الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بانوراما السياسة وسيناريوهات مختلفة
إعداد: أشرف إبراهيم للتواصل:0918122696
نشر في الوطن يوم 09 - 06 - 2013


[email protected]
إعفاء سوزان رايس من موقعها الأممي هل ينهي العداء الأمريكي للسودان ومأتأثير دورها الجديد على البيت الأبيض ؟
أخيراً وبعد قرابة الخمسة أعوام من الصدامات والمواقف العدائية الصارخة تجاه السودان أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قراراً بتنحية سوزان رايس من موقعها كمندوبة وسفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن حيث أحتلت رايس الموقع منذ يناير 2009 وقد عرفت بجرأتها في اتخاذ قرارات ذات طابع عدائي تخدم أجندتها وتشددها في التعامل مع ملف السودان خصوصاً أزمة دارفور وغيرها من قضايا السودان التي تطرح على طاولة مجلس الأمن حيث كات تمثل الصوت المعادي للسودان الشمالي قبل وبعد الأنفصال حيث تحولت بعد ذلك لمناصرة دولة الجنوب على حساب السودان مابدأ للمتابعين وكأنه إستهداف ينطوي على عداء شخصي أكثر منه سياسة من أمريكا تجاه السودان وان كانت السياسة الكلية لأمريكا منذ نهاية عهد كلينتون صنفت السودان من الدول الراعية للإرهاب وشنت عليه حملات مقاطعة وحصار إقتصادي دولي لم يفلح في تحقيق أجندتها بقدر ماساعد على تباعد الشقة والعداء بين الجانبين. عملت رايس في مجلس الأمن القومي وكمساعدة لوزير خارجية أمريكا للشؤون الأفريقية في الدورة الثانية لرئاسة بيل كلينتون ولم تبلغ الثلاثين من العمر ، وظلت في الفترة الأخيرة تستغل علاقاتها بالسيدة الاولى وصديقتها ميشيل زوجة الرئيس أوباما للضغط وحمل الجهات الصانعة للقرارمن أجل زعزعة استقرار السودان واشعال الحروب في عدد من الجبهات لإنهاك نظام الخرطوم . ولدت رايس في نوفمبر 1964 في واشنطن ، والتحقت بجامعة ستانفورد، حصلت علي الشهادة الجامعية عام 1986، وتعد الأنثى الثالثة لأمريكا التي تتولى موقع السفير في الأمم المتحدة، بعد جين كباترك ومادلين أولبرايت وأول امرأة من أصول أفريقية تتقلد هذا المنصب، وتمت الموافقة على تقلد سوزان رايس لمنصبها السابق من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي بتصويت بالإجماع في 22 يناير 2009.
من خلال موقعها أستطاعت بالتعاون مع المتشددين المعروفين بعدائهم للسودان ومن أبرزهم برندر قاست وجبهة دارفور واللوبيات الصهيونية المعادية للسودان أستطاعت قيادة الإدارة الأمريكية لفرض عقوبات اقتصادية في العام 1997 ،وعملت رايس على إجهاض خطة أحد السفراء الأمريكيين الذين عارضوا إغلاق السفارة الأمريكية في الخرطوم بدعاوى أمنية ونجحت في إقناع الخارجية الأمريكية بإغلاق السفارة وترحيل الدبلوماسيين في أواخر التسعينات،وحاولت رايس جر الحكومة الى الوقوع في فخ بسعيها لموافقة الخرطوم على استضافة واشنطون محادثات سلام بين الحكومة والحركة الشعبية لكن الحكومة السودانية رفضت المقترح بإعتبار أن السودان لا يمكن أن يرهن أهم قضية له لجهة غير محايدة ووقفت رايس في عهد كلينتون ضد ترشيح السودان كممثل غير دائم لإفريقيا في مجلس الأمن ومارست إبان عهد كلينتون سياسة العزل الدبلوماسي الدولي في مقابل انحيازاً سافراً وواضحاً للحركة الشعبية. و لم يكن مستغرباً أن تقف رايس هذه المواقف السالبة من السودان اذ انها متزوجة من يهودي وترتبط باللوبيات اليهودية إرتباطاً وثيقاً ومعلوم قلق اليهود من السودان ونظامه الإسلامي الذي يتبنى خطاً مناهضاً للكيان الصهيوني الغاصب للأرض الفلسطينية وأعلن السودان على الدوام موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ،حيث استمرت رايس وفقاً لهذه المؤشرات في عدائها للخرطوم طيلة الفترة التي تولى فيها بوش الابن الإدارة الأمريكية ، حيث كانت تعمل ناشطة في معهد بروكلن لإدارة سياسة عدائية ضد السودان دعمت من خلالها تحالف إنقاذ دارفور، واقترحت فرض منطقة حظر عسكرية وحظر للطيران في الإقليم بجانب فرض حظر بحري لمنع تصدير النفط، واستصحبت رايس توجهها العدائي للسودان بعد انتقالها مستشارة للسؤون الخارجية لحملة أوباما الخارجية. وعند ما تم تعيينها مندوبة للولايات المتحدة بالأمم المتحدة واصلت مواقفها في ممارسة الضغط على السودان في تكوين محور معادٍ داخل الإدارة الأمريكية الجديدة مستغلة علاقاتها القديمة إبان فترة إدارة كلينتون مع سياسيين نافذين لتبني سياسات معادية من أجل إضعاف توجهات المبعوث الأمريكي للسلام السابق اسكوت غرايشن المعروف بمواقفه المعتدلة.ويلاحظ أن رايس تكنّ للسودان كراهية كبيرة،وفسر البعض ذلك بأنه تأثيرات عاطفية تنبع أيضاً من كونها أمريكية من أصل افريقي ،ولذا تعادي السودان لإعتقادها بأنه يتعامل مع الجنوب والمكونات الأفريقية الأخرى من منطلق عرقي وديني.
مواقف رايس المتشددة والمستمرة تجاه السودان ربما ستكون أكثر ضراوة في الفترة المقبلة وليس منتظراً أن يرتاح السودان قريباً من إستهدافها له,حيث تم تعيينها مستشارة الرئيس أوباما للأمن القومي ويلاحظ انه أيضاً موقع ذا صلة بالسياسة الخارجية وتحديد المهددات المتعلقة بالأمن مايسهل على رايس وضع السودان على قمة هذه المهددات اذا لم تجتهد الدبلوماسية السودانية ممثلة في الخارجية والحوار الذي ينتظر أن يتم بين الجانبين في الزيارة المتوقعة لمساعد رئيس الجمهورية ونائب الرئيس لشؤون الحزب الدكتور نافع علي نافع لواشنطن ,وذلك بصناعة مستقبل وإطار لعلاقات تقوم على المصالح المشتركة والندية بعيداً عن الوصاية والإنطباعية والإرتهان للشخصنة التي تتبعها سوزان رايس واللوبيات الصهيونية.
--
إنقسامات الجبهة الثورية ..صراع السلطة والأجندة
ليست هناك ثمة مشتركات فكرية وأيدلوجية وبرنامج واضح يحكم عمل الكيان المتمرد الذي يطلق عليه الجبهة الثورية فهو خليط واسع لكيانات مختلفة حول كل شئ ولاتتفق مع بعضها الا على إسقاط النظام وحمل السلاح في وجهه .غير ذلك ظلت الخلافات بين القادة في الجبهة الثورية ضاربة بأطنابها ولم تستطع محاولات جوبا وواشنطن وكمبالا من لملمة وتوحيد هذا الكيان حتى الوصول للهدف المتفق حوله وهوإسقاط النظام ووضع خارطة جديدة للسودان وفق المخطط الغربي ,خارطة ليس فيها مكان للإسلام والعنصر العروبي وتقسيمه لدويلات لإضعافه وشل قدراته وموارده ولتكون الدويلات الجديدة التي تنشأ على انقاض السودان القديم خاضعة بالكامل للسيطرة الغربية,ولأن مكونات الجبهة الثورية في الأساس مختلفة في رؤاها وتوجهاتها وعناصرها القبلية والسياسية فقد أضحت الخلافات هي الثابتة والمتحول هو الإتفاق والذي يكون في المعارك العسكرية ضد النظام والقوات المسلحة السودانية ,هذا الجانب نفسه طالته الإنقسامات حول من يقود المعارك وماهي القوات التي ستشارك فيها وتحديد ميدان المعركة والهدف منها ,ونتج عن هذا الخلاف تصدع كبير في أعقاب الهجمات والمعارك التي خاضتها الجبهة الثورية في أم روابة والله كريم والسميح وابوكرشولا التي منيت فيها قوات الجبهة بخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري الثقيل ,لتواجه بعض الحركات اتهامات بأنها خالفت توجهات الجبهة بتحركات عسكرية غير متفق عليها كان نتاج ذلك خسائر كبيرة وشهدت