[email protected] حاولت كل الحكومات العسكرية حل مشكلة الجنوب وقد تبنى نظام الفريق ابراهيم عبود النهج العسكري للقضاء على المشكلة وعند فشله في ذلك اجتهد النظام في محاولة ايجاد حل سلمي بإشراك القوى المدنية والمثقفين كانت تلك هي النافذة التي أطلت منها القوى الحديثة في نقد النظام.. حيث زعمت تلك القوى أنه لا يمكن حل مشكلة الجنوب بمعزل عن حل مشكلة الحكم في الشمال. حاول النظام إيقاف تلك الندوات التي بدأت تجهر بعدوانها للحكومة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ندوة الجبهة الفلسفية بجامعة الخرطوم والتي كان من المقرر قيامها يوم الأربعاء الموافق 12/اكتوبر / 4691م حدث صِدام بين قوات الشرطة والطلاب أدى الى مقتل الطالب أحمد القرشي طه، أدى مقتل ذلك الطالب الى تفجر الوضع السياسي وبداية اندلاع الثورة التي أدت الى سقوط النظام في النهاية فكانت مشكلة الجنوب أحد الأسباب الرئيسية التي أدت الى نهاية حكم عبود. نجح النظام المايوي في حل المشكلة.. ففي بداية عهده أصدر بيان التاسع من يونيو 9691م اعترفت فيه الحكومة بمشكلة الجنوب وضرورة حلها جاءت إتفاقية أديس أبابا 2791م تتويجاً للحل السلمي، وقد أدى توقيع الاتفاقية بين الحكومة وقوات الأنانيا الى وقف القتال وقيام الحكم الذاتي الاقليميللجنوب وقد تم توحيد المديريات الجنوبية السابقة في اقليم واحد استمر الاتفاق لفترة عشر سنوات.. لكن انهارت الاتفاقية بسبب إعادة تقسيم الجنوب الى ثلاثة اقاليم بضغط من الاستوائيين حتى لا يتأثر الدينكا بالكتلة كلها.. ثم جاء فيما بعد تطبيق الشريعة الاسلامية فيما عرف بقوانين سبتمبر ليعود التمرد مرة أخرى بقيادة العقيد جون قرنق. كان تأزم الوضع العسكري في الجنوب.. الوضع الاقتصادي المتردي حدوث المجاعة في العام 4891م بجانب أسباب أخرى هي التي عجلت برحيل نظام مايو في انتفاضه ابريل 5891م بقيام الانقاذ 9891م تصاعد العمل العسكري دون تحقيق انتصار حاسم لطرفي النزاع أدرك الطرفان بعدها صعوبة حسم المعركة العسكرية لكليهما فبدأت المحادثات والجولات الحكومية التي انتهت بتوقيع اتفاقية نيفاشا 5002م والتي اعترفت بحق الجنوبيين من تقرير مصيرهم.. أما في الوحدة مع الشمال او الانفصال انتهى الامر أخيراً بعد فترة انتقالية عمرها ست سنوات بقيام استفتاء ادى الى انفصال الجنوب لكن دون تحقيق سلام دائم بين دولتي السودان.. إذ ظلت الكثير من المشاكل عالقة دون ايجاد حل لها.. تشترك الدولتان في حدود تبلغ أكثر من الفي كيلو متر توجد بها الكثير من المناطق المتنازع عليها. لازالت قوات الجيش الشعبي موجودتان باسم الغرفة التاسعة والعاشرة في جنوب كردفان وولاية النيل الازرق. لازالت مشكلة ابيي دون حل. لا زالت مشاكل البترول والحريات الاربع والجنسية والتجارة تراوح مكانها. وكأننا نعود هنا الى المربع الأول.. هل تدور الحروب بين الدولتين من جديد.. هل يكون السودان قد ضحى بالوحدة كما يضحي أيضاً بالسلام فلا يكون قد طال عنب اليمن أو بلح الشام.