بداية من خمسينيات القرن الماضي وبعد أن نالت العديد من الدول الأفريقية والعربية استقلالها، وذلك بفضل الروح النضالية التي اجتاحت القارة السمراء والتي زعمها في النفوس القادة الكبار الذين أسسوا لحركات التمر الوطني، وقادوا كفاح شعوبهم حتى نالوا ما أرادوا (...)
ظل الشعب السوداني ومنذ أن نال استقلاله يعاني الكثير لاسيما من جانب قادته السياسيين.. وبقي ممسكاً على جمر الصبر والمعاناة آملاً أن تنفرج أساريره وينعم بطيبات بلاده وما تعج به من موارد وإمكانات هائلة لو تم استغلالها وتوظيفها بالصورة المثلى والسليمة (...)
في ستينيات وبداية سبيعنيات القرن الماضي كان كل شيء في السودان جميلاً ورائعاً وبهيجاً. ويعود ذلك لسهولة الحياة ويسرها، إضافة إلى صفاء النفوس ونقاء القلوب ولا أدري لماذا يهفو الوجدان دوماً ويحن لكهف اسمه الماضي رغم وجود الحاضر وإشراقات المستقبل؟. ورغم (...)
أم درمان العاصمة الوطنية الأولى التي اتخذها الإمام محمد أحمد المهدي عاصمة لدولته الفتية.. وأطلق عليها اسم «البقعة».. هذه المدينة الحنون يفوح منها عطر المشاعر في طرقاتها، وينداح عبق المودة بين حاراتها وساحاتها.. أنجبت أساطين الفن والإبداع في كافة (...)
{ القرار الذي أصدره مجلس الصحافة والمطبوعات، القاضي بإيقاف (6) صحف رياضية، قرار لم يحالفه التوفيق، والدليل على ذلك الحملة الصحفية التي تعرض لها، حيث أدانت ورفضت هذا المسلك. (البروف) علي شمو، إعلامي ضليع، وصاحب تجربة عريضة في مجال «الصحافة»، وظلَّ (...)
{ بعد أن انقضى شهر رمضان المعظم، حيث سمت فيه النفوس إلى أقصى درجات الإيمان والتصوف واليقين، وأعقبه عيد الفطر المبارك، حيث ازدهر الوجدان بأعذب الأماني وأنبل الدعوات.. عاد الجميع إلى ذات «الطابور»، حيث مصارعة الحياة ومقاومة العقبات والانتصار على (...)
يعيش السودان الآن في مفترق الطرق بعد أن ذهبت ربع مساحته لدولة جنوب السودان الوليدة.. وذهب معها أيضاً ما يقارب 70 % من إنتاج البترول والذي ساهم كثيراً في إنعاش الخزينة العامة وإنشاء وقيام العديد من المشروعات الضرورية أهمها رصف بعض الطرق والكباري (...)
{ ابتدع الرئيس الراحل «جعفر نميري» سنة طيبة وتقليداً أصيلاً وعرفاً جميلاً، سارت على دربه كل الحكومات التي تعاقبت من بعده على حكم البلاد. ويتمثل هذا العرف في تكريم رجالات القوات النظامية «جيش وشرطة»، وذلك بالاستفادة من خبراتهم وتجاربهم بعد أن تتم (...)
لابد أن نعترف، بكل الصدق والموضوعية، بأن اتفاقية السلام الشامل التي أبرمت بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية في نيفاشا في العام 2005م، قد أوقفت تماماً الحرب الطويلة بين أبناء الوطن الواحد، التي كانت تطلق عليها الصحافة العالمية (الحرب المنسيّة)، لأنها (...)
{ الأمر الذي لا جدال فيه أن اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها في نيفاشا في العام 2005م بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة قد أوقفت تماماً الحرب بين الجانبين وتنفس الجميع الصعداء بعد حرب دامت أكثر من عشرين عاماً كانت بداية الشرارة فيها (...)
{ فكرة قيام الدورات المدرسية بدأت منذ العهد المايوي، وله في ذلك قصب السبق في إخراج هذه الفكرة إلى حيز الوجود، إذ كان الهدف منها تربوياً ورياضياً واجتماعياً وثقافياً، بالإضافة إلى خلق نوع من التلاحم والتقارب والتمازج بين الطلاب في كافة أقاليم السودان (...)
منذ قديم الزمان ظل الإنسان محتفظاً بحبه وعشقه للأرض التي وُلد فيها.. بل ظلت مضارب القبيلة ومظان الإبل عند العربي البدوي، مشاعر متوهجة، وأحاسيس نقية وساطعة كاللؤلؤ. قال الشاعر:
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ وأهلي وإن ضنُّوا عليَّ كرام
وصدح صوت (...)
الأندية، وبمختلف تطور مسمياتها على مر العصور والأزمان، هذه الأندية كانت أروقتها منارة للعلم والمعرفة والثقافة، وردهاتها كانت ساحة لشحذ الهمم، ووقوداً لتفجير الطاقات، ويكفي هنا أن نقول إن أندية الخريجين هي التي أضاءت عقول الشباب، وحقنت شرايينهم بدماء (...)
