حينما تشهد صرحاً يُشيَّد منذ بداياته حتى يكتمل فإنك تشعر برابط وجداني يربطك بهذا الذي شهدت ميلاده ولحظت نشأته وترعرعه، ناهيك عن أن تكون أنت أحد الذين أسهموا في لبنات هذا البناء.. كان هذا حالي وأنا أشهد هجليج يوم أن دخلتها مشياً على الأقدام في عام (...)
كان من بين المجاهدين شاب هادئ الملامح، اسمر البشرة، أُصيبت إحدى عينيه في معارك سابقة ووُضعت له أخرى صناعية في مكانها، يلتقيك بوجه طلق كأنما هو نسيم الصباح الأغر، له صوت كما البلبل المغرد ان هو انشد، وقيثارة تشنف اذنيك، وتسلب فكرك إن تلا عليك كلمات (...)
كان الوضع في هجليج يختلف كثيراً عن وادي الحيرة، فهنا الأرض خرصانية مستوية «ردمية» تربط كل المنطقة، فعلى مثل ذلك أقيم معسكرنا في موقع البئر رقم «2» مما سهّل علينا نصب خيامنا وصناعة أسرّة يطلق عليها «الدرنقل» من أشجار الغابات المجاورة، وقامت شركات (...)
كان «وادي الحيرة» بطبيعته الزراعية والغابية مرتعاً للكثير من الأحياء البرية، كالأسود التي كثيراً ما نجد آثارها حول مخيمنا، أما الثعابين والعقارب وأمثالها فقد اعتدنا وجودها بين أمتعتنا وفي مضاجعنا، ولكننا لم نكن نأبه لها كثيراً بعد أن نتلو أذكارنا (...)