أصدر مئة من العلماء والباحثين المتخصصين في قضايا التراث الإسلامي في عشر دول وثيقة شديدة اللهجة تدافع عن الملكية العامة لمسجد قرطبة التاريخي في إسبانيا، وتتهم الأسقفية التي تملكه حالياً بتجاهل أهميته واختطاف الذاكرة الخاصة به. ومن بين المحتجين خبراء ومتخصصون من 36 جامعة في مختلف أنحاء العالم، ومؤرخون ومستعربون وباحثون في تاريخ العصور الوسطى، ومتخصصون في الفن من جامعات مشهورة في إسبانيا وخارجها. وقام المحتجون بالتوقيع على الوثيقة التي تدعو لتدخل قوي من الحكومة الإسبانية لمنع امتلاك مسجد قرطبة من طرف أسقفية قرطبة، ووقف عملية "التلاعب التاريخي الذي قامت به الأسقفية في الكتيبات والمنشورات والمواد الدعائية التي توزع على الملايين من الزوار كل عام". ويوجد ضمن هذه المجموعة علماء متخصصون من إسبانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والبرتغال وإيرلندا وتركيا وتشيلي وألمانيا والمغرب. وفي الوثيقة اتهم العلماء أسقفية قرطبة بإثارة الجدل الدائر بشأن ملكية المسجد الذي أعلنته يونسكو في عام 1984 تراثاً عالمياً. ويعد مسجد قرطبة -الذي بناه المسلمون في القرن الثامن الميلادي- من أكبر معالم قرطبة التي كانت مصدر إشعاع ثقافي آنذاك. وعندما استعاد المسيحيون السيطرة على قرطبة في القرن ال13 أقاموا كاتدرائية وسط المسجد، وهو ما جعل المبنى الأثري يشهد خلافاً دائماً على تسميته.