[email protected] ما ان تخامرك الفكرة الرائعة وتداعب مخيلتك الموهومة احلام الجلوس فوق خط الفقر ولو للحظات فقط وتحملك قدماك الي اماكن تقديم خدمات التمويل الاصغر حتى وهنالك دوما اشياء تسير بصحبة حتى هذه . وهي فكرة ليست خاصة ببلاد العجائب فالنمور الاسيوية كانت سباقة في عمليات التمويل الاصغر الاخ الشقيق للتمويل الاكبر والقروض المليارية وهي لعبة للكبار فقط منذ القدم ولها من الضمانات والحسابات البنكية الدولارية الضخمة ما تقشعر له ابدان الفقراء , فالتمويل في حد ذاته ليس منة من احد ولا عيب نتوارى منه ولكن وويح قلبي من لكن هذه التي اصبحت البصمة المصاحبة لكل تعاملات بلاد العجائب . التمويل الاصغر ورغم صغر سنه وهوانه علي الناس هنالك من المصاعب والمطبات ما قبل ميلاده وبعد ميلاده ما هي كفيلة بإعدامه في مهده ونهاية احلام اصحابه البلهاء الا القليل , فقبل ميلاده يواجه صغيرنا الجنين بأمراض المحسوبية والمماطلة والضمانات التي لا توجد في الغالب لدى الفقراء ومن المحسوبية ما لا يخفى علي المكتوين بنارها فمن الناس من تكتمل معاملته في لمح البصر ومنهم من ينتظر السنين الطوال يعد الساعات والثواني يحلم بأن يناله حتي تنطفئ في داخله شعلة الحماس , وأيضا لا يخلو الموضوع من شبهة الفساد الاداري الذي يعطي من لا يستحق ويحرم من يستحق فالضمانات التي وللحقيقة اصبحت اسهل من الماضي ربما تنسف المشروع من اساسه والتي تتلخص في شيك الضامن وشهادة المرتب مما يجعل الفكرة تتنزل علي مقاسات معينة وفئة معينة من الناس . ايضاً من امراض ما قبل الميلاد ان بعض البنوك قامت بتقسيم المناطق الجغرافية الواقعة تحت ادارتها وتسليم مهام كل منطقة لموظف معين يسيمك الوان العذاب لو انك لم ترق له أو لو انك غير مسجل في دفاتر التوصيات الاجتماعية التي تأتي من الاهل والأصدقاء الا القليل من المحظوظين الذين تمت معاملاتهم بعد صعوبات جمة فيجد العميل نفسه مضطراً لخلق علاقة مودة وحميمية بينه والموظف المسئول عن معاملته فيها من المشقة والعنت وسؤ الظن ما فيها ان كان بالنسبة لك أو للموظف وفيها شخصنة للمواضيع والمعاملات التي ربما لن تسلم من اهواء وأمزجة الافراد ولا بد فيها من الاتصالات التلفونية والتهنئة بالأعياد والمناسبات الاجتماعية وطلب الشفاء وربما وليس كل الظن اثم اوقعتكما هذه العلاقة الاضطرارية في حبائل الفساد التي ربما كنتم تعلمانها أو تجهلانها كما ان هذه الطريقة العقيمة تخرج العمل عن المؤسسية والجماعية التي من المفترض ان تقل فيها امراض الفساد الي الفردية والشيطان دائما مع الافراد , ايضاً من ضمن امراض ما قبل الميلاد في عمليات التمويل الاصغر عملية فتح الحساب والمبلغ المطلوب لهذه العملية والذي ربما لا يتوفر لدي الكثير من الناس وهذا وحده ربما نسف المشروع من اوله , ايضاً من الامراض ما قبل الميلاد وبالرغم من ان اسمه التمويل الاصغر الا انه يولد ناقص الوزن هذيل الجسد لا تكاد تحس بتنفسه وهو تحديد مبلغ التمويل بمبلغ صغير جداً لا يرتقي لأن يكون اساساً للانطلاق نحو الفرار من جحيم الفقر ورغم ان القائمين علي الامر يعلمون ان هذا المبلغ الزهيد لا يسد الرمق في موجات الغلاء المتلاطمة ففكروا في فكرة كانت اسوأ من صغر حجم التمويل وهي فكرة التمويل المزدوج بحيث لا بد لمن يريد تمويلاً مشروع يتعدى المبلغ المرصود لذلك ان يشرك معه شخص اخر وهو اعتراف ضمني بمخاوف البنوك من فشل المشاريع الصغيرة فبحثوا عن ضحية اخرى تشترك في جريمة المشروع حتى يسهل استرداد المبالغ من الطرفين ولو ان هنالك ايماناً بنجاح مشاريع التمويل الاصغر وانه بإمكانه تسديد الاقساط فما الداعي لان يكون هنالك شريكاً اجبارياً فباستطاعة شخص واحد ان يدير المشروع ويسدد القسط من ريعه .اي مشروع هذا الذي باستطاعته توفير ارباح لشخصين تحت خط الفقر وتسديد الاقساط من ارباحه مع الحفاظ علي الاصول هذه الفكرة العقيمة تتماشى مع نظام المرابحة المصرفي الذي تصر عليه البنوك في عمليات التمويل الاصغر وهو نظام مصرفي لا يخدم الاهداف التي قام من اجلها التمويل الاصغر حيث تكون فيه البنوك الرابح الاكبر في حال نجاح المشروع أو فشله ولا تتحمل مع العميل اثار الفشل أو الانهيار وبرغم مناشدة السيد النائب الاول بعدم اعتماد نظام المرابحة في عمليات التمويل الاصغر وتبديلها بنظام المضاربة الذي تتحمل فيه البنوك جزءً من اثار الفشل الا ان القائمين علي امر البنوك يتعاملون بالمثل القائل (اضان الحامل طرشا) . هذه الامراض المصاحبة لفترة ما قبل الميلاد جعلت من الذين ينتوون القيام بعمليات التمويل لأحلامهم البريئة يفكرون آلاف المرات حتى لا تبدو خطواتهم كقفزات في الظلام الدامس التي ربما عادت اليهم بما لا يحمد عقباه . لن يشد الفقر رحاله عن بلاد العجائب حتى يكون رحيله هو المستهدف في استراتيجيات عباقرة بلاد العجائب . نواصل انشاء الله امراض الطفولة المصاحبة لما بعد الميلاد في مقالنا القادم .