إن أكرمت الليئم تمردا نجم الدين دريسة مؤكد أنه لاسبيل للعودة إلي الماضي رغم قسوة التعاطي مع الحاضر بكل بؤسه واوضاعه الانسانية الكارثية فلا مناص من أن نهاجر إلي مستقبل تسوده قيم الحرية والسلام والعدالة والكرامة لا سيما وان هذه الحرب اللعينة أصلا فرضتها قوى الردة للإجهاز علي الثورة الشعبية التي استهدفت التغيير الجذري وإعادة حركة دوران التاريخ والعودة إلي السلطة علي جماجم واشلاء ودماء الشعوب السودانية المكلومة وكل يوم يتكشف لنا ان هذه المجموعة المصابة بجنون السلطة يصعب معها جدا تحقيق سلام يفضي لتأسيس دولة سودانية ديمقراطية فدرالية علمانية تقوم علي المواطنة كأساس للحقوق والواجبات الدستورية. المراقب لهذه الحرب منذ تأجيجها في الخامس عشر من ابريل 2023م يلاحظ ان هذه العصابة تلقت هزائم عديدة في كل معاركها ضد قوات الدعم السريع بل كان واضحا انها ظلت تستخدم فقط سلاح الطيران لضرب المدنيين في مناطق عديدة من السودان بحجة انهم يمثلون حواضن للدعم السريع علاوة علي تدمير البني التحتية والمنشآت وتحطيم الكباري ومصفاة الجيلي والمصانع وهدم المنازل والمؤسسات الخدمية وحتي المواشي لم تنج من القصف الممنهج ولم يكن خافيا علي أحد ان سلاح الجو المصري كان وراء كل هذه الجرائم البشعة بمعاونة دول محور الشر المعروفة لكل الشعب السوداني ولكن كل مع ذلك لم نر ان الدعم السريع وحلفائه الذين يمثلون الطيف الأعرض من الشعوب السودانية ان تقدموا بشكوي ضد مصر أو قطر أو تركيا أو إيران اوغيرها من الدول بل في ظل كل هذه التعقيدات والعداء المصري كان في أوجه حطت طائرة قائد ثاني الدعم السريع بمطار القاهرة للحوار مع الدولة المصرية حول وقف الحرب والبحث عن حلول للازمة السودانية رغم درايته التامة ان الجارة التي تفوق سوء العريض غارقة حتي اذنيها في إشعال هذه الحرب التي أهلكت الحرث والنسل. بعد إنسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم بغرض إعادة التموضع والتنظيم علي حد تعبير قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو فالرجل معروف عنه أنه يتبع القول بالعمل واتسم بالصدق والشفافية في الأقوال والأفعال ولم يمض وقت طويل علي حديثه حتي تمكنت قوات الدعم السريع من إمتلاك زمام المبادرة واعادتها ترتيب صفوفها ووظفت كل قدراتها القتالية في مواجهة العصابة ووجهت لها ضربات قوية في عقر دارها وأماكنها الحيوية ومخآبئها التي ظنتها آمنة وبعيدة منال قوات الدعم السريع والتي باستهدافها تعالت الاصوات بالنواح والعويل والصراخ وصارت العصابة تمارس كل أشكال البكائيات فعمدت إلي التقدم بشكوي كيدية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وكانت مكان تندر وسخرية من كل العالم لأنها لم تستند علي اي اسس قانونية وبلا أدلة واسانيد فتم رفضها شكلا ومضمونا وكانت فضيحة مجلجة ولم تجد العصابة حيلة تلجأ إليها بعد السقوط الاخلاقي والدبلوماسي المدوي سوي إعلان قطع العلاقات مع دولة الإمارات وإعتبارها دولة عدوان وهو موقف يتسق تماما مع عقلية جماعة الإخوان المسلمين المختطفة للجيش وكأن الإمارات تعير مثل هذه المواقف المعادة والمكررة إهتماما لانها اصلا دولة قائمة علي التسامح حيث ظلت عاصمة لكل العالم لان علي أرضها تتعايش كل الشعوب والامم في أمان وسلام. العلائق بين البلدين والشعبين ضاربة في القدم والعراقة وظلت الإمارات علي عهدها في المحافظة علي هذه الوشائج ومعلوم ان الجالية السودانية والمقيمين بدولة الإمارات منذ قبل إندلاع الحرب كانوا ولا زالوا يعيشون اوضاعا مميزة وبعد الحرب رحبت الإمارات بالسودانيين تقديرا لهم بسبب مخاطر الحرب وتداعياتها الكارثية عليهم وقد عبر ابناء الشعب في كل مناسباتهم عما ظلت تقوم به هذه الدولة المعطاءة تأكيدا لمعاني الحب والإخاء الصادق ليس ذلك فحسب بل ظلت الإمارات هي الدولة الاولي في العالم في تقديم الاغاثات والمساعدات الإنسانية ولكن يظل حال عصابة بورتسودان كقول الشاعر إن انت أكرمت الكريم ملكته وان أكرمت الليئم تمردا .