الإجتماعات التي تلت معركة ابو كرشولا مشادات وخلافات حول البقاء في المدينة الذي كلف الجبهة كثيراً بعد الحصار والتصدي الذي تم من قبل القوات المسلحة فضلاً عن خلافات سياسية عميقة وتباين ملحوظ في وجهات النظر بين قادة الحركات المتمردة والفصائل المكونة للجبهة الثورية حيث يرى عدداً من قادة حركات دارفور أن الحركة الشعبية قطاع الشمال الممثل في عرمان وعقار والحلو يقودهم الى تحقيق أجندته الخاصة مستغلاً المكون البشري والتوجه المناهض لحكومة الخرطوم من حركات دارفور ومن ثم القاء الحركات الدارفورية في أقصر طريق كما فعلت الحركة الشعبية الأم بأبناء جبال النوبة الذين قاتلوا معها لربع قرن وتخلت عنهم بعد توقيع اتفاقية نيفاشا والإنفصال بدولتها,وقد رفضت حركة العدل والمساواة ابان قيادة خليل ابراهيم لها قبل مقتله رفضت الإنضمام للجبهة الثورية وهي الحركة ذات التوجه الإسلامي والأجندة المتقاطعة مع حركة عبد الواحد نور وقطاع الشمال أصحاب الخلفية الشيوعية والتوجه العلماني لحكم السودان لتنضم لاحقاً بعد تولي جبريل ابراهيم أمرها بتدخلات امريكية ماخلق انقساماً كبيراً في الحركة تلاه خروج القادة الميدانيين بقيادة أركو ضحية ومحمد بشر الذين اغتالتهم قوات جبريل إبراهيم في الاراضي التشادية الشهر الماضي مع عدد من القيادات على خلفية توقيعهم إتفاق سلام مع الحكومة بالدوحة ,ليعود ياسر عرمان الذي تحركه المخابرات الأمريكية ويبعد العدل والمساواة وأبناء كردفان ودارفور من قيادة الجبهة الثورية وتهميشهم في إتخاذ القرار في حين الاستمرار في استغلالهم عسكرياً متواصل هذا غير الدور الهامشي لنصر الدين الهادي والتوم هجو ومبارك الفاضل الذين يستخدمهم القطاع كديكور لتحسين وجهه وإسباغ صفة القومية على الجبهة الثورية ,ومعلوم أن الجبهة الأن يتزعمها عقار ويرأس الوفد التفاوضي مع الحكومة ياسر عرمان وأوكلت القيادة الميدانية لعبد العزيز الحلو وتم إبعاد أبناء دارفور وكردفان عن التفاوض ويسيطر قطاع الشمال بالكامل على مفاصل صناعة القرار بالجبهة الثورية السياسية والعسكرية الشئ الذي خلق تذمراً واسعاً وسط القيادات الدارفورية وأبناء كردفان بالجبهة وربما يقود لإنشقاقات وخروج بعض الفصائل والحركات المتمردة من جسم الجبهة الثورية بسبب الصراع حول السلطة والأهداف والإستهداف لبعض المكونات القبلية والجغرافية الذي خطط له عرمان وقطاع الشمال حتى ينفرد القطاع بالقرار داخل الجبهة والإستفادة من الكسب العسكري المشترك لأهداف سياسية خاصة بقطاع الشمال.
--
44 عاماً على إعلان 9 يونيو: إنهيار إتفاقية أديس أبابا ولُّد أزمات كثيرة آخرها إنفصال الجنوب
تقرير: معاوية أبو قرون
يصادف اليوم 9 يونيو 3102م الذكرى الرابعة والأربعين لإعلان 9 يونيو الذي أعلنته قيادة الحكم المايوي بعد مضي إسبوعين على إستيلائها على السلطة في السودان حيث قام عدد من ضباط القوات المسلحة من ذوي الإرتباط بما كان يعرف بتنظيم الضباط الأحرار .. وكان إعلان 9 يونيو بمثابة وعي حكام السودان الجُدد لمشكلة الجنوب السوداني والتي دخلت حربه في ذلك الوقت العام السابع عشر حيث خلّفت عدداً من الآثار المادية والمعنوية والنفسية والإجتماعية والإقتصادية وزادت مساحات عدم الثقة بين أبناء الوطن الواحد والتي لعبت فيها السياسات الأجنبية دوراً مقدراً في تأجيج جذوة خلافاتها بالإضافة للأخطاء التي وقعت فيها أنظمة الحكم الوطني بنسب متفاوت ة ولعلّ خطوة إعلان 9 يونيو قد أكسبت نظام الحكم الجديد بعض التأييد بإعتبار ان كل السودانيين يتوقون إلى حل سلمي يوقف طواحين نزيف الدم السوداني.
