سُكتُم بُكتُم    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    إسرائيل والدعم السريع.. أوجه شبه وقواسم مشتركة    السودان شهد 6 آلاف معركة.. و17 ألف مدني فقدوا حياتهم    شاهد بالفيديو.. مذيعة تلفزيون السودان تبكي أمام والي الخرطوم "الرجل الذي صمد في حرب السودان ودافع عن مواطني ولايته"    مسيرات تابعة للجيش تستهدف محيط سلاح المدرعات    مصر: لا تخرجوا من المنزل إلا لضرورة    الملك سلمان يخضع لفحوصات طبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    واصل برنامجه الإعدادي بالمغرب.. منتخب الشباب يتدرب على فترتين وحماس كبير وسط اللاعبين    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في صالون الراحل سيد أحمد خليفة
المعتصم عبدالرحيم: الأحزاب السياسية بما فيها الوطني ليست على ما يرام وهذا ما وجدته على قبر نقد أبوبكر عبدالرازق: ماحدث في أم روابة يمكن أن يتكرر والحكومة تدفن رأسها في الرمال
نشر في الوطن يوم 06 - 05 - 2013

جمع صالون الراحل الأستاذ سيدأحمد خليفة مابين عدة قضايا سياسية وخدمية، وتناول النقاش الاقتصاد والثقافة ولم تغب الرياضة إذ شبه البعض حال السياسة «بالكورة».
وشهد الجزء الأول في الصالون معركة كلامية بين د. ربيع عبدالعاطي القيادي بالمؤتمر الوطني وأبوبكر عبدالرازق القيادي بالمؤتمر الشعبي وكان حديث د. المعتصم بمثابة السحابة الممطرة التي أطفات الحريق إذ تنوعت مداخلته مابين السياسية والثقافة الإسلامية وسرد من خلالها الحكم والأمثال وأظهر براعة في قول النكات وكان النصيب الأوفر في الحديث للقيادي المحبوب عبدالسلام الذي ابتدر النقاش كممثل وحيد لحزب المؤتمر الشعبي قبل أن يلحق به أبوبكر عبدالرازق، والذي بوجوده تساوت الكفة في العدد بين الطرفين.. وسنتناول في عدد الغد الجزء الثاني من الصالون والخاص بلقاء والي الخرطوم مع أهل أم دوم..
إبتدر الأُستاذ عادل سيد أحمد الصالون بالترحم على روح والديه الأستاذ سيد أحمد خليفة والحاجة سكينة، وقال إنها المؤسس الحقيقي للصالون، حيث كانت تستيقظ من الفجر الباكر لإعداد الصالون، وتقف على كل كبيرة وصغيرة، وقبل أن يرحّب عادل بالحضور، قدم كلمة إفتتاحية عن الوضع في السودان، قائلاً : كثير من دول العالم جعلت في التنوع عاملاً للتقدم والتطور، ونحن نتساءل لماذا لا نستفيد في السودان من هذا التنوع لخلق جسر للتطور ودرباً للسلام.
آثرنا اليوم أن يكون بالصالون موضوعان، الأول يتعلق بالوضع السياسي الراهن بالبلاد، والثاني لقاء للتحاور والنقاش مع والي الخرطوم د. الخضر.
نرحب بضيوفنا الأستاذ المحبوب عبد السلام وهو أحد القيادات الإسلامية بشكل عام والشعبي بشكل خاص، نرحب كذلك بدكتور ربيع عبد العاطي، وهو من أكثر الناس إحتكاكاً بالإعلام والقيادي بالوطني والمنتمي للمدرسة الإسلامية، ود. معتصم عبد الرحيم، وكذلك نرحب بالقيادي بالمؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق.
٭ إشادة بالصحافيين
وقدم الأستاذ عادل سيد احمد في بداية الجلسة الأولى المحبوب عبد السلام والذي أثنى في بداية حديثه على فكرة الصالون مترحماً على روح الأستاذ سيد احمد خليفة، وقال إن اللقاء أتاح له فرصة للقاء العديد من الشخصيات التي لم يلتقيها منذ فترة قائلاً : إن العلاقات بين السودانيين دائماً جيدة حتى وهم مختلفين.
