مع قُرب التشكيل الوزاري الجديد ، والذي وعد صناع القرار ، وقادة الدولة به في الأيام القليلة المُقبلة وأنه سيكون فيه قدر كبير من المهنية ، والاحترافيه جلس معي ذات صباح صديق عزيز ، وعاشق للرياضة حتى الثمالة ، هو مريخابي حتى النخاع ، وأنا هلالابي « غير متعصب « .. وصار يتحدث معي عن هموم الرياضة ، وكيف ننهض بها ، وما هي المتطلبات في القيادات الرياضية للمرحلة المقبلة ... فقال لي صديقي «المريخابي القُحْ «: رغم أنني مريخابي والله أتمنى أن تختار الدولة في التغيير الوزاري القادم بروف كمال شداد وزيراً للرياضة ...؟؟!! كلام هذا الصديق عززه لي بكثير من الشواهد الإقليمية والدولية ، في مصر الآن وزير الرياضة أحد الرياضيين المخضرمين السابقين ، وكذلك في كان بيليا «الجوهرة السوداء» وزيراً للرياضة في البرازيل عملاق الكرة العالمية فنجح أيما نجاح ... وهنالك بلاتيني اللاعب الفرنسي العملاق أصبح رئيسا لاتحاد الكرة الأوروبي ... والعديد من الشواهد الماثلة أمامنا .. ولعل هذا الرأي يجعلنا نتساءل : لماذا لا يكون معيار الاختيار للوزارة احترافياً؟؟، وحتى متى نظل نضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب؟؟ والسودان يعُج بالكوادر المُتخصِصة والمشحونة بحب الوطن... ومتي نهضت أمة ، وازدهرت دولة وهي لا تحترم التخصصات ؟؟ ونحن في عصر التخصصات والاحتراف ... البروف كمال شداد رمز من الرموز الوطنية التي لها باعها الطويل ، وخبرتها العريقة في المجال الرياضي ، والإدارة الرياضية عبر حقبٍ مختلفة ، فهو لا عب وفني وإداري ونقابي وخبير ، وله علاقات عالمية واسعة مع «الفيفا «، «والكاف» وغيرها من المؤسسات التي تُدير الجانب الرياضي في العالم ، خصوصاً وأن السودان في هذا الوقت الذي تردت فية الرياضة ، كما أن هنالك ترديا في العديد من المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ... السودان كان في الجانب الرياضي- وذلك قبل أكثر من أربعين سنة - بطل أبطال إفريقيا في كرة القدم «الفريق القومي الذي كان يقوده الكابتن أمين زكي وصحبه الأبطال « 1970م ... إذا نظرنا إلى أنفسنا الآن نجد أننا تقهقرنا رياضياً للوراء «رغم أنني لست متابعاً ماهراً للمجريات الرياضية» ولكن منذ العام 70 من القرن المنصرم لم يصل السودان إلى مرتبة البطولة الكبيرة، رغم أن هنالك فرقا حافظت على مستواها سنين عددا، الفريق القومي المصري ، وفريق الأهلي المصري نال هذه البطولة حوالي ثماني مرات عبر تأريخه الممتد .. ونحن في زمنٍ أصبحت فيه الرياضة جزءا أصيلا من الهم العام ، ومحورا أساسيا من محاور تشكيل الرأي العام، وهنالك دول تنفق المليارات للنهوض بالرياضة، بغرض استيعاب أكبر عدد من الجماهير ، وفيها شيء من الترويح والتنفيس من الضغوط السياسية والاقتصادية التي تعانيها الشعوب ... البرف كمال شداد يدرك تمام الإدراك السير في دروب الرياضة ، ويعلم تضاريسها علماً حصيفاً ؛ لما لا وهو الذي عرك الميادين منذ الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم ، وخبر الجوانب الفنية، والجوانب الإدارية ، وترأس الاتحاد العام عدة دورات، شهد على نجاحه القاصي والداني .. والسودان يريد الوزير الذي يهتم ويرعي كافة الفنون الرياضية ، لا يركز على كرة القدم فقط ، ولعل الثقافة السائدة عندنا هي الاهتمام بكرة القدم وإهمال القطاعات الرياضية الأخرى..... فالمقولة الشعبية الرائجة « أعطِ الخبز لخبازه حتى لو يأكل نصفه « !! يعني أنك ستخسر النِصف إن كان الخبير غير أمين!! ونربأ بقيادتنا عن عدم الأمانة.. وأما إن كان المسؤول عن القطاع أو المؤسسة غير خبير أصلاً فستفقد الخبز كله، ويمكن أن تضيع المؤسسة ... والله سبحانه وتعالى يؤكد في القرآن الكريم ...» «وهل ينبؤك مثل خبير ..».. و«اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون « وقال العلماء إن أهل الذكر هم الخبراء ... ولعل الحديث عند البروف كمال شداد هو أنموذج للخبير الذي يقود المؤسسة التي يعلم خباياها ونريد أن يكون هذا نهج تسير عليه الدولة في كل الوزارات.. الطبيب للصحة ، والصحفي والخبير الإعلامي للإعلام ، والرياضي المطبوع للرياضة ، والخبير التربوي للتربية والتعليم، والمهندس الماهر للتخطيط العمراني وللكهرباء ، وللمياة ، والزراعي المتمكن للزراعة وهكذا... نحن في وضعٍ نحتاج إلى الخبراء أكثر من حاجتنا للسياسيين ، والنهضة الحضارية المنشودة عمادها العلماء وركيزتها الخبراء.... فاعتبروا يا أولي الألباب...