منذ أن وجدناه بيننا، كان ذكاؤه هو أحد أسرار تفوّقه ونضوجه، ومنذ صغره كان دوماً مولعاً بالملابس الأنيقة، والأحذية الإيطالية اللامعة، والعطور الباريسية الجذابة، كان والله صاحب مركز مرموق، وعلاقات واسعة مع سكان الحي. كان محمود وهذا اسمه وسط حزمة من (...)
منذ أن غادر المستعمر البغيض بلادنا وحمل عصاه ورحل في منتصف الخمسينيات، ترك لنا أرضاً شاسعة مساحتها مليون ميل مربع، وكان بالسودان في بداية الحكم الوطني عدد قليل من المديريات لا تتعدى أصابع اليدين الاثنين، ومساحة كردفان في ذلك الزمن تعادل أو تساوى (...)
شهد السودان منذ نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي حراكاً سياسياً كبيراً ونشاطاً وطنياً واسعاً، وقد حمل شعلة هذا الحراك طلائع أبناء الوطن من الخريجين.
وقد كان أحمد خير المحامي هو رأس الرمح وأول سكرتير لمؤتمر الخريجين الذي رأى النور في عام 1938م، وفي (...)
إلى وقت قريب كان يقصد العديد من ميسوري الحال والذين أنعم الله عليهم بالمال، كانوا يقصدون جهات بعينها بغرض العلاج والاستشفاء، البعض منهم كانت وجهته بلاد الإنجليز، وعلى وجه الدقة لندن، باعتبار أن أطباءها لا يُشق لهم غبار كما أن توفُّر كافة المعينات (...)
تتسارع الخطى، وتمضي الأيام، ويتناقص الزمن، وقلوب وعيون أهل السودان تنتظر وبشيء من الخوف والقلق والتوتُّر نتيجة الاستفتاء والذي سيُقام في موعده في التاسع من يناير العام القادم، وفقاً لتصريحات وتأكيدات شريكي الحكم، المؤتمر الوطني والحركة (...)
ما أقبح الانطباع المسبق قبل المعايشة، وما أسوأ الأحكام الظالمة قبل المعرفة اللصيقة، أو التعامل عن قرب. كثيرون نصدر ضدهم أحكاماً قاسية، وذلك قبل سماع المرافعة، أو قراءة الحيثيات، تفاجئنا دوماً النظرة الأولى نحو شخص ما، وسرعان ما نقيم الحواجز والسدود، (...)
منذ نشأته عُرف وسط أقرانه بأنه صاحب نبوغ مبكر.. وعقل كبير.. وذهن متقد كما جمع أيضاً بين رقة الوجدان.. وسعة الصدر.. وسماحة النفس.. ويملك شجاعة نادرة في الاعتراف بالخطأ إذا حدث.. وأكثر ما يتميز به بيننا أنه ظل دائماً يحمل بين ضلوعه حب الوطن.. وقد ظلت (...)
{ باكستان بلد مسلم، تعداد سكانه أكثر من 160 مليون نسمة، يعاني أهلها من الفقر المُدقع، والعدم المضني، أنهكتها الحروب، وأضعفت قوتها الخلافات القبلية والعشائرية، ورغم ذلك فهي قوة نووية رادعة وأروع ما في هذه القوة أنها تحت عباءة وسيطرة باكستان (...)
أقل من خمسة أشهر فقط تبقت لاجراء الاستفتاء والذي يقرر مصير الجنوب وذلك إنفاذاً لاتفاقية نيفاشا التي وُقِّعت في العام 2005م. ولكن يبدو أن الطرفين في الشمال والجنوب غير معنيين أو مكترثين بهذا الحدث الخطير والمهم والذي يعتبر نقطة تحوُّل في تاريخ (...)
قبل فترة من الزمن ظل يعلن عن قدومه الميمون برائحة زكية معبقة بأريج البهارات القادمة من الهند وحضرموت، وحالة صوفية من العشق تجتاح النفوس، وفي حضرته يغسلون الأحزان ويزيحون الهموم والقلق من الوجدان، وفي ضفافه يجدون لمسة روحية غنية بكل مفردات الوجد (...)
منذ الصباح الباكر، كان الطقس يبدو هادئاً ورائعاً، الأجواء الخريفية تفرض وجودها على المكان، بقايا مياه الأمطار متناثرة هنا وهناك، وذلك عقب ليلة بكت فيها عيون السماء الواسعة، فأصابت بقطراتها البلورية الطرقات والميادين الفسيحة وأزقة الحواري.
ويمضي (...)
هم أكثر الناس عطاءً للوطن، وأنبل الرجال وأشجعهم في ميادين القتال، وأرض المعارك، يتقدمون الصفوف، ويسابقون الرياح، يتجاوزون الأشواك وحقول الألغام، يعبرون الأنهار والمياه الآسنة، ويصارعون حدة وعنفوان التيار ويتسلقون الجبال والهضاب، يتعرضون لغزارة (...)