وأشار المحبوب إلى صعوبة الحديث أمام جمهور حاضر وفاهم كل شىء في إشارة إلى الصحافيين، وقال هم مستنيرون أكثر من اللازم، ولذلك تراجعت عن قول التفاصيل، فالصحافيين أكثر متابعة مني لأنني كنت في الخارج لفترات طويلة، وحقيقة لديَّ تجربة كبيرة في كيف يتفق السودانيين ويختلفون ، ولدي تجربة خاصة مع الراحل الأستاذ سيد احمد خليفة، وأعتقد أن الصالون معبر تماماً عن هذه الأفكار، وكما ذكرت عندما أتيت للصالون فكرت أكثر من مرة بأن الحضور مستنير أكثر من اللازم، لذلك قررت أن أتحدث عن الإختلافات في الوضع السياسي الراهن، بإعتبار أن الحضور من المطلعين على الأوضاع، وحاولت أن أطرح أفكاراً تشخّص الحالة السودانية ومعرفة النواحي الإيجابية فيها، وهنالك مقولة استدل بها لعلي عزت بيقوقيتش يقول فيها:
إن من يهاجم الشيوعية يضيع زمنه ، لأن الشيوعية تهاجم نفسها بنفسها، وأنا كلما خرجت وعدت للسودان أشعر بإحباط لأنني أرى الوطن مثل مريض السرطان الذي تزداد حالته تدهوراً وسوءاً يوماً بعد يوم، وفي مثل هذه الأحوال بالنسبة للأمم يجب أن نبحث عن الأمل، لدي تجربة وخبرة فيما يجمع السودانيين، فقد خرجت في العام 9991م 0002م بعد المفاصلة وأسست علاقات مع الخصوم الذين يقفون في المعسكر السابق، ومن ضمنهم فئة الخارج، وهم الأكثر تطرفاً في رفض الآخر، خاصة إذا كان هذا الآخر موجوداً في الحكم، هم كانوا يعتقدون أن الأمر مجرد تمثيلية «يقصد المفاصلة بين الإسلاميين»، وتبادل للأدوار ومسرحية أُخرى تشبه ما جرى في العام 9891م،بإعتبارأن لديهم تراكمات وعدائيات وتطرف، لكن من جانبي حاولت أن أكسر هذا الجدار الصعب، بإعتباري كنت متعمق في النظام الحاكم، والآن أحاول أن أجادل معارضة تزعم إنها تضررت بسبب هذا النظام، فنظرياً نجحنا في كسر هذا الجدار، ووقعّنا مذكرة تفاهم في العام 2002م بعد عام واحد فقط من المحاولة، أنا لم أتحدث بهذا الأمر وهذه القصة من قبل ولم أكتبها، والخلاصة للتجربة في تقديري أن يهتم السودانيون بالبحث عن ما يجمع، وعن الإيجابيات خاصة في مراحل الخطر في ظل الحالة «الشكسبيرية» الآنية نكون أو لا نكون ، وهذا يحتاج منّا لطاقة نفسية وفكرية عالية ومختلفة.
٭ إيجابيات
ومن الذي ذكرت فكرت في الإيجابيات في ظل الظرف الذي يمر به السودان، وتأملت في مشروع الأمل الذي يمكن أن يساعد الناس ليضىء لهم آخر النفق، وأعتقد «أنو كلو ممكن»، ودائماً ما أتذكر مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا أراد الله بالعبد خيراً جمع عليه همه»، وحالياً هنالك الكثير من الناس الذين يعانون، وإذا نظرنا لحالة الربيع العربي بعد الثورات في مصر وتونس وليبيا، يمكن أن نلخص مشاكل هذه الدول بأن تجربة السودانية التاريخية، أفضل منها، وحالياً السودان جمع الله له همّه، وهذا الهمْ نحن كلنا نعرفه، ولكن البعض ولأسباب سياسية «يقاطع»، و بمرورالزمن هؤلاء سيصبحون أكثر موضوعية، ويعبروا عنها كما هي موجودة وإذا ناقشنا المخارج أكيد سنتفق إتفاقاً كبيراً، فمثلاً أنا شهدت ندوات وورش كثيرة بالخارج، ناقشت المشكل الوطني، وكلها تقريباً خرجت بنفس ملامح الحل، وهذا في نظري شىء جيد، وهنالك شىء إيجابي آخر هو كثرة المقترحات من الجميع بما فيه النظام الحاكم نفسه، وأعتقد أن مؤتمر الدوحة طرح حلولا، فنحن أفضل من غيرنا، فمثلاً في الحالة المصرية كانوا حديثي العهد بالمرحلة الإنتقالية، ولم يكونوا عارفين معناها لأنهم ومنذ عهد فاروق وعبدالناصر مروراً بالسادات ومبارك لم يحدث لهم انتقال، عكس السودان الذي مرّ بهذه المراحل في كل عهوده منذ زمن الإستقلال وحتى الآن، حيث تولّدت لنا خبرة واسعة يمكن أن نستقلها في حل أزماتنا.
