دعا الرئيس السوداني عمر البشير المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية للاضطلاع بمسؤوليتها تجاه السودان الشمالي والجنوبي في المرحلة المقبلة، وحددها في تمكين السودان من الاستفادة من مبادرة "الهيبك" الاقتصادية التى استوفت بلاده كل شروط متطلباتها. وطالب البشير لدى مخاطبته يوم الإثنين الاجتماع حول السودان والصومال، على هامش الاجتماع ال(16) لقمة الاتحاد الإفريقي، باستفادة بلاده من الهيبك، خاصة وأنه خارج للتو من نزاع داخلي طويل، بجانب إعفاء الديون المترتبة على السودان كافة. وزاد: "من البديهي أن نقرر هنا حقيقة أن قيام دولتين قابلتين للحياة في السودان أمر لا يمكن أن يتحقق في ظل نظرة تمييزية تجاه دولة دون أخرى وأن السلام والاستقرار والتنمية في جنوب السودان لا يمكن أن ينفصل عن السلام والاستقرار والتنمية في شمال السودان". التزام دولي وقال الرئيس إن الديون ستكون عائقاً للتنمية والدولة الوليدة في الجنوب، وإكد أهمية استكمال التعهدات التي قطعها الشركاء الدوليين على أنفسهم عند توقيع اتفاقية السلام وإلغاء العقوبات الاقتصادية الأحادية المفروضة على السودان من طرف أميركا ومؤسسات التمويل الدولية وفتح جميع آفاق التعاون الدولي مع السودان شماله وجنوبه. وحث البشير المنظمات ومؤسسات التمويل الدولية دعم السودان بصورة استثنائية وتقديم امتيازات وحوافز تفضيلية، بجانب رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب وإزالة كل العقبات التي تعوق مسيرة السلام، بما في ذلك إجراءات المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان. وقال البشير إنه عند التوقيع على اتفاقية السلام والذي جرت وسط حضور دولي كبير، عول السودان كثيراً على الوعود التي قدمها شركاء الإيقاد لدعم مسار تنفيذ الاتفاقية، خاصة في مجالات التأهيل وإعادة الإعمار والتنمية، الأمر الذي يعزز استدامة السلام والوحدة الجاذبة إلا أنه استدرك قائلاً: "لكن بكل أسف فإن ما تحقق من هذه الوعود كان متواضعاً لدرجة كبيرة".