يلعب التوثيق دورا مهما في حياة الشعوب التي تنشد الرقى والتقدم وتبعث برسائل للأجيال القادمة حول النشاطات التي تهم الحياة البشرية وتبذل في سبيل ذلك النفيس والغالي لتكون الرسالة الإعلامية تراثا وارثا لأجيال قادمة ولعل المراد أيضا من هذه الخاصية – التوثيق –حفظ الحق خوفا من الضياع والالتباس بمرور الزمن .إستوقفتنى حقيقة ذلك اللقاء الرائع الذي بث على قناة الشروق الفضائية ذات نهار كنت أتابع فيه هذه الحلقة المميزة جدا من برنامج سفراء المعاني والذي تقدمه وتديره بحنكة ودراية الأستاذة روضة الحاج الأديبة والإعلامية الرائعة والحق يقال تلعب المواهب دورا كبيرا في هذا النشاط الاعلامى الذي يوثق للعديد من الإعلام والرواة في مجالات مختلفة تلك الجلسة المثيرة التي استضافت فيها روضة الحاج الروائي والشاعر والاكاديمى الاقتصادي السوداني الأصيل الأستاذ / د. طارق الطيب صاحب العديد من الروايات والأشعار والقصص الرائعة التي ترجمت للعديد من اللغات الإنسانية الحية. طارق الطيب روائي وأديب ذاع صيته في الخارج قبل أن يعرفه أبناء وطنه ،اشتهر عبر المنتديات الأدبية والثقافية والمهرجانات حيث مثل السودان ومصر والنمسا –دولة الإقامة – في العديد من هذه النشاطات وابرز ما يملك من موهبة ودراية وحصافة ورؤية أتاحت له أن ينال العديد من الجوائز العالمية ،استطاعت روضة الحاج أن تجبر المشاهد على متابعة الحوار بأسلوب سلس وراقي وتواصل بين كل الفقرات والتسجيلات الوثائقية التي حفظت للحوار ناصية جملت بها المتلقي ،فالأديب السوداني طارق الطيب يمتلك من الموهبة والقدرة على إشباع رغبات القارئ والمشاهد في العديد من كتاباته المتعددة ،والحلقة التي حفلت بها يوم الجمعة الماضي أعادت للذاكرة مجدا وللماضي صلة وللحاضر رؤية ... حيث تتابع الحوار دون مقاطعة والسرد دون إطلال والمفردة دون تكرار والحدث يؤكد الواقعة ويحمل في جوفها المعاني والمفردات والدلائل على أصالة المتحدث وموهبته التي صاغها بجمل من أفكاره وهمومه وهويته السودانية والروائي طارق الطيب بالرغم من بعده القسرى عن السودان إلا انه ظل يحمله في رواياته وأشعاره ورسوماته وأكاديمياته ولا غرابة أن يبشر الروائي السوداني العالمي الطيب صالح بذلك الفتي القادم من أعماق تاريخ السودان بمختلف قبائله وعادته وتقاليده و سلوك اهله في التثاقف والحكاوي . أن الاحتفاء بهذا الأديب العالمي تكريم له ولكل المبدعين السودانيين الذين يجهلهم وطنهم وأهلهم فهم سفراء في العالم يحملون أشواق الوطن وعيون الوطن فالواجب ثم الواجب أن تهتم الدولة ومنظمات المجتمع المدني بهذه القناديل التي أصبحت إعلاما ورايات يشار إليها في كل المحافل الدولية وطارق الطيب يحلم بوطن كبير يسع الجميع وفضاء يكسوه الأمل والترحاب بالحلم الكبير ويظل أيضا أن تفرد الدولة مساحة كبيرة لمساهمات هذا الأديب السوداني الأصيل وان تفتح له الابواب المغلقة، ولغيره منافذ التواصل بالداخل والخارج حتى يعرف أبناء السودان أنهم رواد العالم في مجالات شتى ومنابر عديدة فالمساهمات التي مازال يقدمها هذا القامة جديرة أن تكون ميسرة وفي أيدي الجميع . الي ان نلتقي .. ويبقى الود بيننا [email protected]