تابعت ما نشر في عدد من الصحف اليومية من مقالات بأقلام معروفة تناولت مواضيع خاصة بمراجعة حسابات كنانة وتسعيرة السكر، وأخرى كما نشرت بصحيفة «الإنتباهة» يوم الجمعة 28 فبراير عن إتجاه وزارة الصناعة لإعفاء السكر المحلي من الرسوم اسوة بالسكر المستورد. لا يختلف اثنان في نجاح كنانة كرأس مال عربي مشترك تساهم فيه حكومة السودان وحكومة دولة الكويت وحكومة المملكة العربية السعودية والشركة العربية للإستثمار والهيئة العربية للإنماء الزراعي ومصرف التنمية الصناعية ومجموعة البنوك السودانية وشركة سو جتز اليابانية وشركة الخليج لصيد الأسماك. الصورة الذهنية لهذه الشركة التي تشكلت عبر استراتيجياتها وفلسفتها وأهدافها وتجاربها القطرية والاقليمية والعالمية، هذه الصورة التي إرتبطت بالمساهمين والعملاء والراي العام ووسائل الاعلام. لكن أن نعمل على هدم الصورة الذهنية لكنانة أكبر مجمع متكامل لزراعة القصب وانتاج السكر في العالم وتصدير العديد من المنتجات باستغلال مخلفات السكر، وذلك بانتاج 145 الف طن متري من المولاص ومليون طن متري البقاس وانتاج 425 ألف طن سكر في العام ، هل هذا ما نريد؟ الاعلام الذي نريد في هذا الموضوع إعلام يعمل على إشاعة ثقافة المشاركة والنقد بموضوعية وعقلانية مما يؤدي إلى بناء ساحة وطنية رحبة وصحية. لقد ذكر الكاتب المشارك الاول في كتاب مملكة الذهب عثمان النذير في فاتحة الكتاب 14 ص. إن كنانة برهنت انها مثالا ناصعاً لجدوى التعاون الدولي الذي إنعكس في مزج التمويل العربي مع التقنية الغربية مع ثروات بلادنا الطبيعية مع الادارة السودانية، أورد ايضاً أن حجم المشروع كان هائلا وكذلك كانت المشكلات منذ اليوم الاول ليس فقط على صعيد استقطاب التمويل الكافي وإنما على صعيد العمليات نفسها، فقد زعمت الصحف وقتها أن المصنع لن يتمكن مطلقاً من انتاج السكر الخ.... وأورد غير أن المشروع في ذلك الحين كان قد حصل على المؤازرة التامة من حملة الأسهم الرئيسيين ، حكومة السودان ، دولة الكويت ، المملكة العربية السعودية، وكان من حسن حظ كنانة أن تعاون الدولتين الأخيرتين أنقذ المشروع من انهيار كان يتهدده ، وبالمزيد من التمويل الكافي. غدت كنانة الآن قوة هائلة لا يمكن اعتراض مسيرتها. في النهاية هل هي عملية تشويه مقصودة للصورة الذهنية لكنانة؟ وهل فات على الكثيرين تداعيات ذالك على الشركاء والمساهمين الذين ظلوا أوفياء منذ السبعينيات لكنانة أيقونة النجاح الإستثماري للشركات المتعددة الجنسيات. لا يفوتني أن أذكر القارئ الكريم والمهتم بقضايا السكر في السودان أن يقرأ قصة كنانة في كتاب مملكة الذهب الأخضر ، ليقف على الجهود الضخمة التي بذلت لبناء أكبر قلعة من قلاع التنمية الاقتصادية والإجتماعية تواصل فيها البذل و العطاء من قيادات ادارية وفنية و زراعية وبحثية وعمالة من مختلف التخصصات ، انها صفحات من تاريخ كنانة.. وللحديث بقية..