قلل نائب رئيس المؤتمر الوطني من قدرة الأحزاب السياسية على تأليب الشارع السوداني ضد الحكومة قائلاً "إن الشعب الذي خبر الأحزاب لن يستبدلها بهؤلاء"، مشدداً على أن دولته لا تخشى من تكرار ما حدث في تونس بالسودان. واعتبر زعيم حزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي، المعتقل حالياً، في تصريح أمس أن قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار أحداث تونس بات أمراً مرجحاً، محذراً من أن عدم قيامها سيجر البلاد إلى "حمام دم". وقال نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني د.نافع علي نافع في مقابلة تلفزيونية بالإثنين، إن النظام الحالي له ارتباط وثيق بالمواطن السوداني، وإنه دخل كل البيوت وله صلة وثيقة بقضايا الناس. أضابير الأحزاب وتابع أن قيام ثورة شعبية ضد الحكومة غير متوقع، خاصة وأن الشعب اطلع على ما يدور في أضابير الأحزاب لذا لن يتخذها بديلاً للسلطة. " نافع اتهم الحركة الشعبية بتعبئة الجنوبيين لتبني خطاب معاد ضد سياسات الدولة التي تقوم على تماسك ووحدة الدولة " ورفض د.نافع تحميل حزبه مسؤولية انفصال الجنوب وتكوين دولة مستقلة، مبيناً أنه فعل كل ما يقدر عليه للحيلولة دون ذلك، وللمحافظة على وحدة السودان وعلى إبقاء الجنوب والشمال كتلة واحدة. لكن، بالمقابل اتهم حزب الحركة الشعبية بتعبئة الجنوبيين لتبني خطاب معاد ضد سياسات الدولة التي تقوم على تماسك ووحدة الدولة، كما اتهم الأحزاب السياسية بالعجز عن تحقيق الوحدة أو الحديث عنها لقناعتها بعدم رغبة الحركة في إقرارها، مضيفاً القوى السياسية باتت تردح في الزمن الضائع. علاقات استراتيجية وأكد أن توجه الدولة في المرحلة القادمة، الحفاظ على علاقات استراتيجية بين الجنوب والشمال وبين حزبه والحركة الشعبية خلال الفترة الانتقالية. وأرجع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني انحياز الجنوبيين للانفصال، إلى عدم تبديل مشاعرهم تجاه الشماليين طوال الفترة الماضية وأنهم ما زالوا يحتفظون بالكره والحقد القديم إزائهم. ودعا رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في أول حديث له بعد انتهاء مرحلة التصويت لاستفتاء الجنوبيين، لمسامحة الشماليين وتجاوز مرارات الحرب، ما اعتبر ابتداراً جيداً لقيام دولة جنوبية مستقلة. وجدد نافع رفض حزبه لقيام حكومة قومية وحرصه باتجاه آخر على إرساء الحريات مع احترام القانون، كما قطع بعدم تفكير حزبه البتة في نظام علماني. وأضاف أن إرساء الحريات لا يعني التهاون مع المخربين والخارجين على القانون في إشارة إلى دعوة المعارضة لإسقاط النظام، مؤكداً أن حزبه سيعمل على تشكيل حكومة عريضة وليست قومية.