لو عاوز تنسي همومك تروحا سيب الخرطوم خلى الخرطوم قوم بارحا ومن ثم يغرد النور الجيلانى بصوته العذب الرقيق مغنيا لجوبا الجميلة التى كانت يوما ما العاصمة الثانية للسودان بعد المثلثة وللحق فان جوبا مرتع للجمال والخضرة والماء والوجوه الحسان الغيد وجوبا مدينة خلاسية جمعت كل انواع الجمال السودانى فى رحابها الاخضر الذى تغسله الامطار التى تهطل اغلب العام لتزيده تألقا وبهاءا وتلبسه ثياب الروعة الموشاة بالطيبة السودانية رغم الاحن التى تمددت بيننا بفعل الاستعمار الذى بذل جهوده الخبيثة قبل ان يرحل وظل يطرق على الجراح التى تسبب فيها الى ان انفصل السودان الى جسمين ورغم ذلك ظلت المودة والحنين بيننا رغم عن صديقنا العزيز الطيب مصطفى الذى يرى غير مانرى وله حق فى موقفه الثابت الذى لايتزحزح فهو ردة فعل معقولة على ذلك الحقد غير المبرر الذى نفثه باقان ورفاقه فى جسد السودان الواحد حتى تم الانفصال. الان الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة ومن هذا المنطلق يجب النظر اليها فى ظل احترام يجب ان يكون متبادلا بيينا بحكم الجوار ولنا فى نبينا الكريم اسوة حسنة فقد اوصى على الجار حتى ظن الصحابة الكرام انه سيورثه و من نافلة القول ان ذلك ينبنى على حسن الجوار وكف الاذى فان كفوا اذاهم عنا فسيجدون منا كل الخير واكثر والا فقد علموا ان لحمنا مر وشكيمتنا قوية وقناتنا لاتلين ابدا ونشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا ولا اعرف لماذا لانشرب جميعا من صفو العلاقات واستقرارها وقد جربنا الحرب التى اخذت اغلى الرجال ويتمت وشردت مئات الالاف وقد ان لنا جميعا ان ننتبه لبناء اوطاننا التى دمرت الحرب اقتصادياتها ومازالت العدائيات تأخذ منا الكثير والاخوة فى الجنوب اكثر تأثرا لان عضمهم لايزال طريا وهم فى حاجة للاستقرار والتنمية اكثر منا. لقد مرت مياه كثيرة تحت جسور الجنوب وحدثت تغييرات هناك توصف بالايجابية الى حد كبير وان كنا لانستطيع ان نثق ثقة تامة كاملة لاسباب عديدة وتجارب سابقة ولكننا رغم ذلك نتفاءل بالخير عسانا نجده ونحسن الظن عسى ان يكون التغيير الذى تم فى مصلحة الشعبين الشقيقين فى ظل مايحدث حولنا من تغييرات اقليمية قد تسعى لتزيد اوار النار كيدا معلوما ليورئ سواءت ما صنعوا لانهم لايريدون للسودان الشمالى القوة بل يريدونه تابعا ذليلا حتى يسهل انقياده تحقيقا لمصالحهم التى لايعرفون غيرها كأنهم لم يسمعوا بتبادل المنافع والمصالح. اننا نرجو من الاخوة فى منبر السلام العادل ان (يبردوا شوية) ويعطوا الامل فسحة قد تتحقق فيطيب العيش وقد كنا ولانزال نعتقد ان منبر السلام العادل كان صوتا مكافئا ومعادلا للصوت الجنوبى الذى كاد للسودان الكبير حتى حدث الانفصال وكان خطابه الحار والحاد والقوى هو ترياق مطلوب كتيار وطنى لانشك لحظة فى اخلاصه لقضايا الوطن ولكنه لايرضى الدنية فى الوطن والوطنية ، لكل ذلك نرجو ان يعطوا الامل فرصة وان لايدلقوا زيتا فى هذه الايام وان يدعوا الله ان يكون التغيير الذى حدث فيه خير مرتقب ولاينسوا انه لاول مرة يخرج بعض الجنوبيين مطالبين بعودة الوحدة ومن اجل هؤلاء نأمل فى نجاح زيارة سلفاكير وهذا لايعنى ان الوحدة اصبحت على الابواب لان هناك الكثير يحتاج الى عمل مخلص ونوايا حسنة ومواقف على الارض آملين ان تحمل الزيارة جديدا.