تصدر هيئة التحكيم الدولية في لاهاي حكمها حول حدود منطقة أبيي المتنازع عليها بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان. ووضع طرفا نيفاشا تدابير أمنية فوق المعتاد تحسباً لأي طارئ، وضاعفت القوات الأممية وجودها بالمنطقة. وبدأت المنطقة تستقبل الوفود الرئيسة المشاركة في الاحتفال المقام في المدينة. وقال حاكم شمال بحر الغزال الجنرال ملونك أون - أول الوافدين الرسميين الى أبيي- في تصريحات للشروق، إن قرار هيئة التحكيم المتوقع صدوره اليوم الأربعاء لن يكون له تأثير سلبي على واقع التعايش بين سكان المنطقة وخاصة قبيلتي الدينكا والمسيرية. واستهجن ما يثار من تهويل حول موضوع أبيي. وفي دوائر القوى السياسية السودانية ترتفع الأصوات مطالبة الطرفين بقبول القرار . الأحزاب تحذر من خطورة القرار " زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي يقول إن اللجوء الى محكمة لاهاي تدويلاً للقضية كان يمكن تجاوزه " واعتبر زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي اللجوء الى محكمة لاهاي تدويلاً للقضية كان يمكن تجاوزه. وقال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني مندور المهدي إن قرار المحكمة كفيل بإنزال التعايش في المنطقة بعد التزام الأطراف بخيار الوحدة والتعايش السلمي. في غضون ذلك أعلنت الإدارة المشتركة لمنطقة أبيي أنها أكملت ترتيباتها لاستقبال قرار هيئة التحكيم الدولية بشأن حدود المنطقة. وقال نائب رئيس الإدارة رحمة عبدالرحمن في تصريحات خاصة للشروق، إن المنطقة تعيش استقراراً ومهيأة تماماً لتقبل القرار. يأتي ذلك في الوقت الذي قامت فيه قوات الشرطة بالتعاون مع بعثة الأممالمتحدة باتخاذ مواقع لها شمال وجنوب المنطقة عشية قرار التحكيم الدولي، تحسباً لأي طارئ. خطة أمنية وقوات إضافية للبلدة " قوات "يوناميس" تسلمت خطة الأممالمتحدة لتأمين أبيي وتعمل على تنفيذها بالتعاون مع إدراية المنطقة " ودفعت القوات الدولية لحفظ السلام في السودان اليوم بتعزيزات عسكرية وقوات إضافية للمنطقة، وأضاف: "لقد تم نشر قوات هندية وزامبية شرق وغرب ووسط منطقة (أبيي)، بالإضافة الى نشر قوات كينية في الناحية الجنوبية". وأكد عبدالرحمن أن القوات الأممية بالمنطقة "تسلمت الخطة التأمينية الخاصة بالأممالمتحدة وعملت على تنفيذها بالتنسيق مع البعثة الإدارية التي تعمل ليل نهار لتلافي أي ردود فعل سالبة قد تحدث بسبب قرار المحكمة الدولية". واوضح أن القوات الأممية تقوم بتسيير عملها في شكل دوريات مستمرة وأن جميع هذه القوات تعمل تحت البند السادس من ميثاق الأممالمتحدة الخاص بحماية المدنيين. وأشار الى صدور قرار بمنع التجمعات بالمنطقة ودخول أي فرد مسلح. تفاؤل أممي بقبول التحكيم من جهته، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ألان لوروا في أعقاب تقديمه تقريراً الى مجلس الأمن عن عمليات حفظ السلام في السودان عن ارتياحه لموافقة الطرفين على احترام القرار. وفي السياق نفسه، رحب وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية اللورد مالوك براون بالتزام الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني باتفاق السلام الشامل حول حدود (أبيي) والقبول بالقرار الذي ستصدره محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي اليوم. وقال براون في بيان بثته الخارجية البريطانية اليوم "إن تسوية الخلاف حول (أبيي) يمثل جزءاً أساسياً من اتفاق السلام الشامل وسيكون هذا القرار خطوة مهمة تجاه إحلال السلام والاستقرار في هذا الإقليم".