سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رسائل إلى هؤلاء قبيلة الزغاوة .. مارست «جلد الذات»
مخرجات ملتقى «أم جرس» ومنطق «أضخم الأبواب مفاتيحها صغيرة»
الهدف الحقيقي تحريك الأغلبية الصامتة من الزغاوة اللذين لم يرتكبوا جريرة التمرد وتلظوا بآثاره السالبة
ما زالت أصداء «ملتقى أم جرس» تتواصل والذي إلتأم الشهر الماضي برعاية الرئيس التشادي إدريس دبي وجُمعت فيه قطاعات واسعة من قبيلة الزغاوة على إختلاف مشاربها المهنية والثقافية والأكاديمية والعسكرية، وقد رحب المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بمخرجات الملتقى والذي مارست فيه قبيلة الزغاوة بكل مكوناتها السياسية والاجتماعية عملية نقد ذاتي أشبه ب«جلد الذات». هذا الملتقى برغم أهميته الإستراتيجية مثّل سانحة طيبة لأبناء هذه القبيلة الذين فرقتهم عشر سنوات أو يزيد من الإلتقاء حيث شهدت جلسات الملتقى حوارات ومداولات واختلافات في وجهات النظر إلاّ أن الجميع إنتهوا إلى حقيقة مهمة وهي «أن الحرب منبوذة مبغوضة» وأنها طالما ابتدرها بعض أبناء الزغاوة قبل ما يزيد على العشر لابد أن يتجاسر أهل المصلحة كلهم في دارفور وفي السودان سواء في قبيلة الزغاوة أو غيرها على التحرك وبفعالية وبسرعة متناهية لانجاز السلام. سؤال يحتاج لإجابة ما خرجت مخرجات ملتقى أم جرس إلى أجهزة الإعلام حتى تقافز لأجهزة الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والأسافير سؤال مشروع ومبرر وهو هل يمثل ملتقى «أُم جرس» بديلاً لمنبر سلام دارفور الذي ترعاه دولة قطر الشقيقة وأوصلت الحكومة السودانية وعدد من الفصائل المسلحة للتوقيع على إتفاقية سلام الدوحة؟ والتي بدأت الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية لدارفور وحكومات ولايات دارفور الخمس في إنفاذ مصفوفتها؟ والإجابة قال لي بشكل جازم وحازم مولانا محمد بشارة دوسة وزير العدل وصاحب مبادرة ملتقى أُم جرس والتي قادها بصفته الرسمية وصفته الشخصية كأحد أبناء قبيلة الزغاوة الفاعلين في المشهد السياسي السوداني وباعتباره سليل أُسرة «دوسة» المعروفة بأدوارها التاريخية والآنية في المجتمع الدارفوري بشكل خاص وفي السودان بشكل عام... قال لي مولانا دوسة بمكتبه ببرج العدل عصر السبت الماضي بالحرف الواحد: «أضخم الأبواب مفاتيحها صغيرة» وفي ذلك إشارة نابهة وذكية بأن ملتقى أم جرس مخرجاته يهدف للوصول للسلام في ربوع دارفور بهدف: ٭ بسط هيبة الدولة على الأرض. ٭ انجاز المصالحات القبلية والاجتماعية بشكل حقيقي. ٭ اقناع السياسيين والقادة الميدانيين بضرورة الجلوس والتفاوض. وكل ذلك في إطار مرجعية الدولة لسلام دارفور والمقررة في إتفاقية سلام الدولة.. صوت الأغلبية الصامتة: وعندما سألت مولانا دوسة عن السؤال الذي تردد كثيراً حول قصر الملتقى على أبناء الزغاوة فقط فرد عليّ بالقول: صحيح أن الملتقى كان خاصاً بقبيلة الزغاوة وبرعاية كريمة من الرئيس التشادي إدريس دبي وذلك لما يلي من أسباب: ٭ تحريك الأغلبية الصامتة من أبناء الزغاوة الذين لم يرتكبوا جريرة التمرد وتلظوا بآثاره السالبة «السياسية الأمنية الاقتصادية الاجتماعية النفسية». ٭ تكفير الجريرة التي ارتكبها بعض أبناء القبيلة بابتدارهم لتمرد دارفور وبمناطق دار زغاوة حيث تأثرت القبلية بتلك الجريرة. ٭ تضرر قطاعات واسعة من القبيلة بالتمرد بالنزوح واللجوء. ٭ الإسهام في إعادة صورة السودان الزاهية لدى المجتمع الدولي بإيقاف الحرب في دارفور. محصلة مخرجات الملتقى وبعد إنتهاء ملتقى أم جرس تكونت آلية للإلتقاء بأبناء قبيلة الزغاوة داخل السودان ودارفور وخارج السودان والإلتقاء بالسياسيين والقادة الميدانيين منه.. ففي ولاية الخرطوم على سبيل المثال تمّ التنوير بالملتقى ومخرجاته في عدد ثلاثين لقاءً تنويرياً في أنحاء محليات الولاية السبع، كما تمّ الإلتقاء بقواعد قبيلة الزغاوة في ولايات دارفور الخمس وكانت المحصلة: ٭ لا للحرب... لابد من إيقاف نزيف الدم. ٭ إحاطة أبناء القبيلة بالحركات المسلحة بمخرجات الملتقى. ٭التأكيد على السلام والتعايش السلمي وإبرام المصالحات وبسط العدالة. ٭ وإزالة آثار التمرد التي وقعت على الأرض والبيئة والتقليل من التي وقعت على الإنسان بقدر الأمكان. من أديس جاء خبر ويقين: فجر السبت الماضي عاد وفد رفيع المستوى برئاسة وزير الدولة بالنفط الأسبق المهندس اسحق آدم بشير جماع من اديس ابابا وكان قد التقى الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، والسيد مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان واللذين أكدا أنهما عازمان على الدخول في السلام بعد الاختراقات التي أحدثها ملتقى أُم جرس في ملف سلام دارفور وهذا الخبر اليقين الذي جاء من اديس يشير إلى أن مياه كثيرة ستجري من تحت جسر قبيلة الزغاوة ومن تحت جسر دارفور.