[email protected] تُبني علاقات الناس بالمودة والتراحم والتواصل وفي سبيل استدامة هذه الخاصية والتي يتفرد بها الشعب السوداني دون بقية الشعوب الأخرى داخلياً وخارجياً وما يترتب عليها من مسارات تلقي بظلالها الوريقة على هذا التعامل . والريف السوداني البسيط والذي مازال يحتفظ بهذه الخاصية وبالرغم من المتغيرات التي طرأت عليه بفعل عوامل الهجرة والضغوط الاقتصادية والطبيعية التي عمقت الأزمة إلا أن هذا الإحساس يسوده التراحم والتكافل يظل قائماً وتظل سمة أساسية في التعاطي اليومي والمفردات التي ابتكرها الريف السوداني والمواطن البسيط من قيم أخلاقية استوعبت كل المتناقضات التي تطرأ بين الحين والآخر ، ليس كل التعامل يبنى على المصالح الشخصية وتقديم مصلحة الجماعة على الأفراد حين تغلب عليها الممارسة والآراء التي تواضع عليه الفرد من خلال تعامله مع الجماعة قد يحدث بعض الخلل إلا أنه يظل مجرد إشارة لدراسة تساعد على تبيان هذا الخلل الذي يشبه عاداتنا وتقاليدنا وتبقي الإشارات الحمراء رهينة هذا التغيير ولمصلحة التفاعل الجماعي لابد من وضع تلك التجارب التي بُنيت عليها هذه المعاملات والتي لن تنفك ترمز الى خصوصية هذه العلاقة وما بقي من ممارسات حميدة في التكافل والتراحم الجماعي بالرغم من العقبات الى حد تؤدي الى تقليل هذه الخاصية بكل ويظل الأمل معقوداً على خصائص تكوين المواطن السوداني في تعاملاته اليومية.. وليس كل التعاملات مسورة بالمنفعة الآنية أو الارتباط اللحظي بها .. وتبقي التفاهمات البسيطة ديدن التعامل دون التلويح بالسؤال عن أمهات التي قدمت أو صغائرها من المنافع لماذا لا نوسع دائرة الاهتمام بهذه التفاهمات البسيطة لتصبح عميقة عمق المعاني والدلالات الطيبة لهذه الخاصية ، عوامل كثيرة قد لا تساق على تطوير هذه الإشارات حيث تلعب المتغيرات الاقتصادية وحاجة الناس الى التغيير لمواكبة التطورات المتسارعة بحكم تطور التقنية الحديثة والتي أصبحت سمات العصر أي التنازلات في العديد من المعاملات والتفاهمات اليومية ويمكن وفي ظل هذا التغيير أن تتبدل مفردات التعامل أيضاً والمرجو والمرتجى أن تتحسن المفردة والقفز فوق هذه التغيرات وقد نحتاج إلى دراية بالمتغيرات الطارئة ، لماذا تغير الحال وانعدم ما هو مألوف في التعاملات اليومية بين الناس ، هل الوضع الاقتصادي هو المحرك والباعث لهذا التغيير أم التقدم المتسارع في الاحتياجات اليومية أم القرى أصبحت مدناً بفضل انتقال وتحسين الخدمات أم المتغيرات العالمية أسهمت وبقدر كبير في هذا التحول المفاجيء ولماذا لا توظف هذه المتغيرات لجهة تحسين المعاملات مع بعضنا البعض ، ولماذا لا نحس بالآخرين من خلال المعاناة التي يلاقيها أهلنا ومعارفنا في الضيق وعند الحاجة دون المساس بتلك الخصائل التي تميزنا عن الآخرين . بخلاف ذلك : التطور التكنولوجي له فواتيره وديونه ونأمل أن لا نسدد ذلك من قيمنا ومثلنا السودانية الأصيلة.. إلى أن نلتقي ... يبقى الود بيننا