قال النائب الأول للرئيس السوداني؛ علي عثمان طه، يوم الأربعاء، إن الحكومة لديها رغبة صادقة لتحقيق توافق سياسي واسع وعريض وتجاوز صراع السلطة لصالح البلاد، مشدداً على أن حزب المؤتمر الوطني لن يفرض رأيه بخصوص الدستور. وشدد طه في حوار بثته الشروق وعدد من الفضائيات المحلية، على أن الطريق الوحيد لتبادل السلطة هو الحوار السياسي وتحديد الثوابت الوطنية حتى تكون الممارسة السياسية معافاة. ودعا جميع القوى السياسية السودانية وحاملي السلاح إلى أخذ دعوة الرئيس البشير مأخذ الجد والتعامل معها بإيجابية، مؤكداً أن المؤتمر الوطني لن يفرض رؤاه السياسية على القوى السياسية الأخرى، مشدداً على أنه ليس من حق أي طرف فرض رؤاه على الآخرين. وقال طه: "ليس هناك نتائج جاهزة للحوار ولن تدعى القوى السياسية للحوار لتتبنى رؤى المؤتمر الوطني ولا توجد مسودة دستور جاهزة ولا يوجد مرشح جاهز لرئاسة لجنة الدستور"، مؤكداً أن كل ذلك سيطرح على الحوار بين القوى السياسية. إحداث اختراق وبخصوص اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيس عمر البشير وسلفاكير ميارديت يوم الجمعة قال طه إن رئيس دولة جنوب السودان قادر على إحداث اختراق في القضايا الشائكة بين البلدين. وأضاف طه أن رغبة سلفاكير في إحداث ذلك الاختراق ستقابلها رغبة صادقة من الرئيس البشير في ذات الصدد. وقال إن السودان يملك رغبة قوية وصادقة وحقيقية للوصول لسلام دائم وجوار آمن إيجابي مع دولة الجنوب، مشيراً إلى أن السودان ضحى بانفصال جزء عزيز منه لتحقيق السلام. ورأى طه أنه رغم الانفصال إلا أن الروابط بين البلدين ما زالت كبيرة، واعتبر أن انسحاب قوات جنوب السودان المحتشدة على الحدود إشارة في الطريق الإيجابي. فك الارتباط " النائب الاول يكشف عن صدور كتاب أمريكي أشار لمنظمات سودانية تلقت أموالاً في أهداف تعمل على تغيير الأنظمة، ملوحاً بنشر الكتاب للرأي العام خلال المرحلة المقبلة " وشدد طه على أن أي حوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لا بد أن تسبقه الترتيبات الأمنية والعسكرية وفك الارتباط بينها والجيش الشعبي لدولة جنوب السودان، خاصة الفرقتين التاسعة والعاشرة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأكد طه على أحقية المنظمات الوطنية في ممارسة نشاطها دون حجر حتى لو خالفت الحكومة أو اتفقت معها، لكنه عاد ليقول إنها ليست فوق المساءلة. وكشف عن صدور كتاب أمريكي أشار لمنظمات سودانية تلقت أموالاً في أهداف تعمل على تغيير الأنظمة، ملوحاً بنشر الكتاب للرأي العام خلال المرحلة المقبلة. وأكد طه أن الرئيس البشير تلقى من قبل العديد من الرسائل والمذكرات التي نصحته بأهمية الاعتراف بإسرائيل نظير استقرار السودان. وقال إن اسرائيل لم تضرب مصنع اليرموك وغيره لأن السودان يدعم حماس ويؤيد القضية الفلسطينية ولكن لأنها تريد أن تقيم دولتها من النيل إلى الفرات. بشريات اقتصادية " طه يلوح بإجراءات وسياسات من أجل توفير مناخ يساعد على استقرار سعر الصرف للعملة الوطنية " وتناول طه الأوضاع الاقتصادية الحالية في البلاد قائلاً إن هناك بشريات عديدة ستؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد خلال الفترة القادمة. وأشار إلى أن هناك تحديات لزيادة الإيرادات المالية دون فرض ضرائب جديدة عن طريق رفع كفاءة التحصيل وإحكام الضوابط، لافتاً إلى إجراءات وسياسات من أجل توفير مناخ يساعد على استقرار سعر الصرف للعملة الوطنية. وقال النائب الأول إن معالجة ارتفاع سعر الصرف يحتاج إلى تعاون ثلاثي الأبعاد متمثلاً في الإدارات الحكومية التي عليها وضع أسعار تأشيرية للسلع إلى جانب أجهزة الحكم المحلي التي عليها القيام بحملات لتأكيد الالتزام بتلك الأسعار، ثم الرقابة الشعبية التي تمثل الضلع الثالث.