بدعوة كريمة من فتية أشاوس آمنوا بربهم، الذي زادهم هدى، لبيت دعوة عزيزه من أبناء الديامة الخلص لحضور ميلاد أمسية يفتح بها منتدى الفن والإبداع، بدارنا التي نريد أن تعمر بمثل هذه النشاطات الثقافية، حيث إن الثقافة من أكبر عوالم الوحدة الوطنية، خاصة في بلدنا السودان، وبالأخص في الديوم الشرقية ذات التعدد الثقافي والعرقي، هؤلاء الفتية تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشرة والثلاثين يقودهم شيخ الشباب عبد الحميد جادان ذلك الشاب الاجتماعي الذي وضع غرساً له في اللجنة الشعبية، ثم توارى عن العمل العام فترة طويلة، ثم جاءنا من أوسع أبوابه مع زمرة لأول مرة أعرف لهم نشاطا وعلى رأسهم الابن أشرف محمد أحمد الفحيل الذي شنف أذاننا بكلمة الافتتاح ثم تلاه المخضرم الأستاذ نور الدائم حسن نائب رئيس ملتقى القنا الأسري، بكلمة نيابة عن اللجنة مرحباً بالمنتدى والحضور، ثم تحول بيننا قادة المنتدى من الشباب وعلى رأسهم إبراهيم، معز، عمار، وكانت نجمة تقديم الفقرات اليافعة (سلافة هرون) التي حكت عن مولد نجمة إذاعية في المستقبل فهي تملك المعلومات وجرأة التناول ومعرفة المساحات الصوتية، خاصة ومن بين الحضور إسماعيل المهندس والد المبدعات الإذاعيات في قنوات السودان، الذي ألقى قصائد شعرية، أعقبه الشاعر ميرغني، وكان حضوراً أنيقاً الأخ الديامي ونائب الدائرة بمجلس تشريعي ولاية الخرطوم، الصديق إدريس بركية الذي تأبى نفسه دائماً وأبدا مشاركة الديامة في أفراحهم وأتراحهم يتقدم الكل رئيس الملتقى سعادتو محمد دفع الله رجب والثقافي المخضرم محي الدين ود المبارك، وأسعد أن يكون بيننا من الديامة المعتقين المخضرم محمد الحسين العوض أبو الناشئين الديامة وأحد بناة الرياضة في الديوم الشرقية، والكوتش جنابو محمد الخواجة، أول المدربين الذي تدربوا على يد الخواجة كرامر والأستاذ ود العز محمد سليمان وجمع غفير من الشباب والكهول محبي الثقافة وكانت المرأة حضوراً كعادتها، وتبادلت الفقرات الشيقية بصوت الشجية اليافعة (سلافة) التي قدمت المنتدى بكل سلام وخير، وأضفت عليه بعداً إبداعياً من فنون الأدب والإلقاء الشعري المميز ثم كانت الموهبة الطفلة (هبة محمد دفع الله) التي ألقت قصيدة عصماء، ثم اتحفنا بالغناء شباب في بداية الطريق لكنهم غاية الإبداع، ثم اعتلى المسرح الديامي الإعلامي المسرحي الابن طارق الأمين الحسن ليقدم فقرات من فرقة الهيلاهوب وعديل المدارس، فسرحت في الديامة وجالت بخاطري صورة الأخ المعلم المربي الأستاذ الأمين الذي كان يعتز بدياميته، وهو معلم فذ واجتماعي من الطراز الفريد، ويحب الثقافة، التي قادها معنا في نادي الأخوة لله يطراه الله بالخير الذي كان يعج بنجوم الثقافة والفن والإبداع، والأمين رحمه الله يا أحبتي إذا خرج من الماء فقد الحياة وهو كذلك كالكثيرين الذين تركوا الديوم جسداً ولكنهم تعلقوا بها روحاً، وماتوا من فراقها ومنهم الصديق المرحوم علي الصافي، ذلك البستاني المرهف- رد الله غربته- أخذنا حامد حسن مساعد من أصقاع أم درمان البعيد فهو لا يريد هذا البعاد ولكن نفذ القدر، أما الابن طارق الأمين الحسن فهو ذلك الشبل من ذاك الأسد، رغم بعده بيرسل سلامه، ويشارك أهله الديامة كل مناسباتهم، فقد تحدث فأوجع وأعاد الذكريات ثم استمعنا إلى فاصل «هولاهبي» وشعر فكانوا نجوما عطروا سماء المنتدى، وأعلنوا انطلاقته التي أتمنى ألا تنقطع بالرغم من معرفتي بأن الثقافة تحتاج إلى الرجال والمال، فما دام وجدوا الكوادر المال هين، خاصة من أمثال الوجيه الديامي عثمان جادان الذي قدم تبرعا لهذا اليوم، كيف وهو ذلك الشعلة المتحركة والتي تدرك أن الثقافة الشعبية والعمل الشعبي يحتاج إلى كل إنسان قادر على تقديم القليل، ويد على أيد تجدع بعيد. وأقول لأخوتي في ملتقى القنا شمال، لعب الورق وغيره لا يعمق الصلات كالثقافة، التي تجمع كل السنون فهلموا إلى عهد جديد، تكون الثقافة قائدة حياتنا تتخللها أيام أسرية ترفيهية. وإلى الأمام وفقكم الله، والله يعلم إنني منذ زمن طويل أفتش على شباب في قامة شباب (مربع أربعة إن) ودعوتنا لكم بالديمومة والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى ولي عودة.