٭ إعتراف للمرة الأولى
منذ أن بدأت شرارة حرب الجنوب السوداني قُبيل إستقلال السودان بخمسة أشهر بعد تمرد بعض قوات الجيش السوداني ذات المكون الجنوبي في 5 أغسطس 5591م بحامية توريت، جاء إعلان 9يونيو 9691م حاملاً في ثناياه إعترافاً صريحاً بجذور تاريخية مشكلة جنوب السودان والتي أرجعها الإعلان إلى أسباب جذرية تاريخية ذات صلة مباشرة بوجود فوارق تاريخية ودينية وثقافية وإقتصادية بين جنوب السودان وشماله، فالسودان أو بلاد السود هو الإسم الذي أطلقه المؤرخون والجغرافيون العرب منذ القرون الوسطى على المنطقة التي تمتد على حزام الساڤنا والمحيط الأطلنطي غرباً إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقاً.. وقد أدى الموقع الإستراتيجي الوسيط وفقاً لما أورده د. محمد سليمان محمد في كتابه السودان حروب الموارد والهوية لأن يكون السودان ملتقى العديد من موجات الهجرة من داخل القارة الأفريقية وخارجها ما جعل عدداً من الكتّاب يطلق عليه «أفريقيا الصغرى»
وقد لعب هذا التداخل في السودان في إحداث الكثير من التجاذبات بين بعض المكونات الجغرافية خاصة الشمال والجنوب وقد لعبت الكثير من العوامل والأسباب الداخلية والخارجية دوراً أساسياً في تلك التجاذبات حيث يعتبر السودان منطقة تماس وإتصال جغرافي وحضاري بل هو دائرة تفاعل كبرى بين شعوب وقبائل القارة الأفريقية كما ان السودان يتميز بخصائص القطب المركزي الجاذب لشعوب القارة السمراء اذ تلتقي السلالات السودانية بمختل أثنياتها وعرقياتها.. ولعلّ فشل سنوات الحكم الوطني في إدارة هذا التنوع والتعدد قد أسهم في توتير اللأزمة بين الشمال والجنوب فبرغم التنبه اللاحق لتلك الفوارق المشار اليها الا ان معالجات المشكلة قبل اعلان 9 يونيو كانت كثيراً ما تتجاوز هذه الفوارق مما أدى ليكتب لها الفشل.
٭ الإعلان وإتفاقية أديس أبابا
من الثابت تاريخياً أن إعلان 9 يونيو فتح الطريق ومهددة أمام جنوب السودان لنيل كلمة الحكم الذاتي الإقليمي وذلك عبر توقيع حركة التمرد وحكومة السودان لاتفاقية أديس أبابا 2791م وفي هذا الصدد يقول الدكتور منصور خالد في كتابه «السودان أهوال الحرب وطموحات السلام.. قصة بلدين 11،11 وفي التاسع من يونيو 9691م أصدر نميري إعلانه الشهير الذي إعترف فيه بالإختلافات التاريخية والثقافية بين الشمال والجنوب وأكد فيه ان الوحدة بين شقي القطر لا يمكن ان تقوم الا على الإعتراف بتلك الإختلافات، كما وعد في إعلانه بحكم ذاتي إقليمي للجنوب، وبما أن الحزب الشيوعي لعب دوراً هاماً في صياغة ذلك البيان الا ان الفترة التي اعقبت خروج الحزب الشيوعي السوداني من مايو في 1791م شهدت اكثر الأحداث أهمية في تاريخ العلاقات الشمالية الجنوبية بعد مؤتمر المائدة المستديرة تلك هي الفترة التي إنعقد فيها اول اجتماع علني بين ممثلين عن حكومة وممثلين عن حركة تحرير جنوب السودان عقب مشاورات ولقاءات سرية في لندن بتوسط من مؤتمر كنائس أفريقيا.. وقد إنتهى الأمر لتوقيع إتفاقية اديس ابابا 2791م بعد لقاءات وحوارات ورعاية من الأمبراطور الأثيوبي هيلالاسي..
