إجترحت جموع مواطني الخرطوم أمس شجنا وهي تشييع في موكب مهيب الشاعر والمناضل والناشط محجوب محمد شريف الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض إمتد لقرابة العشر سنوات تنقل فيها بين الخرطوم وبرلين والقاهرة للعلاج. وعانى فيها من الإعتقالات المتكررة والمتعددة بسبب خطه السياسي اليساري وعمله ضمن منظومة الحزب الشيوعي السوداني. تلقى محجوب شريف تعليمه الابتدائي والاوسط والعالي بين اعوام 1956-1968 في مدارس المدينة العرب ومعهد التربية بالخرطوم وعمل منذ العام 1968 وحتى عام 1978 معلما بالمدارس الابتدائية ومسؤولا للمناشط التربوية بالمدارس الحكومية وفصل للصالح العام في عام 1989 وانتقل للعمل في مدارس حتى العام 2005.وهو متزوج من الأستاذة أميرة الجزولي ( معلمة تعمل إدارية في جماعة الخرطوم( له بنتين مريم محجوب شريف ) تخرجت من كلية الاقصاد والدراسات الاجتماعية كلية الخرطوم من مواليد 1983م، ومي محجوب جامعة السودان كلية الفنون الجميلة من مواليد 1987 م. هذا وشهدت مدينة أمدرمان موكب تشييع كبير ومهيب سار من قبالة منزل الراحل بالثورة الحارة(21) إلى مقابر أحمد شرفي في الحارة الأولى مروراً بشارع (الثورة النص) وبكل حاراتها ووسط زخم إعلامي كثيف وحضور جماهيري فاق الوصف والكلمات. حيث تداعت جموع جماهير الشعب مشيعة الفقيد وسارت وهي تحمل الجثمان وتهتف بأنشودته الثورية (ماك الوليد العاق لا خنت لا سراق) تمام الساعتين والنصف، والمنظومة المشيعة التي أمتها كل أطياف المواطنون تقدمها كبار السن والنساء اللائي شكلن حضوراً تاريخياً لافتاً لاول مرة في موكب جنائزي مختلف. فيما خلا موكب التشييع من أي حضور رسمي تقدمت مجموعة من الأحزاب والتنظيمات السودانية الموكب وسارت بمحازة بعضها وهي تشييع الراحل. هذا وقد صلت أعداد غفيرة من المواطنون صلاة الجنازة على الراحل وأمها الشيخ (محمد أبو). والذي إنتهى في تمام التاسعة مساء . الخرطوم برغم أنها شيعت واحداً من كبار مثقفيها ورموزها الوطنية إلا أنها سجلت تكريماً فاق النظير أكدت به على علو كعب الثقافة والشعر ومحبة الناس للشعر والشعراء والفكرة والمبدأ وإنتشار ثقافة الخب والخير والجمال (ونواصل غداً) -- وفاة نجم الكرة المصرية طه بصري الذي عشق السودان وأهله بصري شارك في صالون الراحل سيد أحمد خليفة.. وزامل عمر النور في الزمالك المصري نعت أخبار القاهرة أمس الرجل الخلوق الهادي الذي لا يحدث ضجة إلا إذا لامست الكرة أقدامه داخل الميدان، وهو نجم الزمالك السابق طه بصري بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز ال 68 عاماً.. وطه بصري، مصري يعشق السودان أحرز مع الزمالك بطولتي الدوري والكأس، وشارك مع المنتخب المصري في كأس الأمم الافريقية اعوام 70 74-- 1976م وبعد اعتزاله عمل بالتدريب وكان أول من تبنى تدريب فريق أنبي بعد صعوده للدرجة الأولى في الدوري المصري.. زار السودان مؤخراً في منتصف 2013م وشارك معنا في صالون الراحل سيد احمد خليفة الذي اقيم بمزرعة عصام الشيخ، وكان عنوانه (تكريم جمال الوالي وتكريم نجوم الكرة المصرية).. حيث جاء طه بصري وعمر التوم وسمير محمد علي وقرن شطة.. التقيت به على هامش الصالون، فقال لي: إن عشقاً خاصاً يربطه بالسودان وأهل السودان.. وتمنى من كل قلبه أن تتكرر هذه الزيارة مرات ومرات.. ونال يومها شهادة تقدير وعرفان من مارسلاند والدكتور جمال الوالي.. كان طه بصري نجم ذلك اليوم الذي امتد الى ما بعد منتصف الليل كان نجماً بهدوئه ورزانته.. كان نجماً بحديثه الصامت.. كان نجماً بأناقته.. كان نجماً بعشقه للسودان وأهل السودان. غادرنا وفي نفسه بعضاً من حنين العودة.. وكل الرضا بهذه الحفاوة البالغة.. رحم الله طه بصري بقدر ما قدم لبلاده وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء..