طلبت الوساطة الأفريقية في مفاوضات أديس أبابا بين الخرطوم وجوبا لحلحلة القضايا العالقة بينهما، من مفاوضي الدولتين تقديم مقترحات بشأن تجاوز التوترات الأمنية وحالة الاحتقان بين البلدين، فيما بدا الوفد الحكومي غير متفائل بإحداث اختراق في الجولة الحالية. ودعا رئيس الآلية الأفريقية؛ ثامبو أمبيكي، وفدي السودان وجنوب السودان في جلسة اليوم الأحد، لالتزام التهدئة، وقال إن الجولة الحالية ليست بالعادية، وشدد على ضرورة الاتفاق على الأجندة المطروحة. ونفى كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم في مؤتمر صحفي، وجود أي جندي لدولة جنوب السودان في أراضي السودان، وقال إن السودان يريد أن يصرف نظر الوساطة الأفريقية من خلال شكوى يقدمها للاتحاد الأفريقي، "بزعم أننا دخلنا للعمق السوداني". واتهم باقان الجيش السوداني بقصف مواقع داخل دولة الجنوب والقيام بعمليات عسكرية داخل بلاده، لكن المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية؛ الصوارمي خالد سعد، قال للشروق، إن "هذه محاولة للعب على (حبلين) وهذا كذب لأن قوات الجيش الشعبي دخلت بنحو 90 كلم في عمليات عسكرية"، وأضاف: "وجودنا في المناطق المختلف عليها لا يسمى احتلالاً لها ولا وجود لنا في الجنوب". وسخر الصوارمي من اتهامات باقان بقصف مناطق داخل الجنوب، وقال: "القيادات السياسية بالجنوب درجت على مثل هذه الاتهامات ويمكن لأي شخص أن يتأكد من أننا لم نقم بالقصف". سلوك عدواني وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية؛ العبيد أحمد مروح، في اتصال هاتفي للشروق، إنه كان من المفترض أن يكون هناك دعم سياسي لهذه الجولة، لكن السلوك العدواني لا يمكن أن يتم معه التفاوض. وأضاف: "ليس هناك تفاؤل بإحداث اختراق ما لم يتغير السلوك العدواني لدولة الجنوب التي اعتدت على الأراضي السودانية". وأشار مروح إلى أنه "لا بد أن يعود جيراننا في دولة جنوب السودان إلى رشدهم"، وقال: "حكومة بلاده لن تغير استراتجيتها في أن لا يحققوا كسباً سياسياً عن طريق التصعيد العسكري"، وأضاف: "مثلما نتحارب في الجبهة نتفاوض على الطاولة". ويركز وسطاء الاتحاد الأفريقي، بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق؛ ثامبو أمبيكي، على الملف الأمني بعد القتال الذي اندلع في منطقة هجليج الحدودية بولاية جنوب كردفان الاثنين والثلاثاء الماضيين، إلى جانب الحديث عن توغل قوات جنوبية في الأراضي الشمالية.