كان إنتاج السودان من الذهب41 طناً في عام 2012 - مقارنة مع 220 طناً من جنوب أفريقيا- أكبر مصدري القارة، - وهو مستوى صادر من المرجح أن يشهد نمواً متواضعاً على المدى القصير الفوري. ومع ذلك، نظراً للتعزيز الأخير من قبل الحكومة والاستثمار الأجنبي من قبل شركات تعدين رئيسية، توقعت بعض التقديرات الرسمية ارتفاعاً في صادرات الذهب في السودان في غضون السنوات الخمس المقبلة. اهتمام الحكومة بصناعة الذهب ينبع من رغبتها في موازنة التناقص في عائدات النفط، بعد انفصال جنوب السودان في عام 2011 آخذاً معه تقريباً 75% من ثروة السودان النفطية. وبينما صار تعدين الذهب غير الرسمي لفترة طويلة جزء من الاقتصاد السوداني (هنالك ما بين 500,000 إلى 750,000 منقب حرفي يعمل في السودان)، فإن الحكومة قد بدأت منذ انفصال الجنوب في التركيز على التوسع التقني في قطاع الذهب. رفع النوعية افتتح السودان مصفاته الأولى للذهب في عام 2012 بهدف رفع النوعية، وأيضاً القدرة التجارية للذهب المستخرج محلياً. إذا تمكنت المصفاة من مقابلة المعايير العالمية لثلاث سنوات إنتاج متصلة، فسوف يصنف ذهب السودان "خالياً من النزاع" وعليه يصبح مؤهلاً للتداول في تبادلات سلعية عالمية معينة، ومن ثم توسيع الفرص التسويقية الكامنة للذهب السوداني. يبدو كأن جهود الحكومة الباكرة لتقوية إنتاج وصادرات الذهب أثبتت فعاليتها.. الآن الذهب هو أكبر سلعة صادر للسودان. حالياً هناك على الأقل مشروعان في مراحل التخطيط وعدة مشاريع تنقيب في الأفق. ؛؛؛ الذهب السوداني سوف يصبح مؤهلاً للتداول ويجد فرص تسويقية عالمية فيما إذا تمكنت المصفاة من مقابلة المعايير العالمية لثلاث سنوات إنتاج متصلة ؛؛؛ في أوئل عام 2013 أعلنت الحكومة السودانية اكتشاف احتياطي من الذهب يقدر ب 260 طناً بالقرب من مدينة أبوحمد في ولاية نهر النيل. علاوة على ذلك تم تخصيص مساحات شاسعة من البلاد لاستكشاف المعادن بما في ذلك مناطق شمال العاصمة الخرطوم، وأخرى بالقرب من الحدود مع جنوب السودان، وهناك احتياطيات غنية متوقعة في مواقع كثيرة في هذه المناطق. منجم هساي الواعد ما يقارب ال 100 شركة حصلت على تراخيص من الحكومة السودانية للشروع في الاستكشاف. وعلى ضوء الاستكشافات الحالية والأخرى المتوقعة، توقع الوزير السابق أن يصل عدد الشركات المنتجة فعلياً للذهب إلى 20 شركة بنهاية هذا العام. منجم الذهب الأكثر إنتاجاً في السودان في الوقت الحاضر هو منجم هساي شمال شرق الخرطوم. منجم هساي الذي يعمل منذ عام 1992 يتكون من 18 حفرة تنتج خام الأوكسيد عالي الجودة. لقد أنتج المنجم المذكور حتى الآن ما يتجاوز ال 2.3 مليون أوقية، ويتم تشغيله بواسطة شركة أرياب للتعدين السودانية في شراكة مع الشركة الكندية لامنشا للموارد ((La Mancha. حُفر المنجم السطحية شارفت النضوب، وذلك سوف يشكل تحدياً لإمكانية تجاوز إجمالي صادر الذهب سقف ال 50 طناً في عام 2013. على كل حال، شركة لامنشا كشفت أن هنالك احتياطياً كبرتيد بركانية