« الشعب يُحيّ صُمُود الرئيس «...هذه العبارة كانت ترددها عبر قناة الجزيرة، قبل أيامٍ قلائل إمرأةٌ مصريةٌ كبيرة في السن وهي تسير ببطءٍ شديد وسط الشارع العام، وهي تردد بإصرارٍ وقوه ، ولا تعبه بمرور المركبات، ولا مراقبة زبانية الإنقلاب - بُعيد المحاكمة الخجولة التي نظمتها قوى الإنقلاب ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي... المرأة تردد بقوةٍ حتى بحَّ صوتها ، ووهنت رجلاها، وهي ترفع شعار رابعة العدوية « أربعة أصابع باللون الأسود على خلفية صفراء « الشعب ... يُحيّ .... صمود ... الرئيس !!، وهي تقصد الرئيس» محمد مرسي « المنتخب من قِبل أكثر من 13مليون نسمة ، وهذه المحاكمة التي جرت ماهي إلا محاكمة أثيمةٌ لهذا العدد الكبير من أحرار وحرائر مصر في الزمن الذي ينادي فيه العالم كله بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ويقف بصلابة ضد الإنقلاب والإنقلابيين .. جلس القضاة الثلاثة على المنصة العدلية !!! وكل شخصٍ يعشق العدل ويريد القسطاس المستقيم يرجو ذلك - ويتوسطهم ويرأس المحكمة المستشار أحمد صبري ، وهو القاضي الذي أعطى البراءة للفريق أحمد شفيق « المرشح الخاسر أمام الرئيس مرسي ، وأحد أبرز وجوه نظام مبارك المندحِر ، والخصم اللدود للرئيس محمد مرسي ولتنظيم الإخوان المسلمين « ، وبجانبه المستشار أحمد أبو الفتوح ، وهو خريج كلية الشرطة ... والجانب الآخر جلس عليه المستشار حسين قنديل وهو من أقوى أنصار نادي القضاة الذي يترأسه المستشار أحمد الزند ، وما أدراك ما أحمد الزند ، وهو معروفة ٌمواقفهُ مع الرئيس محمد مرسي منذ أن أُعلن فوزه بالرئاسة ، ومحاولته الدائبة لتأليب القضاة ضد الرئيس المنتخب وافتعال الخلاف بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية ... بهذه الخلفيات القضائية والمهنية تمَّ تشكيل المحكمة التي تُريد محاكمة الرئيس الشرعي .... المشهد العام ... كان الرئيس المخلوع «محمد حسني مبارك» يتوارى خجلاً من الكاميرا ، وهو على آلةٍ حدباء محمول ، وكأنّ خطاياه في حق الشعب المصري ، والأمة العربية والإسلامية ، جعلته لا يستطيع النهوض ، أما الرئيس محمد مرسي كانت الكاميرا تتوارى منه خجلاً ، وكأنها تعاند « المُصور «.. وكأنها تقول له : كيف أُصور السلطة الشرعية بصورة الإجرام ، وأترك المُجرم والغاصب يتمرق بالسلطةِ ويعيث في الأرض فساداً عريضاً... والحوار القصير الذي دار بين الرئيس مرسي « المحبوس جوراً»ورئيس المحكمة ... حيث قال له رئيس المحكمة : « إلبس ملابس الحبس الإحتياطي ... فرد عليه الرئيس :» وهل أنا محبوس؟؟ فقال القاضي : نعم ... فقال الرئيس : « طيب فين» ؟؟؟ يعني أين كنت محبوس ؟؟ ... ولو عرفت أني محبوس فين للبست لك ملابس الحبس الإحتياطي فوراً!!!.... فبُهت الذي يُريد محاكمة الرئيس ... والله لا يهدي القوم الظالمين ... فرُفِعت الجلسة إلى مطلع العام القادم ...!!هذه الواقعة تعكس الحالة القضائية المصرية» ما بعد الإنقلاب» وتعاطيها مع هذه القضية الدستورية الحساسة .... قاضي بدرجة قاضي محمكة استئناف لا يستطيع أن يعرف أين كان محبوس من هو يريد محاكمته!! ، ولعلّ رئيس السلطة القضائية كلها لا يعرف أين كان محبوس « الرئيس «!! .. ومن أبسط قواعد العدالة أن يكون القاضي مُلم بالظروف والمكان الذي يُحبس فيه « المتهم « !! ونربأ بالرئيس الشرعي أن يكون متهماً !! ... أمن العدل أن يوضع رئيس حكم مصر بصورةٍ ديموقراطية لمدة عام واحد ، وتنسم خلاله الشعب المصري عبير الحرية التي ما عهدها لقرونٍ من الزمان ، فصار الإعلام يسخر من الرئيس شخصياً بصورةٍ تجلب الإشمئزاز ، ولا يسأله أحد ... مع الرئيس المخلوع « محمد حسني مبارك « الذي سرق ، وقتل وقهر، وعاث في الأرض المصرية والعربية والإسلامية الفساد لأكثر من ثلاثين سنة .... قل : هل يستويان مثلاً» ....» ما لكم كيف تحكمون «؟؟!! وحالة المرأة المصرية الثورية هي حال الشعب المصري قاطبةً فهو شعبٌ لماحٌ وذكي ، ويفيضُ بالنكتة والفكاهة ، صغيراً كان أم كبيراً ، ذكراً كان أم أنثى، ولعلّ ثورة يناير المباركة أعادت لهذا الشعب ألقه وعزته التي صادرتها منه عهودُ القهرِ والظلمِ والطغيان التي أمتدت لقرون ، تفنن هذا الشعب في رفع الشعارات الثورية ، وشعارات التعبئة والإستنفار ، حتى رسم منهجيةً واضحةً للشعوب التي تريد السير في المسار الثوري.. فهو أيقونة الربيع العربي الذي ستجني حصاده الأمة عزةً وعدلاً وحرية مهما ثبط المثبطون ، وبخس المتسلطون ، وتوعد الديكتاتوريون .. وبحقٍ وحقيقة كان صمود الرئيس مرسي أمام المحكمة يستحق أن تحييه كل الشعوب الحرة، التي تُريد العزة والكرامة والعدل والمساواة... وكأن الأحرار يرددون أمامه هو وصحبه الشرفاء الأبرار هذه المقاطع الشعرية: لا تأسفن على غدر الزمان لطالما ********* رقصت على جثث الأسود كلابْ لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ***** تبقي الأسود ُ أسوداً والكلابُ كلاب ْ تموتُ الأسدُ في الغابات جوعاً ***** ***** ولحم الضأن تأكله الكلاب