البناءات السودانية للوفاق الوطني قديمة.. أسس لها ووضع (طوبتها)، نفر كريم من أبناء هذا الوطن في مراحل سياسية شتى.. كلها (كانت) جهوداً وطنية خالصة بعيداً عن تدخل الأجنبي، وأيادي الخارج (البيضاء) القائمة على (العصا والجزرة) وفق مصالح وتحيزات، دفع السودانيون ثمنها غالياً بانفصال الجنوب..! *** إن (قوة رأس) النخب، هنا وهناك، هي التي جعلت الملف السوداني في يد (الخارج). فلماذا لا يستفيد السياسيون من التراكمات الوطنية في الحوار والاتفاق..؟!. بدءاً من اتفاق القوى الرئيسية في البلاد على (الاستقلال التام) وخروج المستعمر (بثنائيته)، مروراً بالمصالحة الوطنية على يد مهندسها الراحل السيد فتح الرحمن البشير... وانتهاء بالمجهودات الوطنية للوفاق الوطني. *** ومن حسن الطالع أن أستاذنا الصحفي الكبير جمال عنقرة، ظل شاهداً على العصر، وحاضراً ل(محكات ومماحكات) الساسة، وهو يعلم أن مصلحة البلد، بصفة عامة، وصمام أمان الصحافة بشكل خاص، في الحريات الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.. عنقرة له قدرة ساحرة على (لملمة) المتفرقات.. وخلق (الشربات) من فسيخ السياسة السودانية المالح...!!. *** وللرجل ادوار كثيرة في (جل) مبادرات الوفاق والتصالحات ... يسهر ويسافر ويجالس وينجح. *** وهاهو قد خرج في إلتقاط قفاز الرغبة المشتركة للحاكمين والمعارضين في الوصول إلى (مشتركات)، بالندوة المفيدة التي تحدث فيها الإمام الصادق المهدي. وشارك عبرها سياسيون ذوو أوزان مقدرة. *** نعم.. المرحلة الحالية هي بمثابة الجرس الأخير لعمل وطني خالص وشامل وجاد.. بعيداً عن العواطف والتكتيكات ولمصلحة الوطن. ذلك لأن السودان لو ضاع - لا قدر الله - فإن شعبنا سيندفع نحو النزوح والمعسكرات والملاجئ. ولكن السياسيين ستلاحقهم اللعنات، وسيذكرهم التاريخ بالإحباط والأحزان والإدانات. *** أيها السياسيون تعقلوا مرة.. حتى يستفيد السودانيون ألف بل مليون بل مليار مرة.