ضخم (volcanogenic massive sulfide- VMS) تحت السطح إمكاناتها الكامن قد تصل إلى ثلاثة ملايين أوقية وفقاً لتقديرات فبراير 2012. بالرغم من أن الموارد الإضافية المذكورة ثبت أنها كبيرة بما يكفي لتبرير إدخال استثمار رأسمالي جديد يبلغ 191.2 مليون دولار، سوف يحتاج الأمر إلى بضع سنوات قبل إمكانية ابتداء استخراج كبير الحجم. ؛؛؛ النتائج الأولية كشفت عن وجود احتياطيات معدنية غنية يمكنها جلب ثروات كبير للسودان والسعودية معاً ؛؛؛ في مستوى عالمي الرئيس السابق والمدير التنفيذي لشركة لامنشا التي لها 40% من ملكية المنجم، دومنيك ديلورم Dominique Delorme)) قال لوسائل الإعلام في العام الماضي: "هذا الامتداد الكبير للموارد يمثل حجر زاوية ذا أهمية قصوى لشركة لامنشا طالما أنه يؤكد أن منجم هساي يعد من الأصول ذات المستوى العالمي، علاوة على ذلك هذه الموارد الجديدة التي معظمها من حفرتين من جملة 12 حفرة محتملة، قد جاء ترتيبها بين أكبر وأغنى احتيياطيات ال ف ام اسVMS في العالم". الإمكانات الكامنة الكبيرة لمشروع ال ف ام اسVMS في الحصايا قد جذبت انتباه العالم بصورة كبيرة. بعد أن أعلنت شركة لامنشا التقديرات الأولية بعدة أشهر تم شراء الشركة من قبل شركة المناخ الاستثمارات Weather Investments التي سميت فيما بعد WIND Telecom، وهي شركة متعددة الجنسيات يملكها القطب السياسي المصري نجيب ساوريز. شركة Diamond Fields International Ltd وهي شركة أخرى مشهورة قد شاركت في التسابق للتنقيب عن الذهب في السودان. إلى جانب اتفاقيتها للبحث وتقييم احتياطيات معدنية محددة هي أيضاً شريك في شركة Atlantis 2 Project . بالتعاون مع شركة Manafa International صارت شركة Diamond Fields International Ltd في المراحل الأخيرة من دراسات الجدوى حول التعدين في حوض البحر الأحمر بين السودان والسعودية. احتياطات غنية النتائج الأولية كشفت عن وجود احتياطيات معدنية غنية يمكنها جلب ثروات كبير لكلا البلدين. ولد المشروع من خلال عينات أخذت من حوض البحر الأحمر عام 1970 ولكن في البداية لم تقد تلك العينات إلى شيء لأن سوق الخام العالمي في ذلك الوقت جعل المشروع باهظ الكلفة. ولكن معهد كيل للاقتصاد العالمي Kiel Institute for World Economy نشر ورقة مبنية على أحوال السوق الجارية في عام 2011 قدرت قيمة المعادن الموجودة في قاع البحر بثمانية مليار دولار، وفقاً لبعض التقارير الحديثة يمكن للتعدين العميق في الحوض أن يبدأ في مطلع عام 2014. رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة Diamond Fields ويني معلوف Wayne Malouf كان واثقاً من الفوائد التي سوف يجلبها Atlantis 2 Project للسودان. كان يؤمن بأن المشروع سوف يجلب عائدات كبيرة من المعادن المستخرجة إلى جانب فرص العمل والتدريب للعاملين في التعدين والعلماء المحليين. ؛؛؛ الذهب ضخَّ كمية كبيرة من السيولة (العملة الصعبة) في الاقتصاد السوداني في العامين الماضيين، وأكثر من نصف مليون شخص