعتبر أن الامر في النهاية هو مجرد (شغل بتاع بوليتكا) ولكن وكما يقولون فان (شقى الحال يقع في القيد).