وسط هذا القتال الدامي الذي يكاد يأخذ شكلاً لحرب أهلية قد تدمر ما تبقى من البلد، انسربت بعيداً عنا روح الموسيقار حافظ بشفافيتها التي حاولت أن توازن في عطائها بين الفرنقبيا، والكاتم، والتم تم. ولا شك أن أكثر الذين هم حزناً هو أستاذ الإعلام علي الريح (...)
من بين سهام، وسنية، وإحسان، ونجاة، وهيام، وتيسير، فضلاً عن أشقائها الثلاثة كان لمحمود صالح المغربي أبنة أخرى – ولدت في الموردة – من أنجب بناته، وأولاده. حباها الله بصوت فريد، وحضور إذاعي، وتلفزيوني، واجتماعي، لا يجارى عند زمانها.
فقد عرف الناس (...)
"ملعقة واحدة تكفي، ما السكري هد حيلي"، ثم ضحك. كانت تلك عبارته المفتاحية للزميلة مها أحمد بشير في مستهل مؤانسة مسائية رقيقة مع الشاعر العائد في فندق المريديان عام 1993. وقد أعقب المؤانسة حواري الثاني الذي رتبت لنشره في "الحياة اللندنية" في عصرها (...)
كان يوماً جميلاً بكل المقاييس، إذ لم نجتمع أربعتنا منذ أيام القاهرة سوى في أحد أيام يناير الجديد هذا بمقهى هادئ بمدينة الإليكسندرية في فرجينيا. ولحقت بنا بعد سويعات من المؤانسة الطليقة – والتي تخللتها المواقف الخاص والعام منها – زوجته الأستاذة مريم (...)
قبل أيام جرى حوار لطيف، ومثمر، بين الأستاذين حامد الناظر وعثمان شنقر. فالناظر قال إنه لا يجذبه صوت مصطفى سيد احمدً، موضحاً أن اليسار ساهم في علو كعبه ما يعني أنه عملقه بأكثر مما يجب. ولكن شنقر انطلق من هذه التصريح ليخالفه الكيفية التي عبر بها الناظر (...)
تجربة أنس الإبداعية المتمددة في أكثر من مجال فني مثيرة للجدل والخلاف سواء بمواقفه التي يتخذها، أو لطبيعة القرارات التي تتعلق بمساره الإبداعي، والأكاديمي، أو حتى طريقته التي اتبعها في تحديث اللحن. ففي أول بدء مشواره ظهر ممثلاً قبل أن يصير فناناً ثم (...)
التحية لهم
صلاح شعيب
صلاح حاج سعيد.. شاعر المسافة (1)
يعد الشاعر صلاح حاج سعيد، أحد الأصواتِ الشعرية المميزةِ في تراثِ الأغنيةِ السودانية. ولعله عاصر زمانين في مسارِ التطورِ الشعري الغنائي، إذ أسهم مع الجيلِ الذي برز في السبعينات في تجييرِ الأغنيةِ (...)
هل تراجع تأثير التحديث الإبداعي، وفقاً لتجليات المنتجات الثقافية التي تحصلنا عليها بعد استشراء مشروع العولمة الثقافية، وخصوصاً مع تصاعد دور وسائل التواصل الاجتماعي. ويرافق هذا التصاعد تراجع ملحوظ لمركزية التقييم التي كانت تتعهدها لجان رسمية في (...)
خرج هذا الأسبوع من المستشفى صديقنا الأثير الفنان التاج مكي بعد أن لازمته عثرة – بعد أداء صلاة الصبح – كادت أن تودي بحياته لولا لطف الله. وتاج أحد تجليات تجوال السودانيين في بيئات بلادهم المتعددة حينما كان الترحال أمراً معهوداً، بشكل عام، بينما تصقل (...)
شكل في صبانا جزءاً كبيراً من ذائقتنا في تلمس خرائد الشعر الحديث، وجدائل الكتابة الرصينة، وهو في محفلهما من الفرسان الذين أضافوا كثيراً من حيث المفردة الحداثية، وتعميق الطرح الإنساني، والجمالي، والوطني، والصوفي، ولا غرو فهو من أسرة أمدرمانية ما انفتح (...)
في عام 1922 وهب الله السيد صالح محمد إبراهيم سراج، وزوجته عائشة كاشف علي عثمان في قرية أرقين طفلاً يضمر النبوغ الذي تفجر في مقبل الأيام، إذ امتدت سيرته الأدبية في البلاد، وبدت في سنواته الحافلة السريعة ملامح جذابة لرسالته الحياتية التي لم تكتمل كلها (...)
آل الصلحي بشجرة نسبهم المتفرعة، والمخضرة دائما، مصلحون اجتماعيون في دروب الموقف الوطني، والفقه، والفن، والثقافة، والفلك، والمسرح، والتعليم، والغناء، ومجالات الخدمة المدنية بما لا يقاس. ومن أي ناحية أتيت إلى هذا البيت الأمدرماني العتيق وجدت فيه ركنا (...)
