[email protected] دعوة كريمة وصلتني من امانة مجلس الوزراء بخصوص منتدى مجلس الوزراء والذي انعقد بتاريخ 5/5/2013م للنظر في الموضوع اعلاه وللأسف الشديد كنت حينها خارج ولاية الخرطوم لظروف اسرية ولا اخفي عليكم حزني الشديد على عدم اجابة الدعوة التي تقلدت خطابها قلادة شرف وجعلته اميراً علي مقتنياتي الثمينة وافتخرت ايما افتخار بمخاطبتي من جهة كريمة كهذه وكاد ان ينتابني شعور انني صرت رقم لا يمكن تجاوزه في ساحات الفكر السوداني الثر لولا صوت زوجتي التي تخبرني بأن صاحب البقالة سوف لن يعطينا لبن بعد اليوم حتي ندفع المتأخرات . طبعاً سبب الفخر هذا ليس لأنها فرصة اشتم فيها رائحة الطبيخ السياسي عن كثب للقرب من المطبخ السياسي ولكن اعجبتني في الخطاب جزئية صغيرة جداً ادخلت السرور الي قلبي وهي (يخصص منتدى مجلس الوزراء القادم ) هذه الجزئية تعني لي الكثير بأن هنالك منتديات سابقة ومنتديات لاحقة وهنالك من المختصين والعلماء من يشخص الداء ويضع له الدواء ورغم غيابي عن المنتدى الا انني اثق تماماً من انه خرج بالكثير المفيد والسؤال الذي ربما زاد القارئ علماً بجهلي في هذه الامور ما هو الفرق بين مخرجات المنتديات ومخرجات الورش ومخرجات الندوات ولقاءات التفاكر والتشاور من حيث الزامية التنفيذ ومتابعة التنفيذ فالعنوان الذي تناوله المنتدى يتناول موضوعاً شيقاً ومادة غنية وشهية يسيل لها لعاب الاقلام , فرأيت ان ادلو بدولي في بلاد تكثر فيها الدلاء والتي دون شك تجلب الكثير من الماء الذي يتم دلقه فوراً على حواف البئر ثم ما يلبث القوم ان يتنادوا ويشدوا من عضد الواردين ان ادلوا بدلائكم مرة اخرى . وحديثي ان لم اكن مغروراً سوف لن يبتعد كثيراً عن مخرجات المنتدى واسمحوا لي سادتي ان افكك عنوان المنتدى فكلمة الجذب اظنها تعني الشد بقوة ويستشف منها ان الشيء الذي تريد جذبه ( مزرقن ) حبتين , المدخرات تعني اشياء ثمينة يجمعها صاحبها لأهداف ربما محددة أو غير محددة , والمهاجرين من الهجرة وهي ترك المكان مرغماً وهي تختلف عن السفر العادي وربما كانت تعني السفر بصورة غير ارادية أو ان هنالك قوة طاردة دعت الي الهجرة وفي الكلمة الأخيرة السودانيين مربط الفرس , بالطبع لن اخوض في شرح مفصل للسودانيين ولكني اذكر فقط ان الجرعات الوطنية السابقة وحب الوطن يجب ان يكون الدافع الاساسي والمحرك للشخص لجلب الخير لبلاده ودفع عجلة التنمية بها , لا اشكك في وطنية المهاجرين ولكني كثيراً ما اسمع السودانيين يطلقون السنتهم ويصفون السودانيين بأنهم غير وطنيين ولا يحبون بلادهم وهكذا يضيع السودانيون بين السودانيين الذين يصفون السودانيين بأنهم غير وطنيين واخشي ان يقود الامر الي اعادة النظر في تعريف كلمة السودانيين ,وبالرغم من ان المقام ليس للجدال في هذا الموضوع الا انني اختلف معهم تماماً ولنا للموضوع عودة . المهم عندما تضع الخطط لجذب هذه الاموال لا يمكن ان تبصم علي وطنية المهاجرين وحدها وتحملها فوق طاقتها دونما ان تسهم كمشرع وتنفيذي في وضع الضمانات التي تسهم في طمأنة هذا القطاع (الشقيان والتعبان ) فالموضوع اكبر بكثير من هذا فلا يمكن للمتحدث فيه ان يتناسى أو يغفل دور الفساد الذي افسد كل حلم جميل وأصبح غولاً تخشاه اعتى رؤوس الاموال العالمية ناهيك عن الافراد . لم اطلع علي موجز للمنتدى ولكنني عندما تأملت العنوان اشفقت كثيراً علي الذين تحدثوا فيه وتناولوه بالتفصيل لأنها حلول ومقترحات وخطط وبرامج ينبغي ان يكون علي رأسها تغيير جيل بأكمله وشعب شرب من كأس اليأس حتي الثمالة فسياسات العرض والطلب التي بنيت في بلاد العجائب علي استغلال الحاجة وارتفاع الاسعار فقط بسبب زيادة الطلب وعقلية مواطني بلاد العجائب الاقتصادية التي نهلت من مدارس ( اشتري وخزن ) وقوانين الاستثمار التي تترنح من لكمات النافذين وتقاطعات الاختصاصات والمصالح المتشابكة المتنافرة التي لم تتواضع في يوم لمصلحة البلد ومثال لها الضرائب والرسوم مجهولة النسب والترضيات والمحسوبية ومسوحات الشوارب ومعوقات البنيات التحتية وغيرها وغيرها جعلت من الرأسمال الوطني طائر يطير بجناحين يحط الرحال علي بوابات اسمرا وأديس والقاهرة وغيرها من عواصم الدنيا لتبقى الخرطوم لحين اشعار اخر . ختاما اكرر شكري لوزارة مجلس الوزراء وأمينها العام بالإنابة الاستاذ عثمان حسين عثمان وأتمنى دعوات قادمات .