لام القيادي بالمؤتمر الوطني د. أمين حسن عمر رئيس وفد الحكومة لمفاوضات الدوحة النخبة السياسية السودانية بكل مكوناتها، معتبراً أنها صنعت كل مشكلات وأخطاء السودان، وأبدى ثقته في تصويت الجنوبيين للوحدة في الاستفتاء المقبل. وقال عمر في ندوة انعقدت بالعاصمة القطرية الدوحة قامت بتنظيمها السفارة السودانية هناك إن الجنوبيين إذا ترك لهم حرية الاختيار فإنهم سيصوتون للوحدة. وأضاف: "لحسن الحظ إن من سيحسم خياري الوحدة أو انفصال الجنوب عن الشمال هو المواطن وليس الطبقة السياسية". وأبدى ثقته في إقبال مواطني الجنوب على دعم وترجيح كفة الوحدة إذا تركت لهم الحكومة حرية الاختيار دون مضايقات أو إملاءات لصالح الانفصال. وانتقد أمين الطبقة السياسية في البلاد بكل مكوناتها، مؤكداً أنها صنعت معظم المشكلات في السودان. أخطاء مشتركة وأوضح أمين أن الأخطاء لم تكن مسؤولية الحكومات المتعاقبة فقط بل الأحزاب والقوى السياسية كانت جزءً منها. ومن جهته أبرز وزير التربية والتعليم السابق عثمان سيد أحمد البيلي أحد المشاركين في الندوة وجهة نظر مغايرة، مؤكداً أن أمام طبقة المثقفين والسياسيين مسؤولية كبيرة وخطيرة إزاء الاستفتاء القادم والمقرر في يناير 2011. وشدد على أهمية أن تلعب تلك الطبقة دوراً ملموساً في دعم خيار الوحدة وتشكيل الرأي العام من خلال طرح موضوعي تتفق عليه جميع الأطراف. وتناول البيلي الوحدة من منظور جغرافي وتاريخي، مؤكداً أن الانفصال سيكون له مآلات خطيرة على الشمال والجنوب على السواء. وبالمقابل حذرت القيادية الدارفورية مريم تكس من مخاطر الانفصال، مشددة على أنه سيكون أكبر صدمة وجدانية للسودانيين. تجاوز المسارات وانتقدت تكس ما سمته البعد الخارجي وتدخل المجتمع الدولي في مجريات الأحداث بالسودان، معتبرة أنه أكبر عائق للحوار الوطني وتسبب في عرقلة وتجاوز مسارات طبيعية كان من شأنها حل معظم المشكلات. ورأى المستشار السابق بوزارة العدل أكيوم أكونج أن على الحكومة السودانية أن تلعب دوراً كبيراً في الاستفتاء القادم باعتباره الاستحقاق الأهم وأكبر تحدٍ يواجه البلاد في الفترة القادمة، محذراً من أن الانشطار يهدد الشمال والجنوب. وقال إن التصدي لهذا الخطر القادم لن يكون بالأماني فقط إنما بعمل دؤوب واستراتيجية موحدة تعمل عليها الحكومة بجانب القوى السياسية. واتفق كل من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في أديس أبابا الخميس على إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان في موعده المقرر في يناير المقبل برقابة إقليمية ودولية.