ويرى المحبوب أن هنالك إيجابية سماها ب«الطريفة» في إنفصال الجنوب قائلاً: استقلال الجنوب سياسي، لكن لم يحدث استقلال اجتماعي وثقافي واقتصادي، وأبسط مثال ما ذكره لي أحد التجار أن البضاعة السودانية مرغوبة، فزجاجة «الكوكا كولا» المصنوعة في السودان سعرها هناك «3» جنيه والإقبال عليها كبير، رغم وجود ذات الصناعة «كوكولا» من دولتا يوغندا وكينيا بسعر «5،1» جنيه، إلا أن الإقبال على السودانية أكبر، فالجنوبيون لا زالوا متعلقين بالشمال، ولعل في الأقدار أن البترول وقّع على أطراف الدولتين حتى يكون (لحمة وتلاحم).
عموماً خلاصات ورش العمل التي ناقشت المشاكل السودانية توصلت لحالة إنتقالية للخروج من الأزمة، لكن تبقى الإشكالية لدى المؤتمر الوطني الذي يصبح كالشخص المتزوج الذي أخبروه بأن عقد زواجه باطل وعليه أن يسعى لعمل عقد زواج جديد، المخرج من هذا الأمر موجود في كل الإتفاقيات التي وقعتها الحكومة كما ذكر الواثق كمير، فإن إتفاقية نيفاشا بها بنود لم تتحقق كالبند الأول، الذي يقول: على الطرفين السعي للمصالحة الوطنية.
التقيت قبل عدة أشهر بقادة الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي، حيث أخبروني بأن الحالة السودانية تمثل لهم مشكلة، لأنها تشبه الأوضاع التي ثاروا عليها في بلدانهم مع الفرق بأن الحكم في السودان إسلامي، والأوضاع فيه تشابه الحال قبل الثورة في دول الربيع العربي في الحريات والفساد، ولذلك علينا أن نخرج من هذا الأمر إلى الوضع الإنتقالي كما ذكرت، حتى نصل لكلمة سواء ،وحالياً المعارضة تتبنى إسقاط النظام، وهذا الشعار لم يكن موجود عند الثورات العربية في بداياتها، لأن اسقاط النظام يُرفع «بغتة»، ولكن يمكن أن يحدث تغيير في نوع آخر كما حصل في أحداث أم روابة، وهذا إذا تم سيدخلنا في وضع صعب ،وأنا كشخص إسلامي اتمنى أن لا يحدث إقصاء لأي أحد عند إيجاد الحلول لأن ذلك من شأنه أن يفاقم المشكلة.
٭ ربيع عبد العاطي.. حديث الأرقام
وأكد د. ربيع عبد العاطي القيادي بالمؤتمر الوطني أن حديثه لن يخرج من هدف الصالون الأساسي بالبحث عن ما يجمع الناس ولا يفرقهم، دون إغفال لحقائق التاريخ، وقال الصورة التي ذكرها المحبوب عبد السلام في حديثه ليست شائه كما يتصورها البعض ،فالتجربة السودانية غنية جداً ،وهناك حالياً ايجابيات عديدة في الساحة السيلسية، المنابر والمنتديات التي تعقد بشكل كثيف، هي دلالة على الصعود إلى أعلى وليس التراجع،ولكن هذا يقودنا إلى الحديث عن الأزمات، ولن ندعي أنها انتهت، ومن يدعي غير ذلك، فهو حالم،بل هي مستمرة ومتغيرة،ولكن الذي نحمده دائماً أننا ننتصرعندما نواجه التحديات، وهي ليست قليلة، اقتصادية وسياسية وخدمية، وأقول إن الشُقة بين السودانيين ليست واسعة، ولكن هنالك اختلافات وهي من الأشياء المحمودة ويمكن أن تترك فيها مساحة للتداول للوصول إلى حلول، وقد ابتدرت رئاسة الجمهورية حوار القوى السياسية، وفتحت الباب واسعاً للحوار والباب أصلاً لم يكن مغلقاً للنظر في كيفية إرساء نظاما سياسيا مستقرا والحوار لم يستثنى أحداً وشمل حتى حملة السلاح، وهذا في اعتقادي مؤشرا جيدا،بأننا نسير في الإتجاه الصحيح الذي يفضي في نهاياته إلى تضييق هذه الشقة.
