أجرت لجنة حكماء أفريقيا بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو أمبيكي، مباحثات ماراثونية مع قيادات الحكومة والأحزاب السودانية، شملت لقاء نائب الرئيس علي عثمان طه وزعيمي "الشعبي" و"الأمة" حسن الترابي والصادق المهدي وقيادات الاتحادي الديمقراطي. وأبلغ طه، لجنة حكماء أفريقيا اليوم، جدية الحكومة والمؤتمر الوطني في إحلال السلام بدارفور، خاصة في ظل الظروف المواتية، وأهمية مشاركة كل الفرقاء في طاولة الحوار، بجانب استعدادهم لمشاركة كل أطراف الأزمة للإدلاء بآرائهم. وقال القيادي بالمؤتمر الوطني إبراهيم غندور للصحافيين، إن اللقاء بحث مهام اللجنة في زيارتها الأخيرة تمهيداً لرفع تقريرها النهائى للاتحاد الأفريقي حول سلام دارفور. وأكد غندور أن الوفد سيزور دارفور ويلتقي بحملة السلاح داخل وخارح السودان، وأضاف أنه سيلتقى بعدد من القيادات الموجودين فى بعض مناطق دارفور. "الشعبي" يطلب معالجة سريعة للأزمة من جانبه قدم حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي للجنة حكماء أفريقيا، مقترحات ورؤى تتعلق بتعزيز الحريات وضرورة مشاركة دارفور في الانتخابات، مهما كانت الأسباب. وقال الترابي عقب لقاء لجنة أمبيكي، إن القتال في دارفور يتطلب معالجة سريعة كأول اجراء قبل انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي، وقلل من أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في إنهاء أزمة دارفور على المستوى السياسي. وأكد الترابي لقناة الشروق: "أبلغنا أمبيكي أن القتال في دارفور أصبح سنة حياة بين القبائل، سواء أكانت ضد أو مع الحكومة"، وزاد: "لا بد من إجراءات تتخذ الآن والقوة الأفريقية يمكن أن تعزز السلم بين المتقاتلين". "الأمة" يقترح توحيد مبادرات سلام دارفور ودخلت لجنة حكماء أفريقيا في لقاء مماثل مع قيادات حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي. ودفع حزب الأمة للجنة أمبيكي بمقترح يتعلق بجمع مبادرات السلام حول دارفور تحت مسمى واحد. وأكد المهدي عقب اللقاء، أن التوصيات التي ستدفع بها اللجنة ستسهم في حل أزمة دارفور. وقال المهدي إن حزب الأمة القومي اقترح على لجنة الحكماء تكملة التوصيات التي سترفعها اللجنة لقمة الاتحاد الأفريقي المرتقبة بتوحيد المبادرات المطروحة حول سلام دارفور، عبر إقامة منبر لشركاء الاتحاد الأفريقي، على أن يشمل المنبر جميع أصحاب المبادرات. في ذات السياق، عقدت لجنة حكماء أفريقيا اجتماعاً مع عدد من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة محمد عثمان الميرغني. الاتحادي يدعو للتركيز على "الجنائية" وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد فائز، إنهم استمعوا الى مقترحات لجنة حكماء أفريقيا التي تركزت حول ضرورة وقف الحرب والعدائيات والتوجه للمفاوضات لمناقشة قضايا التهميش والتنمية وأسباب اندلاع الحرب في دارفور. وأضاف فائز في تصريحات، عقب لقاء ثامبو أمبيكي، أن المقترحات التي تقدم بها الحكماء تتضمن حلاً على الأرض ومعالجة أسباب النزوح واللجوء وقضايا التعويضات الفردية والجماعية ثم إقامة العدل من خلال لجنة الحقيقة والمصالحة والعدالة، مشددين على ضرورة حل الخلافات بين السودان وتشاد. وأشار فائز الى أن الحزب الاتحادي دعا الى إيلاء قضية المحكمة الجنائية الخاصة بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير بالغ الاهتمام، منبهاً الى ضرورة التعامل مع قرارات المحكمة. وقال فائز: "نحن في هذه المرحلة لم نقدم اقتراحات، لكن أكدنا ضرورة عدم تجاهل المحكمة الجنائية بغض النظر عن صحة موقفها أو خطئه".