٭ عقبات في طريق الإعلان
قرارات اعلان التاسع من يونيو 9691م تعرضت لمقاومة عنيفة من جهات محلية واقليمية ودولية مما زاد حدة هذه المقاومة تلك المشكلات والعقبات التي إعترضت مسيرة مجلس قيادة ثورة مايو حيث تم إبعاد ثلاثة من أعضائه وهم المرحوم المقدم بابكر النور سوار الذهب والمرحوم الرائد فاروق عثمان حمد الله والمرحوم الرائد هاشم العطا وثلاثتهم اتهمهم رئيس المجلس المرحوم جعفر محمد نميري وبقية اعضاء المجلس بالعمل لصالح الحزب الشيوعي السوداني مما ادى لابعادهم واعفائهم من المهام السياسية والعسكرية في 61 نوفمبر 0791م وقد أدت هذه الأحداث للتمهيد للدخول في المفاوضات مع المتمردين حيث أبدى ثلاثتهم بعض الملاحظات والتحفظات علي الخطوات التي قام بها الرئيس نميري بعد إعلان 9 يونيو برغم أن الحزب الشيوعي السوداني قد لعب دوراً مهماً في صياغة الإعلان، مما إعتبر الرئيس هذه الخطوة بأنها تدخل في باب المعارضة للسلام... وقد فسر الدكتور محمد سليمان محد في كتابه السودان حروب الموارد والهوية هذه الخطوة التي قام بها المرحوم الرئيس جعفر نميري بأنها تدخل في سياق المقاومة العنيفة من بعض القوى المحلية والإقليمية والعالمية ذات الإرتباط بالحزب الشيوعي السوداني وحلفائه من الأحزاب اليسارية الأُخرى
٭ إنهيار أديس وتوالد الأزمات:
مثل إعلان 9 يونيو 9691م اطاراً مهماً للمفاوضات التي جرت بين الحكومة السودانية ومتمردي جنوب السودان والذي تمخض في ما بعد في التوقيع على إتفاقية اديس ابابا في مارس 2791م والتي وجدت الرعاية لاإقليمية والدولية حيث تمثلت مزاياها في الآتي:
٭ إيقاف حرب الجنوب السوداني التي إستمرت لسبعة عشر عاماً من أغسطس 5591م حتى مارس 2791م.
٭ منح الجنوب حكماً ذاتياً إقليمياً في إطار السودان الموحد.
٭ صدور الدستور الدائم للسودان 3791م وإعتماد الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان صيغة دستورية وقانونية لحكم السودان.
فبرغم النجاح الذي حققته الإتفاقية الا أن سنوات تطبيقها شهدت بعض سوالبها والتي تفاقمت وتضافر معها أسباب أُخرى أدت لإنهيارها تمثل ذلك في الآتي:
٭ تفاقم الصراعات الجنوبية الجنوبية نتيجة هيمنة قبائل الدينكا بحكم مؤثرات التعليم والثروة والإقتصاد والعدد السكاني على مفاصل السلطة التعليمية للحكم الذاتي مما ادت لململة القبائل الإستوائية من جهة والقبائل النيلية الأخرى كالنوير والشلك
٭ التدخلات المركزية المتوالية والمتزايد ة في الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان
٭ إعادة تقسيم الإقليم الجنوبي وفقاً لقانون الحكم الإقليمي حيث قسم لثلاثة اقاليم.
--
توقيعات .. توقيعات
{ حكومة الجنوب ماطلت في إستئناف إجتماعات اللجنة السياسية والأمنية المشتركة بينها والسودان ,ولعلها أي جوبا تحضر لمؤامرة جديدة وقد ظلت الحركة الشعبية على الدوام تعمل على عرقلة الترتيبات الأمنية حتى أيام اتفاقية نيفاشا وماتلى ذلك من تداعيات لاتزال تلقي بظلالها السالبة على العلاقات بين البلدين ,الحركة الشعبية يتضح من مواقفها هذه انها لاتريد الإلتزام بالترتيبات الأمنية التي وقعت عليها مع السودان ,فقط تحرص على تمرير النفط والاتفاقات الإقتصادية وهذا أمر غير مقبول ,الأن جوبا على المحك عليها اثبات حسن النوايا وتنفيذ الترتيبات الأمنية وطرد حركات التمرد ووقف دعم الحركات المسلحة اذا ارادت أن تكون هناك علاقات طبيعية وعلى الحكومة ان لا تتهاون في هذا الأمر لأنه يمثل تهديد لأمن وإقتصاد البلد.
