العديد من المدن لها مميزات تفاخر بها وتشتهر بها عن بقية المدن الأخرى والتى تمثل رمزية الأخرى فى التعامل ،حيث يرتادها الناس من جهات عديدة ، والمذاق الخاص الذى تتركه فى نفس الزائر لها والإنطباع الأول الذى يسكن فى خفاياه ، مدن تعيش وتتنفس الهواء النقى ومدن تغالب النُعاس ومدن لا تعرف النوم تمارس بها النشاطات وكأن الحياة فيها لاتنتهى ومدن يكسوها الكسل والخمول بالرغم من مظاهر الحياة البدائية ، ولعل من يمارس هواية الإدمان بالتعرف عليها قد يصعب عليه أحياناً الإنفكاك من حالة اللاوعى تلك هى طبيعة الأشياء وتلك هى المدن التى غالباً ما تكسوها الحداثة والتطور بفعل عشق أهلها لها يبدعون فى تزيينها عروساً ليوم الحلم الكبير .حيث تعانق أشواقها مراحل الترقب لشمس يوم جديد قد يأتى . - العديد من الناس يحلمون بالسفر الى فضاءات واسعة يحملهم الحنين الى مرآفئها وشواطئها التى لا تعرف النوم فهى ولوفة ونظيفه تكتمل أناقتها بإكتمال الصور الزاهية التى يرسمها الناس عنها والتى يتخيلها قبل رؤيتها لماذا لاتكون مدننا مثل بقية المدن الأخرى قيافه وظرافه ونظام يحافظ عليه الجميع ويسعون الى تطورها لأسعاد أنفسهم والزوار ، لماذا نتخلف وغيرنا يتقدم أسئلة تحتاج إلى تفاهمات يشارك فيها الجميع . * يمثل فن القصة القصيرة أحد أوجه الأبداع الإنسانى الذى يؤسس لعلاقات مترابطة بالواقع أو الخيال ويشترك العديد من هذه القصص فى أنها تسهم إلى رُقى فى اللغة ونشاط فعال يسهم فيه الكاتب بكل ما يملك من مهارات أدبية وحضور ذهنى فعال ممسكاً بتجاربه والأخرين ، يسورون الحدث بالواقعية ممزوجاً بالخيال الواسع ، والأديب المتمكن هو الذى يجعل قرائه فى حالة تواصل من الصفحة إلى الصفحة دون ملل وشرود ولعل المجموعة القصصية التى أصدرها الدكتور / محمد داؤد محمد داؤد - أستاذ اللغة العربية بجامعة السودان بعنوان (أغرب قصص الزواج ) أكثر من أربعين قصة زواج حقيقة ساهمت فى توضيح حالات الزواج المختلفة الحقيقية أو الخيالية والتى رّمز لها بأسماء حركية بغرض التشوق دون المساس بحق الأخرين والإنتقال بين صفحات الكتاب الشيقة والمتنوعة يجعل القارئ محب القصة القصيرة يرسم العديد من خطوط الواقعية والخيالية لمسارات السرد القصصى الشيق دون إخلال أو إطالة ولعل تمكن المؤلف من تتابع شخصياته التى جسدها واقعاً يمشى بين الناس وتداعيات الأدوار لم تترك للمتابع فرصة الشرود الذهنى بل عمقت فى دواخله روعة التتابع وعنصر التشويق اللامتناهى ولعل واقعية الكاتب قد أهلته أن يشارك القارئ فى حشد عواطفه وأحاسيسه ضمن منظومة القصص وما يميزها سهولة التعبير والمفردات والتعابير والحضور الدائم تلك حلقة إرتباطية بين عناصر القصة القصيرة التى يصعب على الكثيرين حبكها أو الرمز والإنشغال بالتفاصيل الدقيقة دون إشراك القارئ لذلك ومن العموميات التى تتصدرها القصة جاذبية العنوان والحدث الترابطى وتنوع الأدوار بالرغم من إشتراكها فى موضوع واحد هو الزواج والحياة الزوجية واسباب التلاقي والقسمة والنصيب والأعجاب من الوهلة الأولى والأنطباع الذي يمكن علي وضعه الطبيعي،مايميز هذه المجموعه واقعية التعامل والإلمام بتفاصيل المجتمع السوداني المعقد الذي تسوده التقاليد والعادات وتسوره الوقائع ، أن الترابط بين أطراف القصة القصيرة والذى هو مكمن المسألة الذى يجعل القارئ فى تشوق مستمر الى عدم ملامسة الصفحة الأخيرة وحلمه بأنه هو الراوى حتى ولو إختلفت التفاصيل . الى أن نلتقى .. يبقى الود بيننا [email protected]