الإجماع جيد ومحمود لكن لم يحدث في التاريخ اجماع كامل يمكن أن يتم ذلك في الفقه الإسلامي بين العلماء وأهل الحل والعقد، ولكن ليس الإجماع المطلق، وأعود للمسائل والجوانب المبشرة خاصة في الاقتصاد ،فبعد الإنفصال وتحديداً في بداية العام الماضي 2102م واجه السودان أزمة كادت أن تتحول إلى كارثة اقتصادية، لكن حدث انفراج ،وهذا يقودنا للتساؤل.. لماذا لم نستفيد من هذا الوضع..؟ فالإنفراج الاقتصادي أنقذ البلاد من مشكلة حقيقية، كاد معها الدولار أن يقفز إلى 01 جنيهات، في الوقت الذي كانت فيه الدولة تستدين من النظام المصرفي، ولكن في العام الحالي لم تستدين الدولة مطلقاً من النظام المصرفي، وهذا طبعاً ليس له علاقة بإيرادات وعائدات نفط الجنوب الذي لم يدخل إلى الآن للميزانية والخزينة ،وهذا المؤشر الإيجابي يجب أن تأخذه الأحزاب السياسية في الحسبان، بجانب العديد من الإيجابيات الأخرى، فإنتاج الذهب وصل في العام 2102م (44) طناً، وهو يحسب للدولة وليس عليها لأن البعض يعتقد أن الله قد منَّ به على السودان ذلك حقيقة، ولكن الدول لاتبنيها الحكومات وحدها، بل يشارك فيها المواطن والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ،أضف إلى ذلك أنه ولأول مرة منذ سنوات يصدر السودان الذرة للخارج بعد أن كان يستوردها إلى وقت قريب، كما حدث اختراق كبير في العمل بطريق الانقاذ الغربي(الأسطورة)، الذي قطع العمل فيه (62%) في قطاعات الفاشر وأم كدادة، وبذلك تكون( الأسطورة) قد بدأت في التلاشي، تمت كل هذه الانجازات في ظل التحديات السياسية والأمنية بالبلاد كما افتتحت تعلية الروصيرص لتضيف مليون فدان في الأراضي الصالحة للزراعة، تضاف إليها (200.1) مليون فدان أخرى بعد اكتمال سدي عطبره وستيت . ووفقاً لما ذكره المحبوب عبدالسلام في حديثه، فالحزب ليس لديه مشكلة في هذا الجانب، فالزود عن البلاد والدفاع عنها لايمنعنا من التفاوض، ولكن المشكلة أن هنالك جوانب شخصية في بعض القيادات تكمن فيها المشكلة وهذا مربط الفرس، فالبعض يتحدث عن آليات وانتخابات وحكومة انتقالية.. والسؤال من الذي يشكل هذه الحكومة؟!.. هل هي الأحزاب ! نحن نريد حكومة تمثل الشعب السوداني فتحديد أشخاص من قبل بعض الجهات لإدارة الحكومة الانتقالية بعيداً عن رأي الشعب، هذا يمثل في رأيي عين الطغيان، ولايؤدي إلى وضع سياسي مستقر.
نقد وإدانة
وانتقد عبدالعاطي ما أشار إليه القيادي بحزب المؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق فيما يخص الأحداث في أم روابة وقال: لهجته غير مقبولة ولابد لأبوبكر أن يغيِّر في روحه هو بكلامه هذا يريد أن يشعل الأزمات وينبغي أن لانتحدث عن أم روابة وأبو كرشولا بقدر مانعمل على الأرض ونطمئن الشعب بأن هنالك من يدافع عنه، وأنا أقترح إن إنشاء قوات للتدخل السريع حتى لاتتكرر أحداث أم روابة مرة أخرى ،وأنا أرى أنه من العيب أن لاتتم إدانة لما أقترفته الجبهة الثورية في أم روابة في حق الأطفال والنساء والشيوخ ،وبعد ذلك يأتي شخص كأبوبكر عبدالرازق ليقول إن ما جرى هو ردة فعل سياسية من قبل الحركة الشعبية قطاع الشمال لفشل المفاوضات التي كان يوحي منظر وفد الحركة فيها بالفشل.
د. المعتصم عبدالرحيم حكم وطرائف..
وتحدث وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم والقيادي بالمؤتمر الوطني د.المعتصم عبدالرحيم عن الوضع السياسي الراهن مشيراً إلى أنه يحوي وجودا كثيفا ومتصاعدا لبعض الجهات الأجنبية للدول العظمى والغير العظمي، وفيه أيضاً فاعلون ظاهريون وفيه فاعلون مخفيون.. الظاهريون هم الأحزاب السياسية والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني وهؤلاء ليسوا في أحسن حالاتهم بما فيهم الحزب الحاكم المؤتمرالوطني هم منهكون في المقابل، هنالك قوى فاعلة غير ظاهرة أو غير مسماه بمسميات واضحة وهؤلاء هم المتطلعون.. وهم وقود للثورات وصلوا مراحل متقدمة في العلم ولديهم آمال ورغبة عارمة في أشياء كثيرة.