{ بعض نواب البرلمان لايستحون ولايعرفون مسؤلياتهم التي انتخبوا من أجلها لتمثيل الشعب وأصبحوا تنفيذيون أكثر من الجهاز التنفيذي وتركوا مهامهم التشريعية والرقابة على الحكومة وتمثيل الشعب والدفاع عن قضاياه وهمومه المعيشية وغير مقبول ولا مهضوم أن يتبرع نواب ويقترحوا على المالية مواصلة رفع الدعم عن الوقود والسلع الإستراتيجية الأخرى لتزيد معاناة الناس وتثقل كاهلهم المطالبات المعيشية المتزايدة ,كيف يستقيم ذلك؟ ماهي النتيجة الإيجابية التي ظهرت من الزيادات السابقة على مؤشرات التنمية ورفع الإنتاج؟ هؤلاء النواب يبدوا انهم لا يعرفون متطلبات مواقعهم التي يشغلونها أو أنهم يرغبون في إرضاء الجهاز التنفيذي وفي الحالتين الكارثة أفظع.
{ إستفزازات القيادات السياسية والنخب المصرية تجاه للسودان فاتت حدها واظهرت جلافة وسوء كبيرين في المفردات والخطاب وذلك على خلفية انشاء اثيوبيا لسد النهضة وصلت حد وصف السودان بالقرف كما قال زعيم المعارضة أيمن نور في إجتماعات القوى السياسية مع الرئيس مرسي وواضح أن رأي السودان بعدم تأثير السد على السودان من ناحية علمية وبرؤية خبراء قد أغضبتهم وجعلتهم يطفقوا بهذه اللغة المتعالية مع أن السودان ظل دائم الوقوف الى جانب مصر بحكم الروابط التاريخية ولم يجني أي موقف ايجابي من المصريين على مر العهود وحتى في نظام الأخوان الأن ,ضحى السودان بأرض حلفا القديمة وهجر أهلها عشان خاطر عيون المصريين ليبنوا السد العالي الذي أغرق حلفا وجعلها مدينة تحت الماء ولم يقدر المصريين ذلك وظل السودان الى جانب مصر في الموقف من دول حوض النيل ولم يكسب شيئاً بالمقابل بل أسهم نظام مبارك في فصل الجنوب الذين يتباكون عليه الأن ودعموا حركات التمرد ولايزالون يستضيفون حركات الجبهة الثورية وأحتلوا مثلث حلايب وعملوا على (مصرنته) وهناك العديد من الأمثلة على المواقف السالبة لمصر على السودان ومع ذلك لم يعاملها السودان بالمثل ولانطالب بذلك فقط يجب أن يكون هناك إحترام للعلاقات الأزلية وتخير مفردات الخطاب السياسي وعدم اللجوء للتقليل من السودان .
{ سلطات الكيان الصهيوني أمرت ببناء الف مستوطنة جديدة في القدس ليتواصل مسلسل التهويد ولابواكي لثالث الحرمين وأولى القبلتين وعاصمة صلاح الدين وحلم عرفات الذي مات دونه مسموماً من قبل الموساد والخونة من الذين باعوا كل شئ حتى الضمير.
{ خرج منتخبنا من التصفيات وودع ولا أمل له بالصعود للنهائيات بعد الخسارة الثلاثية التي تلقاها على أرضه من المنتخب الغاني ولن يتقدم منتخبنا في ظل وجود هذه الإدارة الفاشلة في الإتحاد العام ومدرب استنفذ كل أغراضه اسمه مازدا ,مشكلة الكرة السودانية تتمثل في الإدارة التي هي علم قبل كل شئ والهلال النادي الأكبر في البلد يديره البرير رغم انف كل الهلالاب والكوادر الهلالية الناجحة تسد قرص الشمس انه الفشل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.