برنامج من ذاكرة الشرطة.. بإذاعة ساهرون صوت الشرطة السودانية.. هذا البرنامج التوثيقي والذي يوثق لتاريخ الشرطة السودانية والذي يعده ويقدمه الإعلامي المتميز سعادة العقيد شرطة بروف عبد المحسن بدوي.. أتابعه باهتمام كل ثلاثاء ويعاد يوم الجمعة من كل اسبوع بمشاركة دائمة لمستودع تاريخ البوليس في السودان سعادة اللواء «م» أحمد المرتضى البكري أبوحراز.. في الحلقات الماضية استضاف سعادة اللواء معاش «بخاري» الرمز الشرطي المعروف.. ومن ضمن توثيقه لتاريخ الشرطة ذكر سعادة اللواء «بخاري» أن الشاويش النبطشي «العوني» وهي دائماً حاضر.. الشاويش «العوني» ولا أدري أن كان «العوني» هذا من أسرة «العوناب» الممتدة والعريقة والمعروفة بقريتنا «الزومة» ولاعب الهلال الأسبق الشهير «عادل العوني» من هذه الأسرة أسرة «العوناب».. المهم اتصل الشاويش النبطشي بسعادة اللواء شرطة وقتها بخاري يخبره بضرورة مقابلة الزعيم اسماعيل الازهري رئيس مجلس السيادة وقتها حالياً رئيس الجمهورية.. رحمك الله يازعيم الأمة اسماعيل الازهري. وعلى سعادة اللواء «الجعلي» أن يذهب لمنزل الزعيم الازهري بضاحية أم درمان وبالفعل الرجل ذهب وهو في حيرة من أمره لهذا الاستدعاء من رأس الدولة وقتها الزعيم الراحل اسماعيل الازهري.. المهم الرجل ذهب.. واستفسر العسكري الوحيد داخل كشك متهالك ان كان يعرف سبب هذا الاستدعاء فاخبره العسكري بأنه لا يعرف شيء عن هذا.. سعادة اللواء شرطة بخاري دلف لداخل المنزل.. منزل الزعيم الازهري ووجد الزعيم بالفعل داخل منزله.. وبعد السلام والمجاملة والحديث «للجعلي» بأن الزعيم اسماعيل الازهري وبهدوء شديد طلب منه بأن هناك موضوع بسيط كدي امشي شوف الحاصل شنو.. وتعال.. بالفعل سعادة اللواء الجعلي خرج وهو تتملكه الدهشة عن هذا الموضوع البسيط وعن هذا الاستدعاء الكبير.. فدلف مرة أخرى ناحية العسكري الحارس في الكشك واستفساره عن أية معلومة عن هذا الأمر البسيط فأجابه بأنه لا يعرف شيء أيضاً.. فاتجه لصاحب «كنتين صغير» والحديث لا زال للجعلي وسأله إن كان شاهد أو سمع شيء.. فأفاده أولاً بأنه أيضاً لا يعرف شيء.. إلا أنه استدرك أن هناك طلاب ثانوي عام في ذلك الزمان الجميل مروا وهم مجموعة أمام منزل الزعيم الازهري وهم يرددوا «فساد.. فساد.. فساد» وكان هذا أول «خيط» لهذا الاستدعاء المفاجيء.. وبعد التحري والتقصي اللازم اتضح في حقيقة الأمر أن العامل الجنايني في حديقة الازهري بأن مكينة التنظيف ونظافة الحديقة الخاصة بها قد أصابها «عطب» واستلف من زميله بحديقة البلدية «ماكينة البلدية» الحكومية لتنظيف الحديقة وارجاعها له.. حال الانتهاء من نظافة حديقة الزعيم الازهري وبما أن الماكينة مكتوب عليها «بلدية أم درمان» جعل الطلاب يهتفون «فساد.. فساد.. فساد» في إشارة منهم أن ماكينة الحكومة استغلها الزعيم الازهري في نظافة منزله الخاص واضح هتاف الطلاب دخل لأسرة الزعيم الازهري وهي التي أخبرته بذلك لذلك كان الاستدعاء للضابط بشرطة أم درمانجنوب «الجعلي».. المهم «الجعلي» دخل مرة أخرى على الزعيم اسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة في ذاك الزمان رئيس الجمهورية «حينئذ» وحكى له قصة ماكينة عامل الحديقة «المعطوبة» وماكينة البلدية «المستلفة» فقال والحديث لا زال للجعلي إن الزعيم الأزهري رد عليه وبلغة عربية رصينة أن العامل أي عامل الحديقة «غلطان.. غلطان.. غلطان»... وأضاف الزعيم وبلغة عربية أكثر رصانة.. كان عليه أي «العامل» أن ينتظر حتى أعود من القصر.. أما أن نصلح الماكينة.. ذاتها أو نشتري أخرى جديدة.. أي استنكر بشدة وهي سبب استدعاء «الجعلي» باستعمال ماكينة.. فقط ماكينة.. خاصة بالحكومة.. وهو على رأس الحكومة.. رئيس مجلس السيادة أن يستعملها «الجنايني» في نظافة منزله الخاص.. المهم في النهاية طلب الزعيم الازهري من «الجعلي» بضرورة تناول الغداء معه.. وبالفعل أتت صينية الغداء.. عبارة عن ملاح قرع.. ورجلة وصحن سلطة.. وصحن رز.. هذا غداء رأس الدولة رئيس مجلس السيادة الزعيم الأزهري.. رحمك الله يا زعيم الأمة الراحل اسماعيل الأزهري أبوالوطنية ونحن في هذه الأيام نحتفل البلاد بالذكرى المجيدة لاستقلال السودان الذكرى 58 لرفع علم السودان والتحية لسعادة اللواء الجعلي لهذا التوثيق المشوق وبهذا الأسلوب المرتب.. وبهذه اللغة الرصينة والمحببة للنفس.. والتحية موصولة لسعادة العقيد بروفيسور محسن بدوي.. ولكل العاملين بإذاعة ساهرون صوت الشرطة السودانية.. وتحية خاصة لبرنامج من ذاكرة الشرطة ولكل العاملين بشرطة السودان ضباط وضباط صف وجنود ومن الشعب ألف تحية لرجال الشرطة السودانية..