بعض من هذه القوى الظاهرة (المتعبة) تكابر وهذا يذكرني بقصة امرأة في عهد الرسول -صلي الله عليه وسلم -جاءت إلى قوم ووجدتهم يأكلوا.. فقالوا لها تفضلي. فقالت: أنا شبعانة. فرد عليها الرسول صلي الله عليه وسلم قائلاً: لاتجمعي كذباً وجوعاً. وهذا واقع القوى الظاهرة المتعبة (يعزموهم) إلى كلمة سواء وهم يجمعوا على الجوع و الكذب بأن يرفضوا الأكل إلا بشروط واذكر في هذا المقام أنني «شاغلت» أحد الأشخاص وقلت له نعمل حزب جامع نسميهو «حزب الأمة الإتحادي الوطني الشعبي الإشتراكي الإسلامي» لانو فعلياً يمكن أن تصبح هكذا في يوم من الأيام، وهنالك تجربة مشابهة حدثت من قبل، قريبة من هذا المعنى ،واتذكر أنه لما مات فتحي شيلا -رحمه الله عليه- وأنا في المقابر ذهبت لأقرأ الفاتحة على قبر المرحوم محمد إبراهيم نقد- رحمة الله عليه- فوجدت مكتوب على قبره الآية الكريمة «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه» وحديث للرسول صلى الله عليه وسلم «ميتة الغربة شهادة» وكان نقد نفسه في حياته يقول لينا :إنتو الإسلاميين ما تزحمونا بتطبيق الشريعة الإسلامية، فنحن الشيوعيين قاعدين نطبق الشريعة في عقد الزواج والميراث ولمن نموت يكفنونا ويغسلونا على هدى وسنة الرسول «ص»..
ويعود د. المعتصم مرة أخرى للحديث حول الوضع السياسي الراهن قائلاً: إذا لم تحدث هزة ومفاجأة من الفاعلين في المنتديات وناس الفيس بوك والشباب الما عندهم كبير إلا الله تقودهم تطلعاتهم العالية، على الجميع أن يحذر،فهؤلاء الشباب بما فيهم شباب الحركة الثورية أصبح ما عندهم محرم ولا كبير، فإذا ما خرجت الماسأة من تحت إلى فوق وقلبت «الحكاية» رأساً على عقب لن «يُفضِّل» أي شيء.. ولا وطني ولا اتحادي ولا أمة لذلك يجب أن نزرع الخير قبل قيام الساعة..
قانون الصحافة..
القيادي بحزب المؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق شنّ هجوماً لاذاعاً على الحكومة، وبدأ مداخلته بانتقاد مشروع قانون الصحافة الجديد، وقال إن ظاهره يحمل فيه الرحمة وباطنه العذاب ،وأضاف :ماجرى في أم روابة يمكن أن يتكرر في أي منطقة بالبلاد نتيجة لإتساع المساحة، وفي رأيي أن الأحداث في المنطقة هي ردة فعل طبيعية من قِبَل الحركة الشعبية قطاع الشمال تجاه تصرف وفد الحكومة الذي بدأ واضحاً أنه يدفن رأسه في الرمال، ولايريد أن يتحدث عن مشاكل السودان، فالحركة الشعبية كانت ترتب جيداً للمفاوضات وارسل ياسر عرمان نيابه عنها.
اعتقد إن الوضع الانتقالي الذي تحدث عنه الجميع يخرج حزب المؤتمر الوطني تماماً من ساحة العمل السياسي، وسيذهب من غير رجعه، أسوه بالحزب الاتحادي الاشتراكي، وحالياً فشل المؤتمرالوطني حتى في التعبئة لأم روابة، وعليه أن يتعامل بالصدق في معالجة القضايا والمشكلات عبر بوابة الحرية.
الحكومة كانت تعلم بهجوم قوات الجبهة الثورية على أم روابة، لكنها فضلت حماية مدينة الأبيض، واعتقد أن المؤتمر الوطني ليس له حل سوى الحوار، وعليه أن يتجه للأحزاب لأنها المدخل الذي سيوصلها للجبهة الثورية، وحقيقة نظرة حزب المؤتمر الشعبي للحكومة الانتقالية واضحة، نحن أعددنا أوراق عمل جاهزة في هذا الجانب يمكن للراغبين الإطلاع عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.