كان إنساناً بعمق الكلمة وحكيماً، كان إنساناً بشوشاً وحليماً يده إن صافحت فهي كلثم، وضم قلبه المفعم إنسانية مثل الخضم هيئة محتشمة طلعة مبتسمة طيبة مرتسمة كان إنساناً بمعنى الكلمة صلاح أحمد ابراهيم (يا وطني- قصيدة أسعد) ظل صاحب مجلة اليوم السابع(الفلسطيني بلال الحسن) يلاحق الشاعر والسفير الراحل صلاح احمد ابراهيم ليكتب مقالاً راتباً في مجلته بالحاح شديد حتى تحصل على الموافقة فكان ميلاد عمود (جديرون بالاحترام) للكاتب الكبير الشاعر صلاح احمد ابراهيم فهل مازال في حياتنا أناس جديرون بالاحترام شخص هو انسان بمعنى الكلمة حسبما جادت بها قريحة شاعرنا الكبير صلاح احمد ابراهيم في صيدة أسعد ديوان يا وطني، تلك الابيات التي جعلتها مدخلاً لمقالي عن أحد رموز السودان في مجال الاقتصاد رجل قاد أعباء وزارة المالية في ولايتي جنوب دار فور والبحر الاحمر وارسى فيهما نهج اقتصادي محترم وسيرة عطرة ثم تدرج الى ان وصل الى منصب وزير الدولة بوزارة المالية الاتحادية فكانت لمساته حاضرة خلال وجوده في الموقع ثم عاد الى موطنه والياً ثم جاء وزيراً للمالية الاتحادية، وخلال فترته تعرض لحملات إعلامية مكثفة، صمد الرجل صمود الجبال الراسيات واستمر في برامج الاصلاح الاقتصادي رغم رفض الكثيرين لأنه يعلم بأن العلاج قد يتطلب الكي بالنار في بعض الآحايين، اجتهد الاستاذ علي محمود كفارس لعله تقمص سيرة جده تورشين دواس اللمي ليكبح عناد الدولار الذي اقتلع الاخضر واليابس مستفيداً من انسحاب ايرادات البترول والأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم بقوة اعصار اوتور الذي ضرب الصين مما أدى الى عجز في ميزان المدفوعات وجعلت من الكثيرين الغلو في اعتقادهم بأن الوزير عاجز عن وضع الدولار في حده واستمرت تلك الهجمات حتى نال الوزير (علي محمود محمد) كنية الوزير السابق وجاء خلفه لنضع بيض احلامنا في اصلاح الحال حيث فضاءات البيرقر والهوت دغ بدلاً عن الكسرة تلك المزحة التي التقطها احد الاعلاميين ليخرج للملأ صائحاً على طريقة ارشميدس وجدتها وجدتها، فصارت الكسرة بقدرة قادر منصة صواريخ لاغتيال (علي محمود) سياسياً وأخيراً اكتشفنا تسنامي جدد ضرب مفاصل الاقتصاد السوداني والدولار اندفع بصورة أكثر من سابقه، وصارت العودة الى الكسرة التي اعتقد البعض ان دعوة الرجوع اليها منقصة بحق الوزير السابق حلماً.. لكن المشكلة الحقيقية التي يريد البعض تجاهلها عمداً أن وزراء المالية خلال سنوات الرخاء (أيام البترول) لم يعتمدوا منهج مستمد من فكر نبي الله يوسف عليه السلام في مواجهته للسنوات العجاف التي جاءت عقب سنوات الرخاء، فمن الطبيعي ان يتدهور وضع الجنيه السوداني الذي كان يشكو الاعياء الى مرحلة الدخول في غرف الانعاش بل وصلنا الى مرحلة الموت الاكلنيكي او الانهيار التام وبدأ الناس يتذكرون الوزير على محمود وكسرته المغضوبة عليها من قبل الوسائط الاعلامية، إن الهجوم على الوزيرالسابق كان لاغراض اخرى ليس منها مصلحة البلاد والعباد لان الاصلاحات التي أقرها علي محمود هي التي تسير البلاد وهي تلك الاصلاحات التي اقرها لسد زرائع وسيول الإنهيار الاقتصادي، نعم نؤكد أن وزراء المالية الذين سبقوا علي محمود وخاصة الذين جلسوا على كرسي الوزارة أثناء سنوات الرخاء لم يستلهموا خططهم من قصة سيدنا يوسف عليه السلام حينما استلهم رؤيته المرشدة من علام الغيوب سبحانه وتعالي بتفسيره رؤيا الملك (عزيز مصر) حول تفاصيل البقرات السمان والعجاف والسنابل السبع باستمرار الرخاء سبع سنوات ويعقبها سنوات قحط تستمر الى سبع سنوات أيضاً فعمل خطته الاستراتيجية الفريدة