بعد إعلان القرار الجمهوري الذي قضى بتعيين اللواء أحمد خميس والياً على غرب كردفان الولاية العائدة والتي ردّ الروح إليها الانفصال بعد أن أزهقتها نيفاشا سامحها الله تقاطر أبناء الولاية نحو منزله مهنئين لا تسعهم الفرحة لا باختياره فحسب وإنما بعودة الولاية التي طال انتظارها وكما ذكرت من قبل إن الاختيار كان عبقرياً هذا بالرجوع إلى تركيبة مجتمع الولاية الإثني والصراعات السياسية والقبلية ولأني لم أستطع أن أتشرف بالشدّ على يده مهنئاً له بالفوز بثقة القيادة العليا وأهل الولاية أرسلت له رسالة هاتفية قلت له فيها بعد التهنئة والدعاء له بالتوفيق (إن مدحك الناس جهراً نحن معهم وأن لعنوك في سرهم فستتحول أقلامنا إلى مكبرات للصوت). في الانعقاد الأول لمجلس الشورى الولائي ساد المؤتمر الهرج والمرج بسبب التكتلات الجهوية في داخل الولاية وتقسيم المناصب وكاد الوالي أن ينسف المؤتمر بكلمة فقط قيلت في غير مكانها حين ذهب إليه نفر من تلك المجموعات المتنازعة لينصفهم فرد عليهم بأن عليهم قبول ما اتفق عليه أو الرجوع دون حضور المؤتمر كما هددوا و(الرهيفة تنقد) ولولا تدخل العقلاء من الحاضرين لحدث ما لا يحمد عقباه ووقتها سكتنا وقلنا إن الوالي جاء من المؤسسة العسكرية وأهل (الكاكي) معروفين بحسمهم وأدب الطاعة ثم اجتهدنا أن نجد له سبعين عذراً آخر. آخر حوار له في الزميلة (الانتباهة) عندما سئل عن الخلافات بين القيادات بالحزب الحاكم في ولايته وأنها دخلت المحاكم وهل سيتدخل لرأب الصدع ... كان رده أنه لن يتدخل وهذا شأن يخص أهل المظالم أن يعفوا أو يطالبوا بحقهم عبر القانون، وهذه أحسبها زلة لسان أخرى... كيف نسي أنه هو ولي أمر الجميع وأن ولي الأمر هو من يصالح ويصلح بين الناس وأنه والي في ظلّ حكومة تدعي أن دستورها القرآن؟. لا نريد الخوض في التفاصيل ولا الحديث عن مذكرة السلام روتانا ولا عما يقال إن الذين لجأوا إلى القضاء أجبروا على ذلك وإنما نصيحتنا للسيد الوالي نذكرك أن سرّ الكون هو الكلمة فإنك تدخل الجنة ب «لا إله إلا الله» وهي كلمة، ربما كلمة تهوي بالإنسان سبعين خريفا في نار جهنم، وأن الله إذا أراد شيئاً يقول له( كن) فيكون وهذه كلمة. سيدي الوالي فلتقل خيراً أو تصمت.