لقد توطنت وتخلقت كلمة عشوائية منذ عهود قديمة شاركت فيها كل الأنظمة الديمقراطية والشمولية من تقصير في تنمية الريف والإهتمام به أدى ذلك إلى سياسات خاطئة أدت إلى مجاعات وتهجيز إكتوت بها العاصمة القومية كثيراً حتى أصبح كل شىء يمارس دون تخطيط أو دراسة.. فظهر السكن العشوائي وأصبح العمل يمارس دون إذن أو رخصة وأصبحت الطرقات مليئة بالذين يفترشون الأرض ويعرضون فيها أشياء يجب أن تعرض بعناية لأنها تخص صحة الإنسان ومثال لذلك نجد الخضار والفواكه والعيش والمشروبات وحتى بعض الأدوية كالبندول جميعها معروضة في الأرض وتحت هجير الشمس والغبار. وللأسف الشديد ظل تأثير هذه العشوائية ينمو بصورة أوسع وفي وحشية بشعة وماضية إلى أن صار كل شىء أمامنا يحكي عن صور وأهوال من الفوضى والإهمال والتردي حتى أثر على حياتنا اليومية وأصبحنا نمنطق التعامل معها ونحتكم بقوانينها التي تتمثل في قرارات المحليات والمجالس التي تسمح بالعمل على الطرقات بأُذونات خاصة وهنالك قانون النظام العام والنيابات الخاصة التي تخص الهيئات والمصالح مثل نيابة الضرائب والزكاة والعوائد الرخص الموية الكهرباء هذه النيابات كلها تعمل تحت قانون خاص لا يجوز او يحق للمواطن الدفاع عن نفسه إذا تأخر عن دفع مليم واحدة لأي سبب او ظرف حتى أصبحت هذه القرارات تؤرق المواطن المطالب المطارد المعذب من قبل تلك النيابات. فماذا يفعل هذا المواطن الذي أعطى وما إستبقى شيئاً وأصبح لا يملك من المال الذي يحميه من هذه النيابات الخاصة التي تحيط به انها خاصة وقابضة في سلطاتها دون رحمة أو مراعاة لظروف المواطن أصبح المواطن يقضي كل وقته بين مكاتب الحكومة يستجدي ويسترحم حاله ويقسم على اليمين ولا يصدق حتى تنهار قواه ويصبح أمام الأمر الواقع بعدها يقوم بتحرير الشيكات المؤجلة خوفاً من السجون إلا أن يفتح الله عليه مستقبلاً او على الأقل تأجيل السجن لشهر أو شهرين وربنا كريم.. وقد زاد تأثير هذه العشوائية حتى في تعاملنا وسياساتنا المالية وظهرت تجارة الكسر وأصبح الشيك غير موثوق به يحتاج لضامن وأصبحنا ندلع كلمة إختلاس المال العام بكلمة إعتداء لكي تخفف من حدة كلمة إختلاس التي يعاقب عليها القانون بمواد واضحة ومعلومة لا تحتاج منا لتفسير بشهادة المراجع العام الذي يطرح علينا كل آخر سنة مليارات من الجنيهات المنهوبة. لقد طغت هذه العشوائية وصرنا لا نملك منطقة محايدة نتفق عليها ونفرق ما بين الممكن واللا ممكن والفوضى المدمرة واستشرت هذه العشوائية حتى على العلاج والصحة التي أصبح شيئاً خاصاً جداً يخص من هم أصحاب المال والقدرة. إنها عشوائية جعلت شاعرنا الحلنقي يتخلى عن هجرة عصافير الخريف في موسم الشوق الحلو هيج رحيله مع الغروب إحساس غلبني اتحملو ورحل يتغنى بالمشكلة وأظن المشكلة قائمة ومتعاظمة ولو كوبري الخرطوم رحل الديوم ما مشكلة وشارع الظلط بالتراب مردوم ما مشكلة والموية في المواسير ما بتحوم وستات الشاي بالكوم ما مشكلة والعيش بقى ما مدعوم واللقمة ما بتصل الحلقوم ما مشكلة والعشوائية بقت ليها كضوم ابو فرار بقى أبو قدوم ما مشكلة المشكلة ريدك يا وطن حدادي مدادي بنحم بيك يوماتي تدوم ودي المشكلة شوفوا لينا حلل للمشكلة.. معذرة للفنان والشاعر الكبير اسحق الحلنقي عثمان عجيب الشيخ ود الحفيان