لقد تحدثت كثيراً لضمان استمرارية فعاليات الثقافة، لابد من تدخل وزارة الثقافة الولائية، وإدارة الثقافة بمحلية الخرطوم وأن تصبح هماً محلياً لتحقيق مقولة السيد رئيس الجمهورية بأن الثقافة هي اللغة التي توحد شعب السودان متعدد الثقافات، وبما أن الثقافة مكلفة في وسائلها، تحتاج الى الدعومات المعنوية والمادية. وحتى الآن لازال شباب حي القنا يتحمل نفقات أربع منتديات دللت على مقدراتهم وإبداعاتهم وتنوعهم الثقافي، من كراسي ومساوند وإنارة وأخرى يكرمون فيها الحضور. فقد تناول منتداهم الثالث فن الغناء الشعبي وسط حضور أنيق ظلّ يتزايد كل منتدى كماً ونوعاً من الرجال والنساء والشباب والكبار، وقد تلاحظ حضوراً جماعياً لجماعة ملتقى حي الزهور بقيادة زعيمهم صلاح والشاعر اسماعيل المهندس، وجماعة ملتقى نادي الصداقة بقيادة الأستاذ محمد سليمان في تواجد دائم للإخوة في لجنة الدار وعلى رأسهم الرئيس محمد دفع الله ونور الدائم وود المبارك وآخرين على رأسهم العالم الجليل أنور أحمد عثمان أستاذ الفضاء والفلك، قدّم فذلكة تاريخية الأستاذ الخبير (عباس) الذي ساح بالحضور منذ الطمبارة، ومن إبداعات هذا المتلقى والمنتدى ظل يقدم فنانين من الشباب الواعدين وعلى رأسهم من فرقة (شباب أحلى) الذي قدّم فنانهم جمال نماذج حية تجاوب معها الحضور خاصة في رائعته أغنية (ست الريد القاسية) ثم أعقبه بفاصل غنائي قدمه الفنان الشاب جمال النحاس ، من خلال تناوله لأغنيات الحقيبة للفنانين محمد أحمد عوض، وكمال ترباس والشجي خلف الله حمد، وكان ضيف المنتدى الفنان الديامي (كمال شاويش). ثم كان منتداهم الرابع في أمسية الأحد الثاني من فبراير بعنوان (الفضاء والفلك) وسط حضور جامع ونوعي من الديامة وضيوفهم يتقدمهم ابن الديوم الفريق كمال علي صالح ودكتور صلاح جادان، وضيف ولاية الخرطوم النقابي بالنيل الأزرق (موسى شاويش) وجماعات ملتقيات الديامة جماعة الزهور بقيادة صلاح، ثم جماعة الصداقة بقيادة محمد سليمان، وكان الحضور المهم على موعد مع محاضرة عملية عملية تناولها الخبير الفضائي الأستاذ أنور أحمد عثمان أستاذ علم الفلك بجامعة أم درمان الإسلامية، فقدم الممتع السلس السهل بمصاحبة البروجكتر، فكان غاية الابداع سوح بنا في الفضاء الكوني التي لاتساوي فيه حياة الإنسان جناح بعوض، وعجائب مخلوقاته، فكانت لحظات من التأمل في بدائع الخالق المصور، الذي قدر كل شئ، والقائل جلت قدرته (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ٭ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)، ويسبحون بحمد الله الواحد القهار ولم يقطع هذا التأمل إلا صوت الابنة (سلامة) مذيعة الربط الواعدة التي عادت من خلال المنتدى الرابع لتعلن عن (فاصل ونواصل) ليقدم من خلاله الفنان الشاب (غاندي السيد) الذي قدّم أغانيه الخاصة من شعر القامة (الشاعر مدني النخلي) الذي شرف المنتدى في صحبة حرمه، ثم قدم رائعات التاج مصطفى ومحمد حسنين وأغاني الحماسة التي ألهبت الديامة وتفاعلوا معها خاصة خفة الأغاني مثل (جربنا مرة ومرتين وأنت تحير) فقد حيرونا فعلاً بأبداعهم، ثم قدّم الشاعر الفذ الساخر مدني النخلي الذي قدّم شعره بكلمة رصينة قائلاً جئت من شرق النيل ورغم صعوبة المواصلات تواصلاً مع الديامة الأحباء لقلبه، لأنهم أهل فهم ووعي من قديم وبدأ بأبيات من أغنيات مصطفى سيد أحمد ذلك الراحل الذي سكن الديوم في آخر أيامه ثم انبرى للشعر الساخر خاصة من نوعية التجار الحرامية الذي قال عنهم عوموا الدولار وغطسوه وأغرقوه، وتحدث عن الذين قفزوا بالزانة من السير حفاة بالخرمة الى التوسان، من هنا أطلق نداء لكل المسؤولين في الدولة أن تسير على خطى وثبة الرئيس المشير البشير، أن لا طريق الى توحدنا إلا من خلال علو الثقافة وأن تكون هماً شعبياً محلياً تجد الدعم من حكومة المحلية.. التحية لكل الضيوف الذين شرفونا بحضور المنتديات والتقدير والوفاء لكل الشباب الذي يقود منتدى حي القنا للفنون والإبداع والشكر والتقدير لإدارة الملتقى الذين فتحوا قلوبهم قبل دارهم لفعاليات هذه المنتديات وربنا يكون في عون الجميع بالرغم من صعوبة المشوار وشدة التيار وقساوة الحياة والشكر لأعضاء اللجنة الشعبية حي القنا على المشاركة وللديامي الوجيه عثمان جادان الذي ظلّ يدعم بماله ومعنوياته.