صباح محمد الحسن طيف أول: مواقف تكيل بالصاع أحلامهم قبل أن يسقط العشم في جُب الوقت وتجهله السيارة!! والأممالمتحدة دعت منفردة 0كثر من ثلاثة مرات طرفي الصراع الي إجراء هدنة إنسانية منذ اندلاع الحرب في السودان كانت اولها في الشهر الاول للحرب، ولم تنجح، وفي ديسمبر 2023 دعت إلى الموافقة على هدنة انسانية، وفي موتمر اديس ابابا في فبراير 2025 دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة إنسانية عاجلة في السودان، وفشلت واتفقت المنظمة مع عدة دول وجهات اخرى للمطالبة بهدنة ولم تكلل بالنجاح. وبالأمس أعلن غوتيريش، أنه على تواصل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سعيا لإرساء هدنة إنسانية في مدينة الفاشر وافق عليها الفريق عبد الفتاح البرهان، ولكن الخبر ليس في موافقة قائد الجيش ولا في تأييد مني اركو مناوي للهدنة وترحيبه بها، لأن قيمة الهدنة في موافقة الطرفين وليس واحد منهما. كما أن موافقة الدعم السريع اكثر اهمية من غيره لأنه الطرف الذي يحاصر الفاشر. لذلك فإن جهود الأمين العام للأمم المتحدة يجب ان تبذل لإقناع الدعم السريع الذي تحفظ عن إصدار بيان رسمي للرد على غوتيريش حتى كتابة هذه الحروف، لكن المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، محمد المختار في تصريح للصيحة نفى وجود أي نقاش مع أي جهة، بشأن هدنة بين طرفي الصراع في مدينة الفاشر!! وتحفظ الدعم السريع على الهدنة يعود الي أنه الطرف شبه المسيطر على مدينة الفاشر لطالما ظل يفرض الحصار عليها لعدة شهور، لذلك أن موافقته هي الموقف الذي يجب أن تأتي بعده بيانات الترحيب بالهدنه وليس قبلها ، وهو الذي يتوقف عليه ايضا عشم غوتيريش، أن يعبر عن سعادته بقبول الهدنة او ( يعرب عن أسفه) برفضها!! كما أن الطرف المتحمس للهدنة هو الأقل تاثيرا على أرض القتال في الفاشر ثانيا : أن الاممالمتحدة لطالما أنها تبنت عدد من الدعوات للهدنة وباءت بالفشل فهذا يقلل من حما*س الدعم السريع حتى لو وافقت عليها، لكنها لن تعول عليها !! ثالثا : قبول الهدنة من طرف الجيش في منطقة لم يستطتع رفع الحصار عنها يمنح الطرف المحاصر الشعور بالغرور انه في موقف قوة لذلك القبول ضعيف لطالما سبقه تحفظ !! مما يعني أن اتصال الاممالمتحدة بقيادة الجيش بلا موافقة الدعم السريع يكون مجرد " تبادل تحايا"، والمحاور التي تدعم الدعم السريع أكثر دراية منه بقلة حيلة الاممالمتحدة سياسيا وان دورها الإنساني موخراً أصبح يقتصر فقط للدعوة لوقف اطلاق النار وايصال المساعدات وبهذا تكون الحكومة ضلت سعيها في البحث عن مفتاح القبول لأنه ليس بيد الأممالمتحدة عليه فإن الدور الذي يلعبه لعممارة لصالح مجموعة "الخمسة" الكيزانية هو دور يُمكّنهم فقط من السيطرة على المساعدات الانسانية الهدف الذي ظلت تلهث خلفه "مافيا المساعدات" منذ بداية الحرب. فسعي هذه المجموعة لكسب ود الاممالمتحدة ليس سببه الوصول الي هدنة ولا ايقاف الحرب ولكنه صراع السباق للحصول على امكانية وضع اليد على المساعدات الانسانية كما أن الهدنة لوقف القتال في الفاشر وحدها لاتكفي ، فالدعم السريع يحاصر عبر المثلث ثلاث ولايات اخرى يجب ان لاتتجاوزها العين التي تنظر للخطر!! لذلك لابد ان تكون دعوة عامة تشمل وقف الحرب في كل المناطق حتى لاتُستغل أيام الهدنة في مهاجمة مناطق أأخرى، هذا فيما يتعلق بالميدان اما سياسيا، فغوتيريش لايقدم في اتصاله اي دعم سياسي لسلطة بورتسودان، لأنه لا يملكه، فترحيب الامين العام للامم المتحدة بكامل ادريس لايتجاوز " المجاملة، فالبرهان رحبت به الاممالمتحدة في دارها ، بعد انقلابه أكثر من مرة ولكنه ظل يقبع في عزلته منذ تاريخ الإنقلاب. فالقضية ليس في كامل ادريس ولكنها في نظام منبوذ يخيم بؤسه على حكومته ، لذلك تظل الصلاة باطلة أن لم يسبقها الوضوء. أما ترحيب القوى السياسية بدعوة غوتيريش والتصفيق لقبول البرهان بالهدنة فهو قرار مقبول من منظور انساني، ولكن تسرعت أيادي الكتابة لصياغته لأن في مثل هذه الحالات لابد من النظر الي دفتر الأحداث جيدا، سيما أن موقف الطرف الثاني من قبول الهدنة هو الذي يجعلها تقف على "رجلين" فرفضه للمقترح يحول الدعم المبكر الي نقاط في رصيد البرهان سياسيا ، فهناك فرق بين موافقة البرهان على الهدنة ودعمها من القوى السياسية ، فالاستعجال لإصدار البيانات يبدو وكأنه مجاراة للتيار وخشية من ردود الأفعال السياسية، الأمر الذي يجب أن لاتلفت له القوى السياسية ، فالمواقف من الحرب تجاوزت هذه السباقات، والجميع حجز مقعده. طيف أخير: فساد الحرب كم هو المبلغ الذي دفعه جهاز الأمن والمخابرات للإعلام !! وليس للنيل من الدعم السريع ولكن لتشويه صورة القوى المدنية والثورية ملفات تفتح قريباً!! نقلاً عن صحيفة الجريدة السودانية