سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملف يهتم بطرح ومناقشة القضايا الاجتماعية الساخنة هل يظل ستر الجسد من أهم الأشياء في قوانين العرف الإنساني ..؟
الطفل المغتصب تبقى دائرة الثأر بداخله حتى يكبر ..!
من الصعب جداً أن يستطيع المرء وصف الحالة المفزعة التي يشعر فيها الطفل لحظة الاعتداء عليه بالاغتصاب من شخص بالغ، فتلك اللحظات تتسارع بداخل الطفل ليعيش حالة من الهلع وهو يرى جسده لعبة في يد مغتصب يتعامل معه بوحشية بالغة، كما يتعامل مع الكبار حينما يعتدي عليهم بالضرب - مثلا - لكنه لا يفهم كثيرا لماذا يعتدي عليه من قبل (غريب أو قريب ) بهذا الشكل الوحشي وهو من تعلم من والديه بأن ستر الجسد من أهم الأشياء في قوانين العرف الإنساني، ويبقى الطفل حبيس خيالاته وأفكاره ثم مخاوفه التي تتشكل بعد عملية الاغتصاب ليتولد الغضب من كل شيء، وهنا يبدأ بالتشكل حتى الكبر. إضافة إلي أن الإشكالية الكبيرة في الثقة العمياء التي توليها الأسرة بالأقرباء والمقربين فغالبا ما تكون بداية الجرائم الجنسية من المقربين الذين نثق بهم، كما أن تدعيم ثقافة حماية الطفل لنفسه من مواطن الاغتصاب تبدأ من التربية وزرع الثقة بداخله وذكر معلومات له بأن يتعامل مع الآخرين بحذر وبالإيمان ثم الحفاظ عليه بعدم ارتدائه لثياب تكون مدعاة أن يساء إليه كما أن صمت الأسرة أو إعلانها لحالة اغتصاب طفلها تبدأ من تحديد درجة ذلك الاغتصاب ومن الذي قام به وكم عدد هذه الحالات ومعرفة الآثار التي سيترتب عليها الإبلاغ أو المصالح التي سيترتب عليها الستر. أنّ الآثار النفسية التي يخلفها الاعتداء الجنسي على الطفل كبيرة، فأي صدمة في حياة الإنسان سواء تعلقت تلك الصدمة بالناحية الجسدية أو النفسية فإنها تسبب بقاء أثرها المؤلم لدى الإنسان مستقبلا، ولذلك فإن ذكريات الطفولة تبقى بداخل المرء تؤثر فيه ويتذكرها مهما كبر، فكيف حينما تكون هذه الذكرى متعلقة بالاضطهاد الجنسي، فإن الأثر يصبح بالغا جدا في مرحلة الرشد، اضافة الي أن الطفل الذي مورس عليه الاضطهاد الجنسي فإنه قد يحوله في الكبر إلى شخص مغتصب للأطفال إذا لم يعالج، فإذا وقع الاعتداء الجنسي على طفلة فإن أثره سيظهر على شكل كره الفتاة لجنس الرجال وقد ترفض الزواج مستقبلا. أما إذا وقع الاعتداء على طفل فإنه قد يحوله مستقبلا إلى شخص يغتصب الأطفال كنوع من الانتقام، فهناك كثير من القضايا الشائكة والمعقدة التي تحدث للطفل في المجتمع فتترك أثرا بالغا في شخصيته ومن أهمها الاعتداء الجنسي الذي يشعر الطفل بأنه ضعيف لايستطيع الدفاع عن نفسه وبالتالي حينما يكبر يشعر بأنه يرغب بالانتقام لطفولته تلك بالاعتداء على أطفال آخرين . الطريقة المثلى لتعامل أسرة أغتصب طفلها تتمثل في تحديد الأسرة لدرجة الخوف التي بداخل ذلك الطفل المغتصب هل هو خائف أو غير خائف؟ ثم لابد من عرض الطفل على طبيب مختص لإزالة ذلك الأثر من داخله فلا يبقى لديه حتى لا يتحول إلى شخصية انتقامية، فالمشكلة تكمن في أن غالبية الأطفال لايتحدثون عن حالة الاغتصاب التي تعرضوا لها مع والديهم، فلا تلاحظ إلا من خلال طرف ثالث يلاحظ ذلك، وبخلافها فإن الطفل يبقى مكبوتا بداخل ذلك الاعتداء حتى يكبر، وهنا لابد أن يتتبع الوالدين طفلهما فإذا ظهرت عليه درجة من الخوف الدائم، ودرجة من التجنب الاجتماعي، كما أنه لايقرب الآخرين، يصاحب ذلك نوبات من البكاء المتقطع غير المبرر، في تلك الحالات على الوالدين أن يستدرجوا الطفل عن ما حصل له وأسباب ذلك فإذا تم اكتشاف ذلك لابد من عرضه على طبيب نفسي مختص . ولابد من عرض الأطفال الذين اعتدوا عليهم جنسيا على مختصين في الجانب النفسي وذلك لتحسين حياتهم، فمن المؤكد أن الطفل المغتصب ينظر للحياة نظرة سوداوية، تختلف عن نظرة الآخرين فهم يشعرون بأن الناس جميعهم وحوش مؤذية، وهنا على الأسرة أن تعي بأن الصدمة التي يمر بها الطفل لا يكفي معالجتها بالأحاديث العشوائية من قبلهم وتشجيعه على النسيان بل أن تلك الصدمة ستستمر حتى يشعر الطفل بأنه أشفى غليله من الذي اغتصبه ولذلك تبقى دائرة الثأر بداخل الطفل حتى يكبر.