دخلوا في أنشطة مرتبطة بالتعدين ؛؛؛ إنتاج الذهب أولوية واضحة لتقدم السودان. وإذا أخذنا في الاعتبار السرعة التي يتم بها اكتشاف الاحتياطيات الجديدة، فإن الخطة قد تكون مجزية. منظور سوداني: للحصول على منظور إضافي حول وجهة صناعة الذهب السودانية، فإن موقع "المراقب الجيوسياسي" استطلع رأي الخبير الصناعي ورئيس تحرير مطبوعة "تعدين السودان" الأستاذ محمد علي المقيم في الخرطوم. - س: أين ترى موقع صناعة الذهب السودانية بعد عشر سنوات من الآن؟ - ج : لقد ضخت صناعة الذهب كمية كبيرة من السيولة (العملة الصعبة) في الاقتصاد السوداني في العامين الماضيين، وأكثر من نصف مليون شخص دخلوا في أنشطة مرتبطة بصناعة التعدين. في العام الماضي أنتج السودان أكثر من 40 طناً من الذهب وجاء في المرتبة الثالثة في صناعة الذهب الأفريقية، بعد جنوب أفريقيا وغانا، لذلك تنبؤاتنا للعشر سنوات القادمة أن السودان يمكنه أن يكون ثاني أكبر منتج للمعادن في أفريقيا. - ما هي المزايا التي يمكن للسودان أن يقدمها لشركات التعدين العالمية؟ - صناعة التعدين السودانية لا تزال بكراً وبإمكانات كامنة هائلة، مساحات شاسعة من المناطق غير المكتشفة، يمكن تقديم قانون عالي المرونة لتنظيم الاستشمار التعديني وأعداد كبيرة من القوى العاملة المهنية تشمل مهندسي تعدين، جيولجيين كبار..إلخ. علاوة على ذلك، الإمكانات المعدنية الكامنة في السودان مقدرة بأنها تغطي أكثر من 150 موقعاً لتعدين الذهب. احتياطيات النحاس نحو 150 مليون طن، الزنك 50 مليون طن، الحديد ملياري طن، الكروم ثلاثة ملايين طن. كل هذا في انتظار المستثمرين العالميين. - ماهي المنطقة السودانية التي تشهد حالياً معظم النشاط من حيث التنقيب والاكتشافات ذات الإمكانات العالية؟ - شمال السودان ظل المنطقة الأعلى إمكانات منذ أن استخدمت الحضارة السودانية القديمة الذهب والحديد في بناء إمبراطورياتها. ثاني أكثر المناطق الواعدة تقع في الجزء الشرقي من البلاد في ولاية البحر الأحمر، حيث يعبر الدرع العربي النوبي السودان. - ما هو مشروع تعدين الذهب الذي يمثل أعلى الوعود في الوقت الحاضر؟ - مشروع هساي، وهو عبارة عن شراكة بين القطاعين العام والخاص، بين شركة أرياب للتعدين ممثلة لسلطات التعدين السودانية وشركة لامنشا، ويقع المشروع في قلب الدرع العربي النوبي في الجزء الشرقي من البلاد. هنالك تجد مربوع 12، وهو أعلى منطقة إمكانات كامنة في السودان، وبه احتياطيات هائلة من معادن متنوعة تشمل النحاس، الرمل الأسود، خام الحديد.. إلخ. - ما هي التحديات التي تواجها الحكومة السودانية بخصوص تعزيز وتنمية صناعة الذهب في البلاد؟ - فيما يتعلق بجانب التعزيز هنالك نقص في الوكالات المؤهلة مهنياً وتسويقياً والخبيرة في أعمال التعدين. في جانب التنمية فإن سلطات المعادن تسعى لجذب شركات تعدين أجنبية ذات تقنية متقدمة وميزانيات عمومية قوية، كما تسعى للتعاون مع الصين وروسيا وجنوب أفريقيا لضمان تنمية سليمة لصناعة الذهب في السودان.