جميل جداً أن يلتقي الراعي مع الرعية ليستمع لهم مباشرة دون وسطاء.. هذا ما نعرفه عن ما عرف باللقاءات الجماهيرية، أو المواجهة والمجابهة، لأن مثل هذه اللقاءات لو كان الحديث فيها قاصراً علي القيادات يسمى لقاء القائد بالقيادات ويعرف بأنه اجتماع عام أن لقاء محلية الخرطوم التنفيذية مع الوالي، حاول فيه المسؤولين عنه أن يرتبوا ويجهزوا له متحدثون جاهزون نادوا عليهم بالاسم إلا من رحم. عشان كده أقول بصراحة إن محلية الخرطوم، فقدت الروح القتالية والإبداعية المبادئة والمبادرة، بمثل هذه الأكلات الجاهزة الباردة حتى أصابته التخمة واللامبالا ة وأصاباتها بالأمراض الفتاكة لكثرة ما أكلت من سموم وأكلات حللية مطبوخة جاهزة في كل شيء حتى للأسف الشديد كان هذا طابع شوارعها واجتماعاتها ومؤتمراتها في الفتر ة الأخيرة حتى ما قامت به من إفتتاحات خاصة التي يحضرها الرئيس أو نوابه أو مساعديه وحتى سياد ة الوالي أخذوا يسوقوا ويفوجوا له من منطقة الى منطقة ولو تركوا هذه الإفتتاحات قاصرة على أهل المنطقة لعرف الكل الحقيقة المؤلمة في عدم عدالة التنمية وشفونيتها، ولو مسكت أحدهم لتسأله مامعنى الإفتتاح لا يعرف بدليل أّّنهم فتحوا مركز صحي السجانة اكثر من ثلاثة مرات المهم كان العشم أن يكون هذا اللقاء لقاء مفتوح تخلو فيه المحلية بين الوالي وأركان حربه بما فيهم المعتمد وأركان حربه والجماهير حتى يكون اللقاء لقاء لإخراج الهواء الساخن شفافاً وأكثر صراحة وجُرأة وبالبلدي دي لقاءات أمسك واقطع ما ينفع فيها نشوف ونرجع. الا أن سيادة المعتمد الذي أفلح جواً أن يدير هذه المحلية بطريقة أمينة حتى تمكن أن يضع كل هذه المحلية من خلال ضعفائها في عبه لذلك كان يوزع الفرص بالأسماء الا من استطاع أن ينفذ ب... الخ مما جعل العارفين لبواطن الأمور وخبايا المحلية أن ينسحبوا من اللقاء لأنهم ادركوا النهايات والإفضاء إلى الإنشاء والوعود. ونصيحة أقولها لبعض الأخو ة في المجلس التشريعي في ولاية الخرطوم من نواب المحلية في مثل هذه اللقاءات هم حضورا واستماعاً لأن الوالي يمكن أن يلاقوه عدة مرات ويمكن استدعاه للمجلس بمسائل مستعجلة كان المفروض أن يتركوا الفرص لقيادات وجماهير محلية الخرطوم. وأ قول لهم من مصلحتهم أن تكون هذه المحلية مقاتلة مصادمة في حقوقها وقيادات المحلية عارفة أن مشاكلها وكل قضاياها في الولاية كانت مياه كان مواصلات أو صرف صحي أو صحة علاجية أو طرق ومصارف معبدة عشان كده كان من المفروض أن يكون على منصة الوالي وأجهزته ولازال أغلبهم سنة أولى نيابة يتحدثون عن دوائر ولا يدركون المحلية كوحدة متكاملة تنفيذياً وتشريعياً وسياسياً ويعلمون أنه لا يمكن أن يستقيم الظل والعود أعوج؛ لأنه ببساطة لا يمكن أن نحارب البعوض في دائرة وتتركه ليعود غداً لبقية الدوائر خاصة وأن المصارف والشوارع المسفلتة تمر بكل الوحدات الإدارية.. كان عليكم أن تتساءلوا عن اكتمال أجهزة المحلية التشريعية لتوقف كل هذا التدهور التنظيمي لأجهزة المحلية ولتساعدكم في المثالية والمراقبة وعدالة التنمية والخدمات والدليل على أن الحكاية كانت محبوكة جهزوا المتحدثون قبل معرفة ماهي الخطة والإستراتيجية ومن واضعها ومن منفذوها لوجود أنها جهة واحدة يهمها العمل من خلال الفوضى المصطنعة.. لذا تمخض الجمل عن فأر وكانت القرارات فشنك معلقة في الهواء والهوى وتحصيل حاصل.. المهم الخرطوم عملت لقائها والحال في حالوا.. تحمل في جوفها الحفريات وهي مقبلة على العيد السعيد، ونريد نكد والنفايات مردومة في وسط الأحياء بالكوم والمحلية لا يمكن أن تحارب المخالفات لأنها أكبر جهة مخالفة..وعشان نعرف أنهم أصبحوا لا يبالون لما نسأل عن المصارف وحفرها وتطهيرها كل المسؤولين يقولون الخرطوم فيها مطرة أو مطرتين تجيء وتفوت ولا!! يا سياد ة الوالي، مالم يقال أن المحلية قبل حضور اللقاء عملت أفطار قيل لألف شخص كلف المحلية مبلغ وقدره لما يقرب من اربعين مليون جنيه في منتزه الزهور كان يمكن أن لا يتم هذا الصرف البذخي ما قلتم النسابة خشم بيوت لو اخترتم من فطاحيل أهل الزهور مجموعة والزمتموهم بأن يحضر كل شخص صينية لكان أبلغ رسالة تكافلية لهذا الحي الذي اشتهر أهله بالكرم ويستاهلوا الحديث والإنترلوك والإضاءة وهذه هي الشراكة والمشاركة الحقيقية وكان وفرتم المبلغ لدفع عيدية للغلابة واليتامى والمساكين في هذه المحلية.. على العموم نأخذ هذا اللقاء في إطار التواصل بين الراعي و الرعية وبهذه المتأسية ابتدع الزخ د. ابو كساوي الله يراه بالخير فهو رجلاً خبرة بالعمل في المحليات وأهدافها من المشاركة فقد عمل على تنظيم لقاءات برلمانية بين الجاهير ولجانهم الشعبية واركان حرب المحلية التنفيذية وكانت مواجهات حقيقية وثقافة للحكم المحلي، فكان يتحدث في البداية عن ميزانية المحلية كلياً ويعرف مدفوعات المناطق والوحدات الإدارية ويترك الناس تتحاور في حرية كاملة ولا يعطي فرصة المسؤول في الجهاز التنفيذي أو اللجنة الشعبية إلا بعد سماع الجمهور لقد عمل هذه التجربة في محلية الخرطوم عندما كان معتمدا ًعليها وفي أم درمان «سميت برلمانات اللجان الشعبية والكل من بعد ذلك يعكف لوضع الحلول والرواجع وقد تابعت اللقاءات الأخرى في محليات أخرى في الصحف والقصة واحدة وكشفت عن ضعف الأجهزة التنفيذية التي تؤدي الخدمات وظهر ضرر عدم المراقبة والمتابعة من الأجهزة التشريعية كان في الولاية أو في المحليات التي غيبت بفعل فاعل!! القصد واللقاءات شكلياً والكلام من مضمونها وكل حركة فيها بركة. يا سادة، يا كرام، في الولاية قد ضيعتم الفرص في المحليات وغيبتم أصحاب المصلحة الحقيقية وافقدتم محلية الخرطوم مميزاتها وسطيتم على عرق السنون من الخدمات والتنمية واصفر زرعها وأصبح كالهشيم تزروه الرياح.. وماكان لمثل مركز اركويت الثقافي الذي دفعت فيها المحلية دم قلبها من المليارات ووقف أربع سنوات أطلال روما القديمة. والله يطراك بالخير أُختنا الفاضلة الأستاذ حكمات حسن سيد أحمد معتمد الخرطوم الذي قاد أول لبنات التنمية في هذه المحلية وتركتها محكمة لغيرها ليحكمها ويستمتع بفتوحاتها وقد قال لي أحد دهاة المحلية:» جنكم فتوحات حتي منحتم راسنا ميدان مولع بأربعة لمبات عاملين ليه هيلا بيلا». صدق شيخي حبر الأمة وإمام الأئمة الشافعي الذي نثر الدرر حكماً وشعراً -رضي الله عنه وارضاه- قال: تحكموا فأستطالوا في تحكمهم وعما قليل كأن الأمر لم يكن لو انصفوا انصفوا لكن نعوا فبغى عليهم الدهر بالأحزان والمحن فأصبحوا ولسان الحال ينشدهم هذا بذاك ولا عتب على الزمن تم اردف قائلاً: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجوا ذا الزمن بغير ذنباً ولو نطق الزمان لنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضاً عيانا ثم قال أخيراً: محن الزمان كثيرة لا تنقضي وسروره يأتيك كالأعياد ملك الأكابر فأسترق رقابهم وتراه رقاً في يد الأوغاد «الوغد هو الساقط من الناس»..