شكل في صبانا جزءً كبيراً من ذائقتنا في تلمس خرائد الشعر الحديث، وجدائل الكتابة الرصينة. وهو في محفلهما من الفرسان الذين أضافوا كثيراً من حيث المفردة الحداثية، وتعميق الطرح الإنساني، والجمالي، والوطني، والصوفي. ولا غرو فهو من أسرة امدرمانية ما انفتح (...)
من قرية الفريجاب بولاية الجزيرة بدأت مراحله الدراسية ثم طابت، ثم حنتوب الثانوية، ومنها إلى جامعة الخرطوم ملتحقاً بكلية الطب. وهناك مستهل نشأته الصوفية حيث كان والده أحد شيوخ القرية الذين يحفظون القرآن الكريم فيعلمونه للحيران. وهكذا شب الفتى المهذب (...)
النهج الصوفي في شموله يستلزم التخلص من ثقل الحياة بمزيد من العمل الروحي العرفاني، وإتقان الإحسان، وتنمية مقامه، فضلاً عن تربية خصيصة النفس، ولجم رغائبها بتقوية التوكل على الله، والتطهر من سخائمها. وذلك المفهوم هو، تقريباً، ما نشأت عليه الصوفية (...)
النهج الصوفي في شموله يستلزم التخلص من ثقل الحياة بمزيد من العمل الروحي العرفاني، وإتقان الإحسان، وتنمية مقامه، فضلاً عن تربية خصيصة النفس، ولجم رغائبها بتقوية التوكل على الله، والتطهر من سخائمها. وذلك المفهوم هو، تقريباً، ما نشأت عليه الصوفية (...)
17يونيو2022م
ميلاده كان في حي دردق العريق بمدينة ود مدني، والذي ضم كل القوميات السودانية لكونه تأسس بسكنى الجنود السودانيين الذين عادوا بعد المشاركة في الحرب العالمية الثانية. فالفاتح حسين أحمد عبد المجيد في طفولته شارك هذا المزيج الاجتماعي رقصاته (...)
ولد يوسف عثمان محمد بلال النور جبرة في دنقلا عند جزيرة مروارتي. أسرته أتت به إلى الخرطوم، وهو لما يُكمل شهورا عددا، فسكن في منزل والده سائق مدير مديرية الخرطوم ثم انتقل معه إلى جبل أوليا، وعاد ثانية إلى إقشلاق الخرطوم غرب المقابل لمبنى البعثة (...)
الحركة الغنائية الدائبة في شرق السودان غيبت عن أجهزة الإعلام الرسمية. بالقياس إلى غنائيات غرب السودان، ومنطقة الشايقية، والوسط، فإن موسيقى الشرق، في شقها البجاوي، لم تحظ بالتركيز سدا لذرائع التهميش الثقافي. ومع ذلك يحاول شباب الشرق الجديد إبراز هذا (...)
-1-
تكرّر الجدل في الوسائط الإعلامية الحديثة حول شكل المغني مؤخراً. وقبل ذلك ضجّت عبر أزمان متقطعة الآراء حول لِبس هذا المغني، وتلك المغنية التي غيّرت لو بشرتها. والناس بطبعهم يقدحون، ويستهجنون، إذا لم يتماش ذوق المبدع، أو المبدعة، صاحبة الصوت الشجي (...)
في التعاطي مع الغناء تختلف الأذواق. ولكن لا يختلف اثنان في أن الموسيقار بشير عباس يقف في مقدمة رموز الموسيقى السودانية. ولو كان القدرُ قد جعل منه ملحناً، ومغنياً، في آن واحد – مثلَ محمد وردي، ومحمد الأمين، وأبوعركي البخيت – لصار منافساً لهم في (...)
عبد القادر سالم فنان مثمر للغاية، وشكل إضافات مهمة للموسيقى السودانية في بعدها المختلف عن الخماسي. ومنذ الستينات ثابر ليقدم معالجاته بكثير من الصبر، والرقة، والجمال. والأهم من كل هذا هو أنه، ومجموعة فناني كردفان بقيادة البايونير إبراهيم موسى أبا، (...)
تسعة وستون عاماً، أو أكثر، تفصلنا من لحظة ميلاده، وستة وعشرون عاماً منذ وفاة الفنان الكبير. لكن الواضح – بالنسبة لنا نحن الذين عاصرناه – أنه كلما توغل بنا الزمان في السير شع مصطفى أكثر في حضورنا، وتعمقت دائرة اهتمامنا بأغنيته، ودور الغناء عموما. وفي (...)
ولد عمر عبدالله محمد إبراهيم عام 1949 في كسلا وتلقى معظم مراحله التعليمية فيها ثم التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، والذي تخرج فيه عام 1974. وسبق له العمل جنديا بالقوات المسلحة حتى تخرج من الكلية الحربية لاحقا في الأول من يناير 1982، وتدرج في (...)
عبد القادر سالم فنان مثمر للغاية، وشكّل إضافات مهمة للموسيقى السودانية في بعدها المختلف عن الخماسي. ومنذ الستينات ثابر ليقدم معالجاته بكثير من الصبر، والرقة، والجمال. والأهم من كل هذا هو أنه، ومجموعة فناني كردفان بقيادة البايونير إبراهيم موسى أبا، (...)