بعد أن صار وزيراً لمالية مصر مستفيداً من تجربته في إدارة وتنظيم المساجين في السجن حينما كان سجيناً حيث آمن به البعض أو جلهم كرسول ونبي، وحينما أراد تنفيذ خطته اختار فريق عمله من المؤمنين به وقلدهم ارفع المناصب ليساعدوه في تنفيذ خطته الاستراتيجية بدقة فاستطاع بذكائه وبفضل الله ان ينجح في تخزين القمح لمدة سبع سنوات بذلك استطاع الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم سيدنا يوسف عليه السلام بفضل الله الواحد الوهاب أن يدير الأزمة الاقتصادية بكفاءة عالية ومتميزة ليست بمصر بل في جميع المناطق التي تقع حولها لأنه كان قائداً عظيماً وربى حوله قادة عظام بعد أن كانوا في ظلمات السجون أصبحوا قادة يحركون أمة وواجه الأزمة ببراعة وامانة وكفاءة مشهودة من ملك مصر آنذاك حتى ان النبي الكريم يوسف عليه الصلاة والسلام كان يبيع القمح دولار ذلك الوقت بنفس السعر قبل الجفاف لم يرفع الأسعار كما أنه وفرّ طعام الحيوانات من السنابل وأي كفاءة اقتصادية أعلى من ذلك تأملوا نقاء ومصداقية هذا الوزير النبي القائد العظيم على الرغم من الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي لم تمر على مصر بل على المناطق من حولها حينها لم يشتك أحد من قلة الزاد أو غلاء الأسعار وإنهيار التجارة لا في مصر ولا في جميع المناطق المحيطة بمصر قارنوا هذا، والمسؤولون الحاليون في جميع الدول يتحججون بأعذار واهية و نقول لهم أنظروا ليوسف عليه الصلاة والسلام الوزير القائد كيف أدار الأزمة وأي أزمة أكبر من ذلك (قحط السبع سنين) حيث لا ماء ولا زرع فهل من حجة للمسؤولين في الدول أن تكون الميزانيات بالخسارة فيوسف عليه الصلاة والسلام في أعلى درجات الفقر والقحط عاش هو والشعب وشعوب المنطقة كلها في رغد عيش إنها المصداقية إنها الأمانة فأين لنا كأمة بمثل يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام صدق الصادق المصدوق الرسول والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم إذا لقبه الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم جعل من انتاج سنين الرخاء لمواجهة عجز الانتاج في السنوات العجاف قد يتبادر في ذهن القارئ عن علاقة قصة سيدنا يوسف بواقعنا، أليست بنود نيفاشا حقاً لتقرير المصير بعد خمس سنوات وخلال الفترة الممتدة من توقيع الاتفاقية وحتى الانفصال ماذا فعل وزراء المالية خلال تلك الفترة ألسنا ندفع ثمن سياسات خرقاء لوزراء لم يوفروا الدولار الاخضر ليومنا الاسود هذا أم صرفت الاموال من أجل وحدة عصية لن تتحقق الا في دماغ من لم يقرأ الواقع او من يفترض ان المال قادر على تحقيق كل شيء، ان علي محمود رغم الحملة الضارية التي واجهها استطاع أن يعبر بسفينة وزارته الكتل والعوائق الكثيرة ورياح الانفصال العاتية التي جرفت معها ايرادات البترول رغم ان ثمار برنامجه الثلاثي حان وقت قطافها وهو ما أكدته تقارير أداء القطاع الاقتصادي لسنة((2013م)، وهي تعتبر امتداد طبيعي لمحاولات انفاذ البرنامج الخماسي الذي في طريقه الى التطبيق كحل لمشكلة الاقتصاد حتماً ستبكي وزراة المالية في غسق الليالي المظلمة ذلك البدر الذي أفل عن ديارها رغم أن فكره وبرامجه هي التي تسيّر دولاب العمل سننتظر الذين هاجموا علي محمود هل يهاجمون وزير المالية الذي يعجز عن إعادة الشعب السوداني الى عواسة الكسرة، فالوضع الآن اسوء والدولار ارتفع و(حاجات تانية حمياني)، دعونا ننتظر هجومهم على الوزير الحالي بذات الضراوة لكن.........!!!! قريباً نحدثكم عن مولانا دوسة كذلك هو مثل صنوه علي محمود كان وسيظل انساناًً بمعنى الكلمة.