[email protected] ٭ تداولت المواقع التواصلية الأسبوع الفائت عرض شريط فيديو لعدد من الشباب يغتصبون فتاة وهم في حالة فرح وإنسجام تام وكأنهم يمارسون لعبة رياضة، بغض النظر عن النتائج التي ستصل إليها الجهات المتخصصة وأظن كل الظن أنها توصلت إلى الجناة الذين مارسوا هذا السلوك المشين والذي لا يشبه في شئ سلوكنا وعادتنا وقيمنا وأخلاقنا، لا أصدر الأحكام جزافاً فالملف بكل محتوياته يخضع للتحقيق الجنائي، أود الإشارة إليه دون الدخول في التفاصيل عن تلك الجريمة البشعة ، لابد لنا من دراسة هذا السلوك الدخيل علينا هل الفراغ وضعف التربية والرقابة والفضاء الواسع والهجرات من دول الجوار للسودان والحالة الاقتصادية المتردية وغياب دور الأسرة والمجتمع وراء هذا الحدث الجلل الذي يهزنا ويرمي بظلاله السالبة على جيل المستقبل، والذي نأمل أن يتسلم الراية من بعدنا وبعد أن توافرت له سبل المعرفة والدراسة بالرغم من تردي الأحوال الاقتصادية ومساهمة الدولة في توسيع منافذ التعليم العالي؟ ليست من الحكمة أن لا ندرس وأن لا نحلل وأن لا نراقب ونستعجل توقيع العقوبات الرادعة على هؤلاء الشباب وما هو متاح الآن عن هذا الحدث البشع، وما ظهر منه وهل ما خفي دون الإدراك قد تكون أفظع وأشد إيلاماً ، دعونا نفكر بهدوء ونشرك الجميع في دراسة هذه الظاهرة السالبة على المجتمع السوداني المحافظ والذي يعتز دوماً بقيمه وأخلاقياته، دعونا أن لا نلقي النتائج على هذا الحدث وحده ونكتفي بذلك وله في تقديري العديد من الأسباب والتي قد لا تظهر الآن في ظل هذا الزخم والتقديرات الزمنية وتلك الأصوات التي ستنادي وتستغل هذا الحدث لتمرير أجندة تتوافق وما تحمل من أفكار فالقضية أكبر من ذلك. ٭ جاء في الأنباء بأن هنالك جهوداً مبذولة لإفتتاح قناة فضائية تبث من دارفور (نيالا ) لتنضم لبقية القنوات الأخرى ولا أسبق الأحداث ولكن أقول وبحكم مساهمتي المتواضعة في هذا المجال الإعلامي وبحكم انني قد شاركت في العديد من البرامج الإعلامية المتنوعة في دارفور وجنوب دارفور تحديداً فان هذا حتماً سيخدم دارفور ويساهم في حلحلة ما هو ناتج الآن إذ تم توظيف هذه القناة الفضائية صحيحاً بإعتبار أن دارفور هي كل السودان المتنوع بقبائله وأعرافه وتقاليده وعاداته وأن الإسهام الفاعل من القائمين على أمر هذه الفضائية يسهم في تفعيل مفردات السلام وتحويل كل المعاني السامية لخدمة هذه القضية. أعدد وأتناول هذه المفردات في لقاء آخر. ٭ كلما أتذكر شهر يناير يعتصرني الألم مع إن هذا الشهر كانت فيه طلتي الأولى وصرختي إيذاناً بميلادي في هذا الشهر بالرغم من انه أيضاً ميلاد كل السودانيين احتفالا بالاستقلال العظيم إلا انه يحمل في أحشائه الحزن النبيل والفراق الكبير إلى عالم آخر رحيل المبدع صاحب المدرسة المميزة في التطريب والشدو الجميل والرسالة القاصدة إلى بحور الأمل والأمان والحوش الكبير الذي يسع الجميع دون لون أو عرق جهوي، وظف كل ما يملك في سبيل تلك الرسالة وضحى من أجلها غربة ومرضا حين تنكر له البعض وهو الحادي فينا بالتساوي أمنياته أن تصبح الرواكيب الصغيرة مدن وأن يصبح أبناء السودان السمر أفراحاً وأعلاماً ورايات ترفرف في سموات هذا الوطن العريض.. حلمك ياصديقي مصطفى سيد احمد سيتحقق وإن طال السفر ستغرد العصافير ويرتاح عم عبد الرحيم و شفع الروضة يظللهم الواقع الجميل وناس أمونة وعشه وربيكا وفاطنة يغزلن في حوشك الكبير مناديل المحبة والوئام، وعمال الموانئ والتربالة والعتالة ينسجون بسواعدهم أغنية الحصاد والخير الوفير وتنعم البوادي وتغنى فينا أيها الحادي مسدار التلاقي ويمر يناير وأنت غائب، ولكن حاضر في دواخلنا بطلعتك التي لم تنحن إلا لله لك الرحمة والمغفرة. ٭ مرحباً بك المبدع الأستاذ / إبراهيم الصلحي في وطنك ورسالة أوجها للقائمين بأمر الثقافة هلا استفدتم من هذه القامة أثناء تواجده بوطنه وإفساح المجال له لتقديم الكثير من مخزون إبداعه في ندوات وسمنارات ومنتديات ثقافية.. آخر الكلام : وتظل أنت في حدقات العيون ومفردات التعامل أيها الوطن العزيز النبيل السودان لا زال الأمل وكل الرجاء أن تتوسع مواعين التلاقي والتواصل بين أبنائك.. إلى أن نلتقي